الخرمش ” فاكهة القشطة ” المتجول في إب
 
لذيذة الطعم وفوائدها الصحية جبارة لكن الزيادة في تناولها قد يسبب اعتلالات خطرة
 
طاهر الزهيري
 
في كل حي وشارع وزقاق في مدينة إب تجد الباعة الجائلين يجرون عربات الدفع الخاصة بهم والمحملة باكوام فاكهة ” الخرمش” الموسمية، والتي يقبل على شراءها أبناء المدنية بنهم شديد جراء ندرة الحصول عليها في باقي الشهور من العام.
 
القشطة من الفواكه التي تُعرف في اليمن باسمها المحلي ” خرمش ” وتنتشر زراعتها في اليمن، ولها مسميات مختلفة في العالم مثل ” الزبدة والغرافيولا أو المستعفل أو الشيريمويا والقشطة “.
 
وتنمو ” الخرمش” وهو الإسم الشعبي لهذه الفاكهة في محافظة إب، في الأماكن التي تتميز بالدفء، ولهذه الفاكهة قشرة خارجية خضراء، ومن الداخل فلونها أبيض وتحتوي على بعض البذور.
 
فاكهة القشطة ” الخرمش” قد تُستخدم كنكهة في صناعة الحلويات، أو كعصائر، وهي من الفواكه التي تحتوي على كميّةٍ عاليةٍ من الكربوهيدرات؛ وبخاصة سكر الفركتوز ، وتحتوي على كميّةٍ مرتفعةٍ من الفيتامينات؛ كفيتامين ب1، وفيتامين ب2، وفيتامين ج، بالإضافة إلى مجموعةٍ من المعادن؛ مثل: الكالسيوم، والمغنيسيوم، والزنك، والبوتاسيوم، والفوسفور.
 
تتميز هذه الفاكهة بقيمتها الغذائية العالية، لأنها تحتوي على العديد من الفيتامينات والمعادن، ولها مذاق لذيذ، حيثُ تعود معظم فوائد القشطة لكونها مصدراً غنيّاً بمضادات الأكسدة؛ إضافةً إلى تقليل خطر التعرّض للإجهاد التأكسديّ، وذلك حسب دراسةٍ مخبريّةٍ نُشرت في مجلة Food & Function عام 2014،ويمكن للنظام الغذائيّ الذي يحتوي على مضادّات الأكسدة بشكلٍ كبيرٍ أن يُقلّل خطر الإصابة بالعديد من الأمراض، بما فيها أمراض القلب، والسرطان، والسكري، وقد تكون هذه المضادّات من الموادّ الغذائيّة، مثل: فيتامين ج الذي يتوفر في فاكهة القشطة ” الخرمش”.
 
كما تُعد فاكهة القشطة ” الخرمش ” من الفواكه الغنيّة بالفيتامينات؛ وخاصّةً فيتامين ج؛ التي تساهم في تعزيز جهاز المناعة، أيضاً تحتوي على البوتاسيوم الذي يساعد على تنظيم ضغط الدم، كما تحتوي القشطة على كميّاتٍ كبيرةٍ من الألياف الغذائيّة التي تساهم في المحافظة على الهضم بشكلٍ جيّد
 
كما تعمل على ضبط مستويات السكر لدى مرضى السكري: ففي إحدى الدراسات الأوليّة من جامعة Obafemi Awolowo University عام 2008 والتي أجريت على مجموعة من الفئران المُصابة بداء السكري تم حقنهم بمستخلص ثمرة القشطة مدة أسبوعين، وظهر انخفاض مستويات السكر في الدم لديها بشكل أكبر من الفئران المصابة بهذا المرض التي تم تُعط هذا المستخلص، ولكن ما زالت هناك حاجةٌ إلى دراساتٍ أخرى لتأكيد هذه الفائدة بالنسبة للإنسان.
 
أشارت إحدى الدراسات المِخبريّة والتي أجريت من جامعة لاغوس عام 2014 إلى أنّ مستخلص فاكهة القشطة يمكن أن يمتلك خصائص مضادّةً للالتهابات، كما أنّه مُسكّنٌ للألم.
 
وبالرغم من كل تلك الفوائد والمنافع لهذه الفاكهة إلا هناك أخطار ومحاذير يجب الانتباه لها، فيمكن أن يُسبّب الاستهلاك المُتكرّر لفاكهة القشطة ” الخرمش” تسممّاً في الكبد والكلى، كما يمكن أنّ يؤدي استهلاكها لفترة طويلة من الزمن ضرراً في الأعصاب، واضطرابات الحركة أيضاً، أو حتى اعتلالاً بدرجة خطيرة في الأعصاب، وبالتالي فإنّ تناول الأشخاص الذين يعانون من مرض باركنسون لهذه الفاكهة قد يؤدي إلى زيادة تفاقم الأعراض لديهم.