أطفال العيد

إبpress 7
عمران هلال

تتنوع طقوس العيد من بلد إلى أخر ومن مدينة إلى أخرى داخل البلد الواحد ولربما تتسع دائرة الاختلاف والتنوع داخل المدينة ذاتها من قرية الى أخرى ومن ضاحية منطقة إلى ضاحية.

هذا التنوع والاختلاف يكسب للعيد لون مميز وطقوس اعتيادية بهيجة وخصوصاً لدى الأطفال الذين ينتظرون قدومه طيلة العام بواسع الصبر ليصخبون العيد بأبهج حلل المرح وأعلى تجليات الصخب والنشوة والانتعاش وكأنما حل مطر على أرض جدباء يابسة فأينعت ورودها وزروعها وسمت الى واحة نظرة تسر الناظرين وتبهج العابرين.

هذا ما حاولنا التطرق إليه لنستطرد أهم مميزات العيد في مديرية المشنة بمحافظة إب من الجانب الطفولي لنوضح الصورة كما هي في بند أطفال العيد.

في الضاحية الشرقية للمدينة حيث بعض القرى التي لا زالت تحتفظ بإرث الجدود وتقاليد الاباء طفوليا ولم تختلط بموجة المدنية كثيرا لتكتسب بعض عاداتها.

تشرع طقوس العيد من اخر ليالي رمضان في ترقب العيد وتحديد موعدة، فينتظر الأطفال الميقات المحدد للعيد بعد الاطمئنان على ملابسهم الجديدة حتى إذا تحدد أستبشر الأطفال مرددين بعض الاناشيد الدينية المرحبة بالعيد

كالعيد جاء … يا حيا به

عيد الحبايب …  واحنا اصحابه

عيد سعيد … نهتنا به

والعيد جاء …يا حيا. به

ثم يمرون على المنازل القريبة من بيوتهم من ذويهم واهاليهم ليبشروهم بالعيد مرددين هذه الهتافات

بكره عيد … عيد سعيد

وبعد ان يستكملوا جولتهم القريبة ويتمون طوافهم يخلدون الى النوم واضعين ملابسهم الجديدة تحت رؤوسهم أو فرشهم لضمان عدم اختلاطها أو ضياعها في صباح اليوم الموعود والمبارك، وتستكمل النسوة ترتيب بيوتهن من زينة وتنظيف استعداد للعيد ويخلد الجميع للنوم.

فياتي العيد مع صلاة الفجر حيث يستيقظ الاطفال مع بزوغ العيد ليغتسلوا ويلبسون ملابسهم الجديدة، ويخرجون الى الصلاة العيدية وعقبها تنطلق المراسيم والطقوس العيدية في أبهى حلالها لتطلق الالعاب النارية، وأصوات الصخب العيدي و(الطماش) وتجوب المسامع، مع أن الألعاب النارية للأطفال غير محببة للكثير من الأسر لما تسببه من مخاطر وإصابات، ثم

يقوم أطفال البيت بنو العمومة او الأخوة أو العائلة الواحدة بالزيارات على أصوات الطماش وصفارات العيد وأبواق مزاميرها والالعاب النارية من بيت قريب الى اخر لاستلام العيدية من اقربائهم والتي بالعادة ما تكون عبارة عن عيديه مالية وعيديه مادية مكونه من كعك العيد والشكولاتة والكيك والمقرمشات العيدية المنزلية التي تعدها ربات البيوت غالباً أو يشتريها البعض من الأسواق.

وعلى اصوات الابواق والصفارات والالعاب النارية يتنقلون من بيت إلى أخر ليتموا حجهم

وعادة ما تكون البيوت الليلية التي طافوها مبشرين بالعيد هي البيوت المستهدفة لزيارة صباحيه العيد وطلب العيدية.

وبعد كل هذا يخلد الاطفال للتصوير او للخروج مع اقربائهم لزيارة أهاليهم وذويهم في القرى والمناطق الابعد.

ويستمر كل هذا الصخب العيدي حتى تأتي صلاة الظهر ليخفت قليلا في الظهيرة وتستكمل بقية طقوسه بعد العصر من زيارات والعاب نارية وخروج إلى أماكن بعيده عن القرية للجلوس في القيلولة لتنطفئ مهرجانات وطقوس أول أيام العيد مع غروب شمسه ويخلد الجميع للنوم بعد يوم صاخب للغاية.

اما في الضاحية الغربية حيث القرب أكثر من المدينة فتبرز بعض الطقوس العيدية المختلفة للأطفال مثل الخروج ليلة العيد بملابس العيد والطواف بها على الجيران والأقارب الأقرب وذلك للتجريب وأخذ الاستشارات من الجيران ثم الخلود للنوم ومن ثم الذهاب الجماعي للصلاة العيد والتي غالبا ما تكون في ساحات جماعيه كبرى تسمى (الجبانة) أو المصلى ومن ثم الخروج عقبها للمقابر لزيارة الموتى من ذويهم مع أهاليهم ثم الذهاب للمحلات التجارية لتبضع الالعاب والازياء العيدية البهيجة من الخردوات للزينة وما اليه.

ثم يقوم الاطفال بأخذ بعض حلويات العيد، والخروج للتوزيع على بيوت الاقرباء والأهل للحصول على المعايدة المالية منهم تحت مبدئ المقايضة ويتم التبادل بكيك العيد وحلوياته من بيت الى أخر عبر الأطفال.

ومن ثم يجري كاعتياد الخروج بكامل العائلة الى بيت قريب معين أو مساحات مفتوحة كحدائق وجبال بعيدة عن المدن وضوضاء المدينة للجلوس هناك والمقيل حتى اقتراب غروب الشمس لتختم بذلك الطقوس العيدية لليوم الأول.