الصحفي والناشط الحقوقي والإنساني ماجد ياسين لـ « إب7برس »:

 

» الخوف يقتل الإبداع والحقيقة الكاملة لا تجدها وسط ضباب المشهد العام

» الصحافة منحتني حب واحترام الناس والسجن أربع مرات، والدنوة منحتني العلم والطموح

» رياضة إب في موت سريري والدخلاء يعبثون بها

» الحب في ظل الحرب غير مكتمل والحرب ضاعفت معاناة الصحافة

في منزله العامر بالخير والبركة وحسن الإستقبال وسط مدينة إب، يستقبلك الزميل ماجد ياسين مرحبا في حوار صحفي، أعترف أمامكم أنه لم يكن بمستوى طموحي لا سيما وقد أبدى الزميل ” ياسين” تحفظا واسعا.

إنه الصحفي والإعلامي الرياضي والمثقف المتواضع ماجد ياسين، إنسان بسيط وصادق، قريب من الناس ومثقف عميق، صقلته التجارب وعركته الحياة، ولد في عائلة عريقة تمتد جذورها إلى أعماق التاريخ بكل شموخ وعظمة، عائلة لا تعرف معنى الهزيمة فقبض على جمر الأيام حتى تحولت الصعاب بين يديه إلى رماد.

نبحر سويا في هذا الحوار الأنيق والمختصر للغاية ..

إب7برس Ibb7press
حوار/ نشوان النظاري

 

• صديقي العزيز ماجد ياسين، شرف لي استضافتك عبر منصات وموقع صحيفة إب7 برس، وأتمنى أن تكون اسئلتي بمستوى حضورك وبما يليق بك وبهامة صحفية لها وزنها على الساحة المحلية والوطنية..

اهلا وسهلا، وسعيد باستضافتني معكم في الموقع الأبرز في المحافظة والذي يديره كوكبة من الشباب الرائعين ونتمنى أن نكون ضيفا خفيفا، وأن أكون موفقا في الإجابة عن أسئلتكم.

 

البداية .. شغف كروي

• بداية .. نود لمحة موجزة عن حياتك الشخصية؟ من هو ماجد ياسين، الإنسان، الصحفي، الكاتب، الناشط .. وكيف كانت البدايات الصحافية وما هو المنعطف أو اللحظة التي قذفتك إلى عالم الصحافة؟

– ماجد ياسين، شاب بسيط من أبناء محافظة إب مواليد 1987، قرية الدنوة، بكالوريوس محاسبة، أب لثلاثة أبناء، آمال وأمير وحور، شغفه الكروي هو من دفع به نحو الإعلام وتحديدا في 2002 مع بداية ظهور منتخب الأمل الذي كنت متابع لجميع تفاصيل هذا المنتخب والذي تأهل لكأس العالم لأول مرة في تاريخ الكرة اليمنية.

من هنا بدأت النشر عن طريق منتدى كوورة وهو البوابة الأولى للظهور وتحديدا في 2006 ، وكنت مراسل وعضو في صحيفة أندية إب، وثم نائب لصحيفة إتحاد الذي أسسناها بصحبة الأعزاء خالد الصهيبي وعبدالناصر الريفي وهيثم طلحة.

 

البوابة الأولى للإنطلاقة

• صف لنا شعورك عندما نشر اسم “ماجد ياسين” لأول مرة على صفحات الجرائد؟

– كان ذلك ولا زلت أدرس في الصفوف الثانوية وتحديدا في صفحة بريد القراء، وقتئذ سعدت كثيرا، وشجعني الكثير من الأصدقاء بأن مقالي كويس واستمريت بعدها في بريد القراء حتى جاء خليجي 20 فكانت البوابة الأولى للإنطلاقه والكتابة رسميا في الصحف والجرائد، والحمد الله كتب وقتها في جميع الصحف الرسمية والسلطة والمعارضة، وبعدها تنوعت أخباري كمراسل لتغطية الفعاليات إلى جانب الأخبار الرياضية.

 

رياضة إب في موت سريري

• كيف تقيم المشهد الرياضي في محافظة إب؟ ومستوى مشاركة أندية المحافظة بالدوري العام؟

– رياضة إب في موت سريري بكامل منعطفاتها، سواءً في الملاعب أو تدني مستوى الأندية أو تغييب الإعلام الرياضي بالإضافة إلى الدخلاء على الرياضة الذين تراجعوا بها خطوتين للخلف، ونتائج الأندية انعكاس لذلك التدهور والذي سيكون الثمن عالي لو هبط أحد أندية إب فهما يمثلان العينان في الرأس.

 

أسباب متراكة

• هل هناك سبب وجيه لتقديم استقالتك من إعلام نادي الإتحاد؟ وكيف تقيم أوضاع هذا النادي العريق؟

– السبب بأنه في الخمس السنوات الأخيرة نفس الرتم والأداء دون تطوير أو تقديم بصمة بالإضافة إلى خلل إداري لا يمكن أن أضعه ها هنا، ناهيك عن أسباب متراكمة جعلني أقدم استقالتي من النادي بقناعة رغم إصرار الإدارة على الإستمرار.

 

الخوف يقتل الإبداع

• ما حجم الأخطار التي تواجه الصحفي الذي يعمل تحت ظلال الحروب، وهل تموت الحقيقة بنيران مجهولة أم تبقى رهينة المستقبل؟

– الخوف يقتل الإبداع والحقيقة الكاملة لا تجدها وسط ضباب في المشهد العام هذا الأمر يجعل الصحفي يتراجع خطوتين للخلف كلما حاول التقدم خطوة للأمام  ويتغيب عن نقل كافة الوقائع والأحداث ويكون حريص قبل النشر.

 

استهداف ممنهج

• دعني أغوص معك في تجلياتك اليومية وشذراتك التي تنشرها في مساءات مدينة تضيئ كلما لمع حرفك وتتوهج كلما لامست أناملك قضاياها الإجتماعية الملحة .. هل تدق ناقوس الخطر ربما في كل ليلة حتى يتنبه الآباء والأسر لحجم الاستهداف الثقافي للجيل الحالي؟

– هذا الأمر حين نكتبه حول التوعية الأسرية ليس هاجسا فكريا بقدر ماهو من الشارع والمقيل حين نجلس مع مواطنين ومسئولين ويضعون القضايا بين أيدينا، ونحن نحاول إيصال ذلك بطريقة تصل للناس دون مسميات أو بث الخوف في الوسط المجتمعي، لأنه للأسف هنالك استهداف ممنهج للجيل الحالي يحتاج من الجميع بأن يكونوا أكثر حذرا وتوعية ومراقبة لأولادهم وبناتهم وأفضل تلك الرقابة مصاحبتهم والسماع لحاجتهم والوقوف بجانبهم.

 

جردة حساب

•ما الذي جناه ماجد ياسين من مهنة المتاعب؟

– المكاسب حب واحترام الناس، والخسائر السجن أربع مرات، هذا جل ما جنيناه لهذا سميت مهنة المتاعب، لكني راضٍ ومقتنع بما قدمته.

 

العلم والطموح والعصامية

• تشكل الدنوة – مسقط رأس الزميل ماجد – وهي القرية الواقعة في أعلى قمم مديرية ريف إب، رافدا فكريا وثقافيا ودينيا من تاريخ المحافظة والوطن، وما تزال تلك الأسطورة واقفة بشموخ على عرش التاريخ من خلال معالمها التاريخية الصامدة في وجه الأعاصير والتقلبات وفي كل لحظة تسمع دوي من رحلوا مخلفين مجدا لا يضاهى وملاحم وسرديات زاخرة بكل شجاعة وبطولة واباء .. ما الذي منحته لك الدنوة؟

– منحتني العلم والتعلم والطموح وتعزيز الجانب الديني والمعرفي ذلك بأن معظم بيوت أهلها كتب وكان كل ما تشغل حيزا من الفراغ تتطلع حول تلك المكاتب، بالإضافة إلى أني عشت في بيئة ريفية صقلتني وعلمتني الإعتماد على الذات فقد عشت فيها مزارعا وراعيا للغنم ومعاونا للأسرة في نقل الماء والمساعدة في المرعى.

الصحافة الإلكترونية هي السائدة

• بما أن الصحافة الالكترونية سرقت الأضواء من الصحافة الورقية هل لديك أمل بنهضة الصحافة الورقية من جديد؟

-من الصعب ذلك مع تواكب وتطور التكنولوجيا كون الاخبار متسارعة وأصبحت أخبار الصباح لا قيمة لها في المساء، الناس تبحث عن شيء طازج وشيئ جديد ومثير، خاصة مع تسارع الأحداث وأصبح العالم غرفة مغلقة في شبكات النت.

 

رصيد أفتخر به

• حجم متابعيك يصل إلى 70 ألف متابع؛ في منصة فيسبوك لوحدها، ماذا يعني لك هذا الرقم؟ هل هو مصدر إلهام أم أنه مصدر قلق لك وللسلطات، أم الإثنين معا؟

– هو رصيد جيد أفتخر فيه كونه يأتي بعد تعدد الطرح في مجالات مختلفة دون الركود في مكان محدد، وبعد نقل أحداث ووقائع بدون تطرف أو انتماء لجهة دون أخرى، وهذا الرصيد بقدر ما هو محط أنظار وتقدير المتابعين يعد محط أنظار السلطات كذلك، وهذا يجعلك تكون أكثر حرصا لطرحك وفكرك لتكون قريب من الناس وتصل رسالتك للمسؤولين عبر صفحتك.

 

أكبر مطبخ خيري في الجمهورية

• لماذا ابتعدت مؤخرا عن العمل الخيري؟ وما هو مستقبل مؤسسة عطاء؟

– العمل الإنساني أصبح صعب للغاية، وأصبح فيه شكوك وماحدث في المخبز الخيري من سوء إدارة وغياب الشفافية نفرني من العمل الإنساني وتفرغت للعمل الشخصي، هي ليست وظيفة أو مصدر دخل  حتى أتفرغ لها، هو عمل تطوعي، فترة وانتهت، وأعتقد بأني وصلت لمرحلة الذروة بعد تجهيز أكبر مطبخ على مستوى الجمهورية اليمنية والذي كان يستهدف ألفين أسرة طيلة شهر رمضان الكريم.

 

تغيير مسار

•هناك من يعتبر ترويجك لبعض المؤسسات التجارية عبر صفحتك في تطبيق فيسبوك انحراف مسار وتراجع مستوى مهني لصحفي كبير كأنت .. ما تعليقك حول هذا الأمر؟

– هو تغيير مسار وليس إنحراف مسار، تغيير النشاط لا يعني تغيير المبادئ، الأحداث والمتغيرات هي من تغيرنا لنتواكب مع المتغيرات لنحافظ على كياننا بالحضور لتقول ها أنا ذا، وحين يكون الأجواء ضبابية يجب أن تحترس وتأخذ معك مظلة حتى لا تبتل وتتسخ ملابسك  وتجرفك سيول الأمطار، وليس تراجع بقدر ما هو البحث عن لقمة الحلال عبر صفحتك التي ضحيت وتعبت لأجلها، ولا ضير من الإستفادة منها فيما يجلب لك النفع ولا يسبب الضرر لأحد، وهو أهون من التكسب السياسي والتطبيل والتضليل.

 

الداء الصديق

• قبل أشهر داهم جسدك داء العصر “السكر”، سؤالي أولا .. هل ما زلت نهما على التهام أطباق الحلوى أم توقفت، ثانيا هل تمكنت من السيطرة على هذا الداء أم أن البيئة والمحيط والواقع يجعلانه ينتصر أحيانا عليك؟

-السكري هو داء العصر واعترف لك باني كنت منهار في البداية وقمت بحمية غذائية عالية وهذا تسبب أيضا بجانب نفسي وحاليا تعاملت معه كصديق لا أقترب خطوتين للأمام ولا أتراجع خطوة للخلف واستطعت التخفيف من أعراضه والحمد لله، والان أشعر بتحسن أكثر بابتعادي عن أطباق الحلويات والسكر والدقيق الأبيض    وأعتقد بأن الهرم الزائد والافراط الزائد في الأكل والسمنه سبب لذلك.

 

كتابة رواية مشروع المستقبل

ما هي آفاق الكتابة عند الأستاذ ماجد ياسين وهل قد باح قلمك بكل ما يعتمل في الوجدان أم أن ما طفى لا يعدو محاولات منفلته في لحظات تجلي زاخرة بانفعلات لحظية طارئة؟

-الأوضاع تجعلك مقيد للبوح والكتابة، وهذا التقييد يجعل نطاق طرحك محصور، لهذا لا أجدني هنا استطعت تقديم كل ما لدي كإعلامي، بالإضافة إلى الانشغال بالأعمال الخاصة، تشغلك احيانا عن الكتابة وافكر في عمل رواية أدبية أو كتاب تجارب حياة تكون كنصائح وشذرات.

 

مهنة مقدسة

•لماذا يطلق على الصحافة صاحبة الجلالة في رأيك؟

– لأنها مهنة مقدسة حين تناصر قضية وتنتصر لقضية عادلة وتنصر مظلوم وتنقل الحقيقة ومهنة المتاعب، لكن الأن سلب منها قدسيتها.

 

الصحافة ضحية

أستاذي، ما هو مقياس المسافة الحقيقي بين حرية الكلمة والمستقبل؟ وهل كانت الصحافة وحرية الكلمة هما أولى ضحايا الحرب أم أن هناك طابور طويل من الضحايا ..؟

– تأثرت الصحافة بالحروب كما تأثرت الكثير من الأمور، وهذا نتاج طبيعي للحروب التي ضاعفت من معاناة الصحافة بتغيب الصحافة الورقية التي كانت أكثر مهنية ومصداقية.

 

نصف المجتمع

• كم مرة أحببت في حياتك؟ وماذا تمثل المرأة بالنسبة لك؟

– الحب في ظل الحرب غير مكتمل، لكن يظل الحب الحقيقي ما يتملكه قلبك، فالمراءة نصف المجتمع هي الأم والزوجة والأخت والبنت، ولا غنى للأنسان عنها، وإذا كانت المراءة لها دور فدورها في اليمن أكبر في ظل تغيب رب الأسرة عن البيت للغربة أو للعمل  فتحية لكل إمراءة عملت وكافحت وناضلت في ظل كل هذه الظروف.

 

أحلام تتحقق

كم حلما تحقق في حياتك؟

– الكثير والكثير منها أو ربما أهمها، نيل شهادة البكالوريوس، والسفر لخمس دول، والاستقرار الأسري، وحب وتقدير الناس.

 

تردد وحيرة

• أخيرا .. هل ما يزال هناك متسع للسفر ومواصلة الحياة المدنية بكل تفاصيلها؟

– لا زلت في تردد وحي وحيرة بين السفر وترك الصحافة وبين البقاء عليها مع بحث عن مصدر رزق إضافي، لأن العمل الإعلامي لا يؤكل عيش، وفي ظل هذه الظروف إذا كان من سفر إلى مكان فيه إستقرار مالي وأسري، ما نزال بالطبع نحلم بمستقبل أفضل في هذا البلد مع احتفاظك بالرصيد الذي كسبته من الإعلام، لكن أنت تريد وأنا أريد والله يفعل ما يريد.

 

باقة شكر

• الكلمة الأخيرة لك …. لك حرية التعبير عما تضيف، مع فائق الشكر وجزيل العرفان والامتنان ..

– أشكرك أخي نشوان ولطاقم موقع صحيفة إب7 برس، وأشكر كل من كان عونا وسندا لماجد بكل شيئ، شكرا لكم جميعا من أعماق قلبي.

الرابط الدائم: https://ibb7.org/2023/11/13/ماجد-ياسين-لـ-إب7برس/