يوم العيد وطقوسه في إب

 

إب7 press
بغداد المرادي

 

لليوم الأول من أيام العيد طقوس خاصة في محافظة إب، وتكاد تلك الطقوس تتشابه في باقي محافظات الجمهورية مع بعض الاختلاف النسبي.

تبدأ تلك الطقوس من الفجر، حيث تدب الحركة في أرجاء المنزل، فتكون النساء أول من يقرع صباح العيد بصخب شديد ما بين المطبخ وتجهيز وجبة الفطور وما بين تجهيز الأطفال وتنظيف البيت وترتيبه لاستقبال الأهل والأقارب.

فيما يذهب الرجال لأداء شعائر صلاة العيد باصطحاب الأطفال إلى مكان مخصص لصلاة العيد يسمى ” المصلى ” وعادة ما يتحول هذا المكان في الايام العادية لملعب رياضي، والبعض الاخر يذهب لأداء تلك الشعائر في الملعب الرياضي ” إستاد إب الرياضي “، ومؤخرا ومع جائحة كورونا باتت أغلب مساجد المدينة تقام فيها تلك الشعيرة الدينية.

يأتي بعد ذلك ذبح الأضحية الخاصة بهذا العيد والتي مع تغير الظروف الاقتصادية باتت لمن استطاع إليها سبيلاً …!

وتصلي النساء في المنزل، والبعض منهن يذهب لأداء الصلاة في المصلى، او قسم النساء في مسجد الحي، وبعد ذلك يقمن بتجهيز وجبة الفطور ريثما يعود الرجال والأطفال من الصلاة، وتختلف الأطباق المقدمة في صباح ذلك اليوم ما بين ” بنت الصحن والذمول والمعمول والكعك أو المعصوبة، والتي تحضر بواسطة السمن البلدي والخبز، مع ضرورة وجود بعض الشاي. والحليب والقهوة والبن”.

بعد صباح حافل بالنشاط والعمل والتجهيز ترتدي النساء ما طاب لهن من الأزياء لاستقبال الأهل والأقارب الذين يأتون بعد صلاة العيد لمعايدتهن واعطائهن “عيدية”، مبلغ مالي رمزي، وهو تقليد منذ زمن بعيد ومستمر حتى وقتنا الحاضر، وحتى في ظل هذه التغيرات الاقتصادية الحاصلة في البلد، ويسمى في بعض مناطق المحافظة ” عسب العيد”.

بدورها تحرص النساء على تقديم الحلوى والمكسرات والتي تسمى ” جعالة العيد” في أطباق أنيقة، وكذلك الشاي بالحليب أو القهوة او المشروبات الباردة والعصائر لكل من يحضر لزيارتهن، وهكذا تستمر تلك المعايدة من الصباح وحتى قبل الظهيرة.

يذهب أغلب الرجال بعد ذلك لشراء شجرة ” القات “، وتُعِد النساء في المنزل وجبة الغداء الخاصة بعيد الأضحى وهي لحم الأضحية بعد غسلها بالماء جيداً تعدها بمختلف الأطباق الرئيسية المقدمة  على  المائدة في يوم العيد ” كبسة” ومن ثم يتناول الرجال والأهل هذه الوجبة ، الخاصة بعيد الأضحى المبارك ثم الذهاب مباشرة عقب ذلك لجلسة مقيل القات، حيث يبقى الرجال يمضغون تلك الشجرة، التي يرتفع سعرها كثيرا في أيام العيد، مع الماء وبعض المشروبات الغازية حتى المساء، يخوضون في السياسة والثقافة والأدب، ويشطحون كثيرا  ويبتكرون المشاريع ويخططون لمستقبلهم على نحو ورديا للغاية، وما إن يعودوا للبيت حتى ينسفوا كل تلك التطلعات  وتنتابهم هموم الواقع والظرف الاقتصادي القاهر الناجم عن الحرب في الدرجة الأولى.

أما النسوة، فبعد انتهاء الغداء، يأخذن الأطفال للتنزه في الحدائق العامة، وتلك الأماكن محدودة للغاية وتكون في أيام العيد مكتظة بشكل خيالي، وكذلك يقمن بزيارة الأهل والأقارب والجيران.

” أم رياض” نازحة من محافظة الحديدة “بأن العيد في إب يمتاز بالجمال والأجواء الخيالية التي لا توجد في كثير من المناطق اليمنية متحدثة عن الأضحية الخاصة بهم بأنهم كانوا قبل النزوح يعيشوا حياة لا بأس بها كان باستطاعتهم شراء اللحمة والتصدق منها واهداء جزء منها أيضاً لكن مع تغير واختلاف الأوضاع أصبحنا نشتري ما يعيننا على تطبيق السنة فقط كشراء القليل من اللحم الجاهز وكفى …!”

يضيف إلى ذلك “مؤنس” 23عاما يعمل في محل بيع اللحمة بأن الناس في يوم العيد تقبل على شراء اللحمة بالكيلو لعدم مقدرتهم على شراء الأضاحي من المواشي لارتفاع أسعارها الباهظة بشكل جنوني حيث يصعب على الكثيرين شرائها ”

وتقول ” أم مريم” ربة بيت   بأنها في صباح العيد وتحديدا الساعة الخامسة صباحا قامت بإيقاظ بنتيها، وبدأت بتسريح وتصفيف شعرهن بأجمل التسريحات الخاصة بهن كأطفال، من ثم تلبيسهن ملابس العيد الجديدة والجميلة وإخراجهن الى ما يسمى بالمقبرة مكان يجتمع فيه كل الأطفال بمختلف الألوان والأشكال الجميلة للعلب والمرح مع بعضهم.

وتتحدث “أبرار” عن يوم العيد، حيث تقول بالنسبة لأسرتها فإن العيد يبدأ من الليل، فلا يذوقون النوم من شدة الفرح، ويبقى الجميع منشغل في إعداد وتجهيز ما يخصه في ذلك اليوم.

وتضيف، بعد صلاة العيد يأتي المعيدون من الأهل والأقارب وتقوم بتقديم الحلويات وكعك العيد الذي تم تحضيره ليلة العيد مع الفيمتو أو الشاي والزبيب.

وتواصل، كما تقوم سيدة البيت الأولى، الأكبر سنا، في العائلة من النساء بتقديم عيدية بسيطة وهي عبارة عن بعض المال للأطفال القادمين برفقة الأهل والأنساب ممن يأتوا للزيارة في يوم العيد.

وتكمل حديثها، بعدها يذهب الأخوة مع الوالد لزيارة الأقارب في الريف والحضر أو خارج المحافظة على أن يعودوا في اليوم التالي.

بينما تشعر “ريم”، فتاة متزوجة، تبلغ من العمر 27عاماً، بأن العيد له نكهة خاصة، وروحانية تتجلى في تلك السعادة المرسومة على وجوه الأطفال في ذلك الصباح الممتع المليء بالنفوس الطيبة بين الأبناء، والأخوة واخواتهم، وتزيد على ذلك بأن العيد له رونق خاص فهي ملتزمة حد تعبيرها بتشغيل أغنية العيد الخاصة به لتكتمل سعادتها وتشعر بحلاوة ذلك اليوم مع الأهل وأسرة الزوج وأقاربهم.

هذه لمحة مختصرة عن عيد الأضحى المبارك في محافظة إب، مع العلم أن لكل مديرية طابعها، ورونقها الخاص، وفولكلورها العيدي المتميز عن باقي المديريات، لكن المعظم يتشابه فيما تم طرحه سابقا، وكل عام وأنتم بألف خير.