أم لأول مرة 

إب7 press
هنادي جوير l مقال رأي

أكاد أجزم بأني كنت لا أمت للأمومة بصلة، واستغرب حينما تقول أمي حملت وولدت وتعبت وربيت، فما الذي فعلته هي لتذكرنا به، إنه حمل وولادة، فطرة على جميع النساء، أهو عمل يذكر ..

حتى حملت بمولودي الأول وكان عمري 14عام، كنت اشعر بفرحة عارمة أنه سيكون لدي طفل، ألعب معه، واتسلى بحضرته، لم أكن أعرف ما معنى الحمل والولادة، ومع رغم صعوبة الحمل وتعبه لكن فيه كمية إحساس جميلة جداً وخصوصاً لما بدأت أحس بنبضات قلبه وبداية ما كان يركل في بطني، لقد كان إحساس لا أستطيع وصفه، تعب الحمل، عدم الرغبة بالأكل، الدوار الدائم، كل هذا مررت به ويمرن به جميع النساء وتعرف حينها الفتاة ما الذي عانته أمها من قبل.

لقد وقفت والدتي معي في كل مراحل حملي وولادتي وأتذكر جيداً دموعها وهي تدعو لي بتسهيل الولادة، ذلك أن الأم قطعة من الجنة وضعت على الأرض فكل ما كبر أطفالها زاد قلقها وخوفها وحبها لهم.

إن أعظم شعور تشعر به المرأة “الأمومة ” ولقد شعرت بأمومتي حينما خرج من احشائي أول طفل، عندما رأيته وقدم لي بين يدي أحسست إني ولدت من جديد رغم اني رأيت الموت في ولادتي حتى شعر الأقرباء اني لن انجو من شدة التعب والعذاب.

تشعر المرأة في ألام المخاض بـ أن روحها تنزع، ولكن الحقيقة أن قطعة من روحها تخرج من احشائها لتزيد جمال حياتها، ولقد كان شعورا لذيذا أجمل من فرحتي يوم عرسي، وكذلك إحساس أول ما يرضع الطفل من الثدي إحساس أخر وجميل للغاية.

أمي هي من علمتني الأمومة، ولا شك بأن كل فتاة تتعلم الأمومة من والدتها، وهي من علمتني أن أكون أم بحنانها وحبها وعطفها وخوفها عليّ، سهرت معي ولأجلي في مرضي وتعبي في حملي وولادتي وفي تعب ومرض أولادي، ولا نعرف قيمة الأم والأمومة إلا بعد أن نعيش هذه التجربة.

حتى أن الأم عندما يأكل طفلها تشعر بالشبع، وإذا مرض تحس بالتعب، وإذا غط في سبات عميق تشعر بالراحة، وإذا بكى يكون الألم مصاحب لها، ولا تشعر بالمرأة إلا امرأة مثلها فلا أنسى أخواتي وزوجة أخي وكيف وقفن معي بولادتي نعم فقد كان الخوف مصاحب لي فكن خير ونيس، أما والدتي حتى اللحظة تساعدني في كل شيء حتى في تربيتهم فـ اللهم احفظ لي أمي وأمهاتكم أجمعين.

وكل ما كبر الأطفال زادت المسئولية، وتكبر عقولهم معهم حتى أن طفلي عامر الذي لا يتجاوز الست سنوات حينما يراني متعبة أو حزينة وأبكي يربت عليّ ويواسيني ويقول : ” ماما لا تبكي أنا لما أكبر بديلك كل حاجة “.

ورغم صعوبة التربية لكنها تعيد للمرأة طفولتها، تلعب معاهم وتأكل معاهم وتحاول تقلدهم وقدر الاستطاعة أحاول أن أتصرف بعقلانية وأسلوب إيجابي ليستفيدوا منه، حتى أن أولادي يقولوا متى نكبر ونصير مثلك يا ماما هذه الكلمة ما أحبها وما أحنها إلى قلبي.

في كل يوم يكبروا أطفالي أكبر معاهم، فقد أهداني الله طفلين عامر العاقل الذي يتحدث بكلام أكبر منه واتفاجأ في معظم اوقاتي من حديثه الذي يكبره سناً و كنان الطفل المشاكس الذي دائماً ينسيني كل هم ووجع بحركاته الطفولية البريئة.

الأمومة أروع شعور قد تشعر به المرأة، رغم كل ما قد تعانيه منذ الحمل حتى الولادة، إلا أنه الذ شعور.