سقوط .. 

إب7 press

اميمة راجح

تكفل أخوها الأكبر ” حسان ” بحفر القبرين جنبا إلى جنب، قبر لوالدتها التي ماتت بعد سماعها الخبر مباشرة، وكأن الخبر رصاصة انطلقت من بطن مسدس كاتم، وقبر لها مهما طال هروبها لابد لها من أن تعود مقتولة بيديه تغسل بدمائها العار الذي تمدد بأريحية مطلقة في وجوههم .

تكفل أخوها الأوسط بحبس أخواتها الشابات الخمس حبسا مؤبدا خوفا من تكرار ماحدث، وفرض لرجولتهم التي بات الجميع يشكك بها بعد هروبها .

أما أخوها الأصغر فقد أختفى بذات اللحظة التي وصل فيها خبر هروبها مع حلاق والدها، الذي رفض الجميع رفضا قاطعا زواجها به، وهي إبنة شيخ القبيلة المبجل، فرفضت هي رفضهم وهربت معه تقتات الحب وتتنفس العار مادامت حية حتى الموت، المهم لو أنها بقت ولم تتخذ الحب خليلا ولا العشق رئيس ذليلا لكانت أخبرتهم أن أخيها الأصغر اختطف دليلة المزينة واتجها لنفس المدينة التي سوف تحتضن أربعتهم دونما تزجرهم أو تمقتهم .

والدها شغل سيارته واتجه لحيث يمكنه أن ينسى بعضا مما إلتصق به من نبذ وإقصاء لزوجته الثانية ” جليلة ” وهي أرملة الجزار مُحمد، وسيمارس سهوا سرا ما رفضه عمدا جهرا لأولاده، وهو لا يعتب على أحد فلقد سقطوا جميعا في الحفرة التي سقط فيها، الحفرة التي حفرتها القبيلة وزينتها الشياطين وقفز هو فيها إغواء ورغبة، لقد سقط هو،ومن بعده أولاده سقطوا بلا أسف ولا تراجع .