إب7 press
بغداد المرادي

اتسعت ظاهرة عمالة الأطفال بصورة مخيفة بسبب الحروب والاوضاع الاقتصادية السيئة التي يمر بها البلد والتي اجبرتهم على نسيان طفولتهم وحجبت عنهم تلك المسؤولية في حقهم باللعب والتعليم كغيرهم ممن هم في سنهم بالعالم.
وتقول معلومات صادرة عن وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل ان عدد الأطفال العاملين في اليمن حاليا، ومن بينهم أطفال محافظة إب، بلغ ما بين اربعة الى خمسة ملايين طفل عامل.
في اليوم العالمي للطفولة هناك الكثير من الأطفال اليمنيين في مختلف المحافظات ولا سيما في محافظة اب حسموا مستقبلهم على ما يبدو بالانضمام والانخراط المبكر الى سوق العمل بعيداً عن حلمهم في التعليم وتحت ضغط الاوضاع المعيشية المتردية في البلد.
بلغت نسبة الأطفال المنظويين تحت العمالة في محافظة اب 13. 7٪ تتراوح اعمارهم ما بين العاشرة الى الرابعة عشر عاما حسب تقرير منظمة محلية بمدينة إب، يجوبون ازقة المحافظة وشوارعها وحاراتها وجامعتها بمرافقها وساحاتها يوميا لبيع البضائع الرخيصة كالشكولاتة والقرطاسية مقابل مردود يومي لا يتجاوز 500ريال وغالبا ما يكون ذلك المبلغ من الريالات القليلة والصغيرة المختلط بألم الطفولة الضائعة من نصيب الاسرة التي تنتظر عودة الاب الصغير مساء كل يوم.
• أسباب عمالة الأطفال
اجرينا لقاءات متعددة مع بعض الأطفال في مدينة إب، لنعرف السبب الحقيقي وراء خروجهم للشارع، فوجدنا
ان اهم اسباب عمالتهم، بل والسبب الرئيس الفقر نتيجة للأوضاع الاقتصادية المتردية في البلد ككل.
تروي الطفلة صابرين محمد ” بائعة مسابح المصحف” ذات الثلاثة عشر، معاناتها مع العمالة التي ارهقت كاهلها في سن مبكرة صغيرة، تقول صابرين انها تأتي من مدينة جبلة لتبيع المسابح وميداليات الزينة وغيرها لتشتري بمردود تلك البضاعة والذي يصل من 1000الى2000 ريال لشراء دواء لوالدها المريض بالبلعوم حد قولها.
فيما اصيل خالد، 12عاما، بائع مثلجات، يقول انه يقوم بالعمل، اي بيع المثلجات، بعد عودته من المدرسة في محصول ما يجمعه من تلك المثلجات يصل في اليوم الواحد من 200 الى 300 ريال يساهم في ادخارها لمساعدة والده في توفير ما يلزم من حاجيات اساسية للمنزل.
ويضيفا الطفلان محمد وزكريا، اللذان يبلغان من العمر الاول 12عام، والثاني 10اعوام، انهما يعملا في بيع الحلويات في أحد اسواق القات بعد اخذها من محل الحلويات ومن ثم بيعها في المكان المعتاد عليه منذ حوالي الاربعة اعوام، بمردود يومي بسيط يصل الى الـ 500 ريال يوميا.
”ضياء ” طفل اخر يبلغ من العمر أحد عشر عاما وهو بائع صغير ايضاً يبيع الشكولاتة والعلكة، لمساعدة والده، وهو يحصل من عمله هذا ما يقدر بالخمسمائة الى ألف ريال يذخرها لمصروفه وحاجياته الدراسية كما يعمل بذلك اخويه الاخرين محمد ووجدي.
وأكد “محمد” طفل من ذوي البشرة السمراء، ان اسباب عمالته تعود الى الفقر المدقع، وهو يعمل في تنظيف أحد المنازل واخذ النفايات من ابواب المنازل مقابل مردود مالي بسيط.
من أخطر تلك المهن التي يزاولها الأطفال والمؤثرة عليهم صحياً وجسديا، مهنة العمل في ورش الهندسة الميكانيكية واللحام والكهرباء والنجارة ناهيك عن مهنة رش المبيدات الزراعية التي تؤثر على الجهاز التنفسي لديهم، اضافة الى ان هناك أطفال يعملون بجمع المخلفات البلاستيكية والتي يتم بيعها وكذلك مخلفات الحديد والمعادن.
تقول سمية النجار، ناشطة مجتمعية، ان الاسباب الحقيقية لعمالة الأطفال كثيرة، منه رؤية بعض الاسر المتدنية في الوعي الثقافي، حيث يرون ان التعليم للطفل ليس له أهمية، وكذلك جهل الاهل بالقوانين التي تجرم عمالة الأطفال، كما ان بعد المسافة للمدرسة وعدم وجود المكان الملائم يؤدي الى عزوف الطفل عن التعليم، وسوء معاملة الطفل، والاستخدام المفرط للعنف الجسدي.
• أثار سلبية
“ديانا” المسئولة النفسية بمدرسة أطفال، تتحدث حول الاثار السلبية لعمالة الأطفال فتقول: أهم وأبرز الاثار المترتبة على عمالة الأطفال حرمان الطفل من الاستمتاع بطفولته كباقي الأطفال واللعب، وحرمانه من حقه في التعليم، وتعرضه الى ظروف عمل قاسية لا تلائم حالته الجسدية والنفسية والعمرية لساعات طويلة بسبب استغلال رب العمل لذلك الطفل.
• حلول
للحيلولة دون عمالة الأطفال ووقوعهم في هكذا اعمال لا تناسبهم سنا ولا عمرا ينبغي معالجة هذه المشكلة بعدة طرق، منها تشجيع وتمويل المشروعات الصغيرة التي تزيد من دخل الاسر الفقيرة وبالتالي لا تلجأ هذه الاسر الى تشغيل أطفالهم.
يقول الاستاذ “عدنان الجماعي” تربوي، ينبغي متابعة التسرب من المدارس واستخدام كل الطرق التي تعمل على جلب الأطفال للمدارس، ويجب ان تتم مراقبة كل اصحاب الاعمال وتوقيع اقصى العقوبات على من يقومون باستغلال الأطفال وتشغيلهم، والاهتمام بالتعليم المهني حتى يتعلم الطفل مهنة يمكنه مزاولتها بعد ان يكمل تعليمه.
ويضيف، يجب توعية جميع الاهالي بحقوق الطفل والاثار الايجابية التي تنتج عن تعليم الطفل مع توعيتهم بالأثار السلبية الناتجة عن عدم اكتمال تعليم الطفل، وكذلك تعاون السلطات المختلفة حتى يتم ايجاد انواع من العمل التي تناسب الأطفال خلال فترة عطلة الصيف.