إب7 press

طاهر الزهيري

يطلق الكثير من الناس في اليمن، على محافظة إب لقب ” اللواء الأخضر “، وذلك لخضرة ارضها طوال الفصول، وكذلك لتربتها الخصبة وتساقط الأمطار عليها بغزارة،فهي زراعية طوال العام وفيها الاخضرار الدائم وهي من أكثر المدن اليمنية حيوية وكثافة سكانية.

لذلك نجد حرفة الزراعة فيها بشكل كبير وخاصة في الأرياف والقرى والمناطق المحاذية للمدينة، وتعمل المرأة الريفية في إب في المجال الزراعي إلى جانب الرجل وبتمكن وهي مساهمة أساسية في الزراعة.

تعتمد الأرياف والقرى في إب بشكل كبير على المرأة في إدارة المنزل وتربية الأطفال إلى جانب عملها في فلاحة الأرض وتربية المواشي، وفي المقابل تحرم من الكثير من الحقوق.

فالمرأة الريفية المزارعة أو كما تسمى شعبياً بـ ” الرعوية ” هي قوة عاملة ولكنها تواجه العديد من التحديات كحرمانها أحياناً من التعليم، وتحملها أعباء الأعمال الزراعية والأعباء المنزلية، لدرجة أن بعض المناطق الريفية أصبحت تعتمد اعتماداً أساسيا على المرأة في جلب المياه يدويا ًمن السدود والآبار وجلب الحطب والاهتمام بالحقول والمنزل والأطفال والقيام بكل المهام الأخرى.

“بدرية ” مزارعة في إحدى القرى كغيرها من النساء في تلك القرية، تقول: ” لم أتعلم في المدارس وتعلمت فقط الزراعة والعمل في الحقول، وفي أيام طفولتي كانت المدرسة بعيدة جداً عن منزلنا في القرية، وحين كبرت وتزوجت وخلفت، لم أحرم بنتي من التعليم، ولكنها كانت تحلم بمواصلة التعليم في الجامعة ومنعناها خوفا عليها لبعد الجامعة فالجامعات في المدن ونحن نسكن الريف، وعملت معي لفترة في الزراعة والحصاد ثم زوجناها والآن هي تعمل في الزراعة مع زوجها”

الحرب أيضاً فاقمت من معاناة المرأة الريفية المزارعة، بسبب ارتفاع أسعار المواد الغذائية والمياه والوقود وإغلاق بعض شبكات المياه، كما تتحدث ” زينب عبدالله ” : الحرب دمرتنا لا كهرباء ولا ماء ولا بترول ولا ديزل وارتفعت الأسعار والمياه انقطعت، كانت الزراعة غير مكلفة أما الآن فنحن نخسر أحياناً ضعف ما ننتج من المزروعات وأصبحنا نخسر أموالنا وفوقها طاقتنا وتعبنا ووقتنا الي من عمرنا”

أما “أم صلاح” فتتحدث غاضبة وحزينة: ” الرجال لا يقدرون ما نقوم به في الريف، نحن نعمل في المنزل تنظيف وطبخ وغسيل وكل شيء ونربي الأطفال ومن ثم نذهب للحقول ونزرع ونحطب ونأتي بالماء ونحصد ونهتم بالأرض وتربتها وتربية المواشي أيضاً، ولو تركنا كل هذه الأعمال لما استمرت الحياة بالشكل هذا في الأرياف ولكن لا يوجد من يقدر ما نفعله”

في الريف نساء يعملن في الزراعة ويعتمد عليهن في الكثير من الأمور الحياتية ويتعرضن لكل أنواع العنف والتمييز ويتم تزويجهن في سن مبكر وحرمانهن من التعليم ومن أبسط حقوقهن، مشكلة قديمة حديثة كانت وما تزال وفي ظل الأوضاع الصعبة فهي تتفاقم بسبب الحرب والأزمات وفي ظل العادات والتقاليد السيئة التي تحرم المرأة من المشاركة الحياتية في كل المجالات.