لماذا نحارب تهريب الادوية ..؟

إبprees 7

عمران هلال

مقال رأي

إن اقسى ما يواجه القطاع الصحي بشكل عام، و السلطات الرقابية والأمنية، الأدوية المهربة، والتي أصبحت كابوسا يؤرق قيادة الكادر الصحي وكذلك جميع منتسبي قطاع الصحة منذ الازل .

وربما الكثير من الناس والمثقفين لا يعرفون لماذا نحارب التهريب ما دامت هنالك أدوية نادرة وغير متوفرة في السوق الدوائي المصرح به، ويتساءلون لماذا كل هذا الاصرار في محاربة التهريب ؟

لماذا نحارب تهريب الأدوية ؟

وهذا ما نود أن نتطرق اليه، ولكن قبل التحدث عنه دعونا نتحدث عن الدواء أولا، فالدواء مركب كيميائي قادم من أصل نباتي أو حيواني أو معدني مصنوع وفق أسس علمية دقيقة تراعى فيه النسب والجرعة والتكافؤ العلمي، ومضاف اليه أو إلى أغلبه حافظات كيميائية تبقي الدواء أمن وصالح للاستعمال وفق ظروف قياسية معينة ” درجة حرارة معينة _ معدل رطوبة ثابت _ درجة تعرض للضوء، وتبريد معين، وطريقة تخزين ثابتة وعلى هذه المقاييس صنع الدواء ويُسمح له بالدخول إلى أي بلد .

وبيع الدواء يجب أن يخضع  إلى سلسلة اختبارات من الهيئة العليا للدواء في أي بلد طبقا لقوانين الدواء التابعة لها، ولكل دواء مصرح ومسموح ببيعه في السوق الدوائي يجب أن يخضع للرقابة الشاملة بعد دخوله السوق  تشمل هذه الرقابة دراسة تأثير سميته واعراضه الجانبية، ومضاعفاته الدوائية الاخرى ودرجة الإدمان عليه ويخضع لطريقة نقل وتخزين معينه ذات ثباتيه دقيقة .

اما الدواء المهرب فهو خطر للغاية، ومن أسباب خطورته، أنه غير معروف جهة صنعه لذلك ربما لا يكون حسب المواصفات الصحية المناسبة، وأن طريقة نقلة وتخزينه تمر بظروف قياسية صعبة عبر شبكات التهريب فيتعرض للتلف وسوء التخزين والتعرض للشمس والضوء والرطوبة عبر نقله بواسطة طرق بدائية ودفنه في الصحاري والمنافذ لفترات طويلة فيتعرض لكل اشكال التلف، مما يجعل استخدامه الآدمي مشكوك فيه وخطر ويعرض مستخدمه للكثير من المضاعفات المرضية والأعراض الجانبية المؤلمة والانتكاسات المرضية الكارثية لصحة للمجتمع والمرضى بشكل عام .

كذلك من اخطار الأدوية المهربة أنها لا تخضع للرقابة الداخلية الصحية لدراسة أعراضه الجانبية، والنظر لتأثيراته  وادمانه ومدى فاعليته، لأنه يباع بطرق ملتوية وسرية ..

ومن مشاكل الأدوية المهربة أنها تعرض الاقتصاد الوطني للإنهاك عبر تهربه من بوابه المطابقة للمواصفات والاستحقاق الضريبي، ويعمل الدواء المهرب على محاربة المنتج الدوائي المحلي لشركات الدواء الوطنية وذلك لرخص ثمنه احيانا واغراقه للسوق المحلي .

وهناك الكثير والكثير من العيوب والمخاطر والأضرار الصحية التي تنتج عن بيع الأدوية المهربة في الوطن وتعرض حياة المرضى والمستخدمين والمجتمع  للخطر الكبير الاكيد ..