عتاب وحنين 

إب7 press
أميمة راجح

  •  رسالة

تأخرت كثيرا عن كتابة هذه الرسالة، لا تقلق لم أكن مريضة قلبي لم يعد مرهق، قريبا جدا سيرتاح للأبد، إنما السبب في تأخري أنني لم أجد ورقة مناسبة لأكتب لك فيها.

  • عتاب

أين رسائلك؟ لماذا لم تعد تصلني ؟

هل أصابك مكروها أم أنك لم تشتاق بعد؟

سنة وثلاثة أشهر وخمسة عشر يوما وساعة ودقيقة وخمسة وخمسون ثانية، أحسب كل اللحظات بالطريقة التي علمتني تماما، أنا لا انسى كما تتناسى أنت.

 

  • شكوى

والدك يا حبيبي سيزوج طفلتنا ذات العشر سنوات فقط بابن شقيقك رغما عني وعن طفولتها وعن رائحة الشمس بين جدائلها، نعم بذاك اللا رجل  الذي لا يتقن إلا التحرش بنساء القرية بمختلف أعمارهن بين المدرجات القاحلة، لا يكتب ولا يقرأ، فقط يقول الشعر كما يدعي، أنا لا أصدقه، ولن أصدقه.

  • حنين

أحن إلى يديك الخشنتين تضمان يداي، على فكرة،  استيقظت عروق يداي النائمة، تجبرت تلك العروق فأصبحت كل مافي يداي، أحن إليك مزارعا تحرث الأرض، تودعها البذرة، تسقيها، تطعمنا ما زرعتها، أحن إليك تأمرني وتمنعني وأطيعك فترضى وترضيني، أحن إليك تعلم محمد وحسان العد، تعلمهم خانات الأرقام آحاد كما كنت، أنا عشرات كما كنا أنا وأنت مئات والالاف كما أولادنا وأولادهم، أحن إليك زوجي، أحن إليك لتسندني وتحمل عن كتفي حزم الحطب التي أبيعها واشتري بثمنها حبر وورق دائما باستثناء اليوم.

  • وصية

لا تحزن، أبحث لك عن زوجة تحبك مثل نصف حبي لو استطعت ،تزوج وعد لمنزلك، أزرع كما كنت، اسقي قبري أزرع عليه ” شذاب وريحان “، أترك الحرب فالحرب يا حبيبي خدعة كبيرة وكذبة سوداء لانهاية لحبلها القصير، علم أولادنا سورة النور، واشتري لهم زيتونا، لقد وعدتهم أن اجلبه لهم لكنني أخلفت وعدي حين أدركت أنهم لن يستطيعوا زرع بذرته مثلك.