إب7 press
بغداد المرادي

تعد المصانع والمعامل ومناشير الاحجار داخل التجمعات السكانية بمدينة إب تدمير للبيئة ولصحة المواطنين.
وقد اصدرت بعض المكاتب الحكومية، مثل الاشغال، والبيئة، توجيهات بإيقاف نشاط المصانع الموجودة وسط التكتلات السكنية لمراعاة الصحة العامة للمواطنين، ونقلها خارج المدينة الا ان كل تلك التوجيهات حبرا على ورق ولم يتغير على الارض شيء.
وفي الآونة الاخيرة ازدادت وبشكل لافت اعداد تلك المصانع والمعامل والمنشأت الصناعية داخل التجمعات السكنية دون مراعاة لحقوق المواطنين القاطنين جوار تلك المصانع الموجودة وسط التكتلات السكنية الكبيرة.
واكدت رسالة ماجستير لاحد طلاب جامعة إب، بعد اجراؤه دراسة طبية ان اضرار تلك المصانع الموجودة داخل الاحياء السكنية تؤكد ان ارتفاع نسبة الاصابة بسرطان الثدي لدى النساء والعقم لدى الرجال جراء الادخنة والمخلفات الكيمائية لتلك المصانع.
كما تعمل تلك المنشآت الصناعية على تلوث الهواء بسبب الادخنة والمواد الكيمائية التي تخرج من المصانع، وانتشار امراض الربو والحساسية المزمنة وضيق التنفس، ومشاكل في السمع نتيجة لانزعاج الآلات والمحركات لتلك المصانع.
وقد مر على الاهالي القاطنين بجوار تلك المنشآت بفترات عصيبة عندما كان يصل قصف الطيران لذروته، حيث كان يستهدف وبشكل هستيري تلك الهناجر التي يعتقد انها مصانع اسلحة فيما هي بالأساس معامل ومصانع مواد بلاستيكية، او حلويات اطفال او غيرها، وعند كل تحليق للطيران الحربي كان الخوف والقلق يصيب احياء بأكملها تقع في نطاقها تلك المنشأت، ويصاحب ذلك الخوف والهلع ارتفاع نسبة الاصابة بالسكر والضغط ثم الوفاة من الرعب وهناك الكثير من تلك الحالات التي وثقت ان سبب الوفاة نتيجة للخوف الشديد.
وتؤثر تلك المصانع الموجودة داخل التجمعات السكنية على البيئة الطبيعية نتيجة ارتفاع التلوث وضخامته بكميات ونوعيات الملوثات الناتجة عنها وخاصة مصانع البلاستيك والاسمنت.
وهناك مجموعة من الحلول يمكنها الحد من تفشي هذه الظاهرة الخطرة تتمثل بمنع التراخيص لبناء المصانع والمنشأت داخل التجمعات السكنية، ومعاقبة المخالفين للوائح والقوانين الخاصة ببناء المصانع، والالتزام باحترام ادمية سكان المنطقة المجاورة للمصانع وعدم تعريضها للكوارث.
ويجب الالتزام بالتخطيط الانشائي للمصانع بتنفيذ الاشتراطات الهندسية الواقية للأخطار المحتملة لكل صناعة، والابتعاد قدر الامكان عن الاحياء السكنية اثناء التخطيط لبناء المصانع.