المساواة .. طريق حياة

إب7برس Ibb7press

سيدرا | رأي

المساواة في مفهومها الأخلاقي و القيمي ليست نزع أحد الحقوق لطرف ما على حساب الطرف الآخر، لكنها منح كل طرف حقه القانوني والشرعي.

وينبغي أن يعلم الجميع أن مجموعة من العادات والتقاليد و الموروثات هي ليست وصفة منظمة للحياة أو مسيرة لوقع المجتمع، فهناك ما يتعارض مع الفطرة السوية والدين والإنسانية وهناك ما هو مؤصل وله جذور ولا يمكن أن يشكل عائقا بتاتا.

فالمساواة وفق الأسس الحقيقية تساهم في بناء المجتمع، فلم تُخلق بعض شرائح المجتمع لتكون فائض بشري، فالمرأة مكمل أصيل للمجتمع وشريك أساسي في تشكل لبناته الحقيقية، وكذلك الفلاح والعامل وذوي البشرة السمراء والبيضاء والسوداء وغيره، الجميع أمام الدستور والشرع متساوٍ، وليس من حق أحد تفضيل جنس على آخر، ولا تهميش أو إزاحة فئة على فئة أخرى.

عندما لا يقر مجتمع بمبدأ المساواة فإن ذلك المجتمع يخلق قانون الغابة ليحل بديلًا عن قانون العدل والإنصاف، لتعم الفوضى وتنتهك الحقوق وتصادر الكرامات ويتكون مجتمع هش آيل للسقوط من أول وهلة.

المساواة طريق حياة، وجسر لعبور المجتمع إلى عالم الإبداع والإثراء الوجودي، وتكريسه كثقافة مجتمعية ينشئ أجيال قوية محصنة معرفيًا و اجتماعيًا وقادرة على النهوض بمجتمعها ووطنها و أمتها إلى أوج العلى.