إب7 press
لقاء l نشوان النظاري

الكابتن عبدالله علي غازي، شخصية رياضية مرموقة ومعروفة في محافظة إب، كانت بداياته من الحارة، ثم المدرسة، تلى ذلك منتخب المدارس والجامعات، ووصولا الى النادي العريق ” شعب إب”، بعد ذلك التحق بنادي الفتوة، سابقا، الاتحاد حاليا.

بدا ” غازي ” الانخراط في كرة القدم منذ مطلع السبعينات وحتى العام 1988م كلاعب مشارك بالبطولات، وفي تلك الاثناء حصل على التأهيل وما يزال لاعبا، حيث حصل على دورة تدريبية متقدمة على يد الخبير الالماني ” كلوس بيتر ” في كرة القدم بالعاصمة صنعاء، وبحضور عدد من المدربين الكبار، عقب ذلك قام بتدريب شباب النادي، ومنتخب الناشئين في المحافظة.

واصل الكابتن عبدالله صقل موهبته وتطوير قدراته ومهاراته أكاديميا عبر التحاقه بالعديد من الدورات التدريبية المتقدمة بإشراف الاتحاد اليمني لكرة القدم بالعاصمة، وعلى ايدي خبراء دوليين من المانيا في هذا المجال، ودورات اخري في مجال التدريب الذهني والعقلي للاعبي كرة القدم في دولة قطر في العام2002 م.

وللكابتن عبدالله غازي العديد من الانجازات اهمها، انه حقق عندما كان ما يزال لاعبا مع النادي انجازا يتمثل بصعود النادي للدرجة الأولى بعد هبوطه للدرجة الثانية، ومن ثم حصول النادي على المركز الثالث على مستوي الجمهورية في كرة القدم في العام” 1982 – 1983م”.

وعن الذكريات يسرد الكابتن عبدالله غازي الأهداف التي ما تزال عالقة في الذهن، والتي كان اجملها حسب وصفه ” هدف شاهدته في تلك الفترة لزميلنا الكابتن عبد المؤمن عبدالرحيم أمام شباب البيضاء بمحافظة البيضاء في العام1981م، وهو الهدف الذي صعد بنا للدرجة الأولى، حيث يعد اجمل هدف كونه صنع فرق في مسار وتاريخ النادي وصعد به لدوري الدرجة الاولى “.

ويكمل، ” بالنسبة كان موقعي ليبرو، ولم أسجل عدى ثلاثة أهداف تقريبا خلال مشواري الرياضي، كان ذلك امام اهلي تعز، والطليعة، وضربة جزاء، كون الفترة التي شاركت بها مع النادي كلاعب كانت محدودة، ولا يمكن ان أنسى ان أذكر بأفضل مدرب قاد النادي خلال تلك الحقبة من الزمن ” الكابتن الرائع لطفي نسيم ” لاعب ونجم نادي المقاولون العرب المصري، وكذلك الكابتن محمد السقاف، وأفضل لاعب لعبت معه الكابتن محمد عبدالله سرحان والذى كان له دور في تشجيعي “.

عقب انتهاء تلك المرحلة اتجهت للتدريب، حيث قمت بتدريب منتخب محافظة إب لكرة القدم للناشئين، وبعد ذلك الشباب، ومنذ العام 1989م تحولت للتدريب بشكل مستمر ومكثف، حيث دربت منتخب المحافظة للكبار، وقد حقق العديد من البطولات على مستوي الجمهورية أثناء تولي الشهيد عبدالقادر هلال محافظ للمحافظة، وكذلك بطولة كأس جزيرة حنيش أمام منتخب عدن، وبطولة كأس الديمقراطية في الحديدة أمام منتخب الحديدة، وكأس اليمن الموحد ” الاستقلال ” أمام منتخب عدن في عدن، وتوالت الانتصارات، حيث تم الفوز على منتخب حضرموت في البطولة المحافظة، بعد ذلك كاس الوفاء وكأس الجمهورية مرتين وبطولة الدوري مرتين ومشاركات عربية وخارجية متميزة.

بعد ذلك تم انتخاب الكابتن عبدالله، نائبا لرئيس اتحاد كرة القدم، والعام الذي يليه تم انتخابي رئيس أتحاد كرة القدم بالمحافظة في العام2000 م وحتي العام2005 م وبعدها عرض عليا البقاء فترة ثانية لكنني رفضت بعد ان تحقق ماكنت اطمح اليه خلال ماكنت رئيس أتحاد كرة القدم من بطولات عديدة للمحافظة.

ويتحدث الكابتن عبدالله غازي عن نشأة وتأسيس الحركة الرياضية في محافظة إب من خلال تاريخه الطويل والممتد من البدايات وحتى اليوم. حيث يقول: ” اعتقد ان بدايتها تعود للعام 1957م، وقد كانت حكرا على فئة من الشباب، وكانت تمارس قبل كرة القدم كرة الطائرة والطاولة، وكذلك لعبة شعبية اسمها ” القاحش “وهي تشبه الي حد ما لعبة ما يسمي الهوكي فهي عبارة عن عصي يمسكها كل لاعب بيديه وينقسم لاعبوها الى فريقين ومرميين صغيرين وأسفل تلك العصاء التي يقبضها اللاعب بيديه مائله نحو الداخل، وكانت تقريبا تصنع من الخشب.

ويضيف، وكانا الفريقين يتقاذفان بكرة صغيرة، ومورست تلك اللعبة الشعبية تقريبا كما سمعت حتى العام 1963م، الي ان وصلت لعبة كرة القدم للمحافظة ومارسها عدد محدود، حيث كانت نظرة المجتمع وقتذاك قاصرة، وقد كان لاعبوها في ذلك الوقت عند ممارستها يقومون بخلع ملابسهم الشعبية ” عمائم وقمصان ” ويستبدلونها بملابس رياضية ان وجدت او اي شيء يميزهم عن الفريق الخصم. وقد كانوا يأدون تلك الرياضة الناشئة في ملعب يسمى ” مجران “، وموقعه حاليا بالقرب من خليج سرت.

وقد كانت الرياضة في تلك الفترة دخيلة على البلد، ولم يكن يمارسها إلا عدد ضئيل، حتى تدرجت مع مرور الأيام لتصبح من الهوايات المفضلة لدى الكثير، وساهم في تطويرها أكثر المصريين الذين جاؤوا مع ثورة 26 من سبتمبر وأسسوا المركز الثقافي المصري، وكذلك التجار الشماليين الذين كانوا يسافروا لمدينة عدن، ولحج للعمل حيث كان أولئك التجار يشاهدوا الجنود البريطانيين الذين كانوا يحتلون عدن يمارسون هذه الرياضة.

ويواصل الكابتن عبدالله غازي سرد تاريخ كرة القدم والرياضة في إب: ” لقد كان من ابرز من طور لعبة كرة القدم واجادها نجوم لا يزالون في الذاكرة الخالدة، ومنهم على سبيل المثال لا الحصر ” حسن جواس، محمد، الانسي رحمهما الله، عبده الدمس، وشعبه كما كان يدعي ابن شعيب وتميز حتي في لعبة كرة الطائرة رحمه الله، ووالدنا الشيخ عبدالعزيز الحبيشي المؤسس الاول والداعم الرئيس للعبة الشعبية الاولي، ومختلف الالعاب الرياضية، وكذلك الاستاذ عبدالسلام العنسي، والاستاذ عبد الحفيظ بهران احد المؤسسين بل وابرزهم، وكذلك الدكتور رشاد البعداني، رحمهم الله، جميعا اول رئيس لنادي الشعب تقريبا، الاستاذ علي عبدالكريم الصباحي شفاه الله، وكان له دور كبير في ادخال الرياضة وتطويرها حينما ذهب للدراسة في الخارج وعاد الى بلاده لكي يوسعها ويعمل علي ابرازها.

وكذلك آل الغرباني حفظهم الله، منهم من لا يزال على قيد الحياة كالوالد اللواء حمود الغرباني اطال الله في عمره وصنوه الكابتن والشاعر الاديب: محمد محمد الغرباني والذي لا يزال عملاق لليوم، وزميله الكابتن علي العطاب وكذا الكابتن احمد الضراب، وال الرواج والذين ابلو بلاء حسن ومثلو بلادهم في مختلف البلدان، ومن زملائهم بيت المنصوب اخص بالذكر محمود واخوانه احمد ومحمد واولاد عمه وبيت عمر، علي عبده واخيه عبدالرحمن، ومن ال صبرة امثال القاضي محمد صبرة والقاضي يحي رحمهم الله، وال صبرة اليريمي، احبابنا امثال المرحوم عبدالوهاب واخيه يحي ومن ثم عبدالسلام والأخرين، وبيت المهتدي كانوا نجوم مميزين، ومن ال الغشم، والخياط وال المدعي، والكبسي منهم الشهيد احمد الكبسي، والمرحوم اللواء حسين شرف، ومن ال البريد الاستاذ علي حفظه الله، ومن بيت الحداد ، والسادة، وباسلامه، والمقدم، والسقاف، نجوم ومؤسسين وعمالقة قدموا عصارة جهدهم كلاعبين وموازرين، من قبل، ومن بعد.

واختتم سرده عن حقبة التأسيس الاولى: “وهناك الكثير من قري وريف محافظة اب او من خارج المحافظة كان لهم دور ولم اعرفهم وانتقلوا للعمل في المحافظة، وغيرهم الكثير، لا تسعفني الذاكرة لسردهم ربما سيذكرهم غيري، وليعذرني من لم اتناوله كوني لم اعاصرهم، بل جمعت كل ذلك من خلال سماعي للبعض واحتكاكي للبعض الآخر، وتلك روايتي لعصر تنشئة رياضة اب “.

ويوجز الكابتن عبدالله غازي حقبة التأسيس الثانية: بعد ذلك تم تأسيس المركز الثقافي بدعم ورعاية وتدريب المصريين، بمنطقة الجبانة الوسطي، وفي المركز تم صقل مواهب ابناء المدينة بثلاث العاب رياضية كما تم توضيحه، الا ان ابرز تلك العاب كانت ” كرة القدم ” وكانت تمارس كرياضة وهواية وليس بقصد التنافس.

عقب ذلك بفترة وجيزة اختلف كلا من الوالد الشيخ عبدالعزيز الحبيشي، ورفيقه الاستاذ عبدالحفيظ بهران، وكان لتكاثر اللاعبين دور في ذلك، فتم الاتفاق على ان ينقسم اللاعبون الى فريقين، فانفصلوا واتجهوا لتشكيل ناديين واحدا باسم ” الشعب ” واخر باسم ” والفتوة ” الاتحاد حاليا.

استمرت الأندية بممارسة انشطتها، بيد ان عددا كبير من الهواة انضموا إلى تلك الأندية، مما اضطر الشباب لفتح ناديين منفصلين من الشعب، الاول ” الطليعة ” ومقره تحت السينما، ومن الفتوة نادي آخر اسمه ” الاهلي “و مقره تحت صيدلية العرومي” بيت محمد سنان “، واستمرت الأنشطة والمنافسة رياضيا واجتماعيا، ثقافيا، كشفيا، وكذلك امسيات ليلية داخل المحافظة، والمدينة وعلى خشبة المسارح ودور السينما وساحة الاندية، وكانت المنافسة الأكثر دويا بين نادي الشعب والفتوة، وما لبثت، حتي عاد كل شيء الى اصله، فقد عاد الطليعة للشعب والاهلي للفتوة.

وتطورت الرياضة على مستوي اليمن وجرى التنافس على مستوى المحافظات من منتصف السبعينات وما بعد، واقيمت بطولات متعددة على مستوي جنوب الوطن، واب وتعز والحديدة، تحت عدة مسميات
وكان نادي شعب إب الأوفر حظا حتي اواخر السبعينات وبداية الثمانينات، بعد ذلك تبنت الدولة بطولات رياضية معترف بها دوليا وتتنافس بين جميع المحافظات، وجميع الفرق الرياضية بما فيها الاندية الريفية فيما بينها تحت اسماء متعددة مثل بطولة الجمهورية وبطولة كأس الرئيس والحائز على البطولة اليمنية، وتقريبا الوصيف كان يشارك خارجيا مع الاندية العربية.

وتشكلت من الاندية المشاركة منتخبات وطنية للكبار والشباب والناشئين وسارعت اليمن للحاق بركب الرياضة والمنافسة مع الاندية العربية مع بداية الثمانينات وحتى الان.