“نعمة زادها الله نعم

إب7 press
طاهر الزهيري 

 

نعمة امرأة في الثلاثين من عمرها لديها ثلاثة أطفال منهم ابنتين وولد أكبرهن عمرها تسعة أعوام..

تقول نعمة: لدي ثلاثة أطفال وكنا نعيش في منزل لنا في تعز أنا وأطفالي وزوجي حياة جيدة حتى أتانا ذاك اليوم المشؤوم حينما أتوا بزوجي محمل بين أيديهم تغطيه الدماء وقد فارق الحيـاة إثر شظية أصابته..

بعد وفاة زوجها عادت نعمة إلى محافظة إب منزل عائلة زوجها لتكمل العدة فهي يتيمة لا سند لها إلا زوجها الراحل فقرروا بعد وفاته أن يتزوجها أخوه الأصغر، وإن رفضت سيأخذون أولاد ابنهم فهم لا يريدون أن يرونهم بين أحضان رجل أخر، بعد عدة محاولات في إقناع العروسين وافقوا دون اي اقتناع فقط ليرتاحوا من الضغوطات التي استمرت لفترة حتى يتزوجان..

استطردت حديثها قائلة: كان زفافي الأخر لرجل لم أعتبره في يوم إلا أخي، كنت أرى في عينيه الكره لي كيف لا وقد فُسخت خطبته من فتاة أحلامه بسببي، منذ أول ليلة جمعتنا بدأ بشتمي وإهانتي وكأن لي يد فيما نحن فيه، كنا أنا وهو أخوة تحت سقف غرفة واحدة، بل بدأ يقسو عليّ وعلى أولادي وازدادت الخلافات فقررنا الانفصال..

بعد فترة دامت ما يقارب سنة فانفصلا نعمة وأخو زوجها الذي عقد عليها فقط بموجب عادات وتقاليد عائلية أوجبت زواج الأخ بزوجة أخيه بعد وفاته..

بعدها أعطوا نعمة شقة لها ولأطفالها ليستقروا، ومن هنا بدأت نعمة باحثة عن لقمة عيش لها ولأولادها فمن المؤكد أن المبلغ الذي سيأتيها منهم لكن يغطي كل احتياجاتها مع أطفالها فقررت البحث عن عمل ولكنها لم تكمل تعليمها فكيف لها أن تجد وظيفة..

فأكملت تسرد لنا تفاصيل قصة بحثها عن عملها قائلة: بعد أن شعرت باليأس في بحثي عن العمل فلا مؤهل تعليمي لدي ولا خبرة في أي مجال، قررت حينها اللجوء للإنترنت ففتحت العديد من المواقع وإذ بي مصادفة أشاهد بعض الحرف اليدوية وحباكتها وجمال ما يصنعنه النساء حينها قررت العمل في هذا المجال قمت بالبحث عن كيفية العمل في مجال العزف والحباكة وكان اليوتيوب خير معلم لي وفعلاً تعلمت الكثير بل تعلمت كل شيء.

في بداية الأمر لم أكن متقنة لعملي ولكن مع الأيام أتقنته وصار الكثير يطلبون مني فنائل صوفية، وشيلان وبدلات أطفال حقائب ومحافظ واغلفة ريموت …الخ، نصحتني إحدى زبائني بالتعامل مع أحد المحلات لأني لا أستطيع الذهاب للمنازل او الأعراس وأبيع، حمداً لله كان لعملي عائد كبير وها أنا ذا أعمل ورغم أنه عمل متعب ولكني أستفيد وأفيد، عانت في البداية من رفض العائلة للعمل وكذلك ارتفاع أسعار المواد المحتاجة للعمل..

فـ أكملت تقول: أسعار المواد غالية والعمل متعب للغاية حتى إني أعاني من ألم في ظهري وأمسيت أرتدي نظارات طبية وعميلاتي يردن الملبوسات المحاكة بـ أسعار رخيصة وهذا مكلف جداً بالنسبة لي وللمواد التي أشتريها ولجهدي المبذول..

واختتمت تقول: ورغم كل هذا أشعر بالامتنان لنفسي فقد وفرت لقمة عيش كريمة لي ولأطفالي، فيقلن لي صديقاتي دائماً أنتِ نعمة زادكِ الله نِعم