اليوم العالمي للرجل 

إب7 press
أسرار الدحان l مقال رأي

وبعد مرور اليوم العالمي للمرأة دعونا نستقبل بكل صدق360 يوما للرجل، فما بين الأيام المطوية طفلة أُجبرت على الزواج قسراً وفتاة تمنع من إكمال تعليمها بتهمة الأنوثة، وامرأة تتحمل مسئوليات لا حصر لها من أطفال،  ومصاريف بيت وتعمل داخل البيت وخارجه بحجة أن زوجها عاطل ولم يجد عملا ً.

ومع كل ذلك فالإهانات والمعاملة القاسية تلاحقها ولا تسلم منها طوال الوقت، وكونها أم فلابد أن تحتمل كل تلك المعاناة ولابد أن تصمد لأجل أطفالها، فشظف  العيش، وصعوبة الحياة، وهموم الأطفال لا تثقل كاهلها فحسب بل تخطف لون الحياة من وجهها ويمسي الحزن مرافقاً لطلتها الجميلة.

قبل برهة قصيرة تعرضت إحدى النساء في منطقتي للقتل ضرباً بالرصاص في رأسها كونها تأخرت في إحضار كوب الشاي، لم يرتفع الصوت المندد بحقوق المرأة من عبث أو من فراغ بل من معاناة واقع،  فهذه أيضا إحدى قريبات المجني عليها وجارتها في نفس الحي(ام عادل) اسم مستعار تقول:  والله إنها كانت مسكينه، كانت تعمل فراشه بمدرسة، وتربي لها عدة أغنام من أجل تقدر تربي عياله السبعة أما زوجها النطيحة فهو جالس بالبيت لا مهرة ولا دهرة مانسمع  إلا صياحه ” صراخه” ويضرب الجهال ” الاطفال ”  ليل ونهار يشتغلوا ويدو ” يعطوا ” له قيمة القات والسيجارة. الله كم بكينا عليها كنا دائما ننصحها بطلب الطلاق، لكنها كانت تخشى على ابنائها من التشرد والضياع او ان يصنع الاب بهم مكروه ..أنتهى حديثها.

الكثير من الحوادث الغريبة تحدث يوميا في مدينة إب فقط، ناهيك عن محافظة تتكون من 20 مديرية، فسيدة تحدثني قائلة:” ايوه اكتبوا عن حق المرأة يمكن يتذكروا الناس ويرجعوا لعقولهم فقبل فترة واحد من قريتنا قتل زوجته قبل العيد، لأنها قالت تريد ملابس العيد، وبعدها تملك الذعر نساء القرية ولم يعدن يطالبن بأية ملابس خشية الوقوع في نفس المصير “.

الوضع محزن ومخيف، فالإحصائيات المحلية تقول أن 35 ٪ من النساء يتعرضن للعنف من أزواجهن بشكل أو بآخر، والعنف هنا يقصد به بشكل أدق أنه السلوك العدواني الممارس ضد المرأة بسبب العصبية النوعية مما يؤدي إلى أذى نفسي أو جسدي بالمرأة.

وهنا ينبغي أن اذكر النساء بمفاهيم عالمية ينبغي أن يعلمنها جيدا، فقد اتفق جميع البشر أن أنواع العنف يمكن أن يكون جسديا، ويكون المتسبب به( الزوج او أحد الاقارب ) ويترتب عليه آثار نفسية وجسدية.

وكذلك عنف لفظي أو نفسي وذلك النوع تنعكس آثاره على نفسية المرأة فقد تصاب بالاكتئاب، وغيره من الامراض النفسية الأخرى.

وهناك العنف الجنسي مثل” التحرش، والاغتصاب،  والتهديد” وينتشر في مناطق الحروب والنزاعات السياسية، والعنف الاقتصادي ويشمل حرمان المرأة من التعليم ومن العمل والتدريب ومنعها من الخروج ومحاصرتها داخل المنزل فقط.

وفي كل الحالات ما يهم الجميع هو رفع مستوى الوعي والإدراك للقضاء على هذه الظواهر الدخيلة على مجتمعاتنا الإسلامية الأصيلة ولنكن يد واحدة من أجل بناء بيوت آمنة وسعيدة مبنية على أسس وقواعد متينة من الاحترام المتبادل ووفق الضوابط الدينية المعروفة.

لا أدري ما الذي يغضب الرجال كلما سمعوا عن يوم عالمي للمرأة، متناسين أن العام برمته أعياد لهم، وأن ارادوا يوما عالميا لهم فليس لدينا أدنى مانع، وليمنحونا شهر فقط على الواقع ولهم يومهم العالمي وبقية العام.