ما وراء الأبواب الخفية ..

ظاهرة التحرش  

إب7 press

انتظار الكامل

تجاوزت ظاهرة التحرش الأسواق والشوارع والاماكن العامة، وباتت متفشية في اوساطنا المجتمعية، وحتى بين أفراد العائلة واحدة .

هناك العديد من القصص والمعاناة التي جمعناها، واراء بعض الفتيات المتحرش بهن، واليكم تلك اللقاءات الحذرة والخفية :   تقول ” س . ف” : ” لقد تم التحرش بي من قِبل جارنا البالغ من العمر 60 عام، وأنا لم اتجاوز 12 عام حيث كانت امي تجعلني اذهب إلى بيته لجلب الماء في بعض الأحيان، وعند دخولي إلى الحمام كنت أراه يحاول الادعاء مساعدتي، ولكني كنت أدرك ماذا يريد حقيقة الأمر، لقد كنت أخاف جدا جدا ولم اجرؤعلى الحديث لأحد، لم اكن أدرك ما معنى ما يفعله إلا عندما تزوجت وعرفت ما تعني حركاته تلك وتقربه مني” .

فيما ” إ .ع ” فتقول متحدثة عما عانت منه : ” قد تعرضت للتحرش القريب للاغتصاب مِن قِبل أخي ثلاثيني العمر، وأنا في عمر 14 سنة، واستمر ذلك  إلى أن صار عمري 16سنة، وذلك بسبب ضيق بيتنا كنا ننام سوياً، لقد كنت أحاول جعل امي تفهم ولكنها لم تدرك ذلك، كانت تقول هو الوحيد الذي يحبكِ جدا ؛ كنت أحاول وأحاول ولم أستطع ايقاف ذلك العبث، مما ترك في نفسي الخوف الشديد من الارتباط وها أنا ذا اتجاوز 26 سنة ولم أجرؤ على الارتباط ، بل واشمئز منه “.

وتضيف ” م . م ” قائلة :” قصتي لم تختلف عم سمعتها من اخريات، وأنا وإلى هذه اللحظة أعاني من التحرش اللفظي والحسي من أخي المتزوج والبالغ من العمر 43 عام، مِراراً وتِكراراً أعاني من طريقة ملامسته لجسدي، ومن حركاته المقززة التي توحي بنيته اللانسانية  والحيوانية الغريبة “.

وتتحدث ” ش . هـ ” على استحياء حيث تقول : “تعرضت في صغري للتحرش من قِبل صاحب البقالة بشتى الطرق، وانا في صِغري لم أفهم ما كان  يقصد ولكني كنت أخاف منه وفهمت حينما كبرت ” .

على نفس الصعيد التقينا أم شيماء، ووافقت ان تدلو بدلوها حيث قالت :” من الناحية العامة أحمل كامل المسؤولية الأم، فهي المسؤولة الأولى عن ملابس ابنتها المغرية وعدم الالتزام بالعفة الكاملة في ملابس ابنتها، وكذلك الاختلاط في النوم بين البالغين، وعدم إعطاء المساحة الآمنة بين البنت وأمها، وتفهم ما تريد إيصاله لها ” .

وترى الاخصائية “نوال عبدالله ” أن لا علاقة باللبس بالتحرش، وإن كان له علاقة فهو بجزء بسيط ولكن الأساس يعود لعدم وعي الشباب، وعدم رعايتهم ومتابعتهم باستمرار، فما يشاهده أطفالنا على الإنترنت كفيل بأن يصنع منهم جيل يحتاج إعادة تأهيل، وكذلك ضعف الوازع الديني وعدم الحفاظ على الشعائر الدينية التي هي من أهم الأسباب التي خلقت فوهة كبيرة بين الاخ وأخته أو الوالدين وأولادهم .

باتت ظاهرة التحرش مقلقة في مجتمع يتسم بالسرية وتجريم حتى الحديث عن ذلك، لتخلق من رحم الحرمان والكبت والثقافة التربوية المغلوطة وعدم تجانس الأم مع بناتها، العديد من القصص والماسي ستتحول مع مرور الوقت لكوارث اجتماعية وواقعا الفوضى والانحلال .