إب7 press
غزا مجتمع محافظة إب مؤخرا العديد من الصفات الحياتية الغريبة، والا فطرية، ولعل من اهم تلك الصفات زيادة نسبة النسيان بين الافراد وتعرض ممتلكاتهم الشخصية للفقد بتكرار اعتيادي مريب فيكاد لا يخلو يوم دون تسجيل من ٥_١٠ حالات نسيان لمجوهرات وهواتف واغراض شخصية مهمه وأشياء اخرى في وسائل المواصلات والمحلات التجارية والاماكن العامة والطرقات.
الأكثر دهشة التكرار المريب، فقد يتكرر مع الشخص خلال الأسبوع الواحد ويتعرض لنسيان وفقد لممتلكاته أكثر من مرة، كذلك حالات تقديم البلاغات للأجهزة الأمنية بالفقدان والضياع للممتلكات الشخصية كثرت بالفترة الأخيرة وبشكل مبالغ فيه.
هذا الازدياد المريب في تعداد حالات النسيان والفقد والتضييع أوحى لنا بظهور بعض الصفات المجتمعية أو الظواهر المتسمة بحالات الضياع والذهول وانخفاض معدل التركيز والحضور النفسي التام لدى افراد المجتمع بشكل عام ذكورا واناث وأكد لنا أن الصحة النفسية للأفراد ليست على ما يرام البتة.
يقول الدكتور “علي الصبري” مدير مركز الامراض النفسية والعصبية بالمحافظة، نلاحظ في الفترة الاخيرة زيادة نسبه النسيان لدى افراد المجتمع مما سبب لهم فقدان الكثير من ممتلكاتهم الشخصية الهامة في وسائل المواصلات والاماكن العامة وما إلى ذلك.
ويؤكد الصبري أن اسباب الشرود الذهني والنسيان كثيرة ومتعددة، ولعل أهمها الأوضاع المادية، المشاكل الاسرية والاجتماعية، الازمات المتقلبة والأوضاع المتفاقمة التي تمر بها البلاد، الخوف من المستقبل، اسباب مرضية، كثرة التفكير والمبالغة فيه، وجود نقاط ضعف في الشخصية.
ويجيب الدكتور علي عن دور مركز الأمراض النفسية والعصبية في سبيل الحفاظ على الصحة النفسية والعصبية لدى الفرد والمجتمع: ” بصريح العبارة كون المركز هو الوحيد في المحافظة فهذا يشكل لوحدة عبئ وثقل كبير كون المحافظة مكتظة بالسكان والنازحين وملاذهم هو هذا المركز الوحيد “.
ويضيف، ” لكن والحمد لله وبفضله و جهود ودعم ادارة مكتب الصحة العامة والسكان استطعنا ان نخدم المحافظة والمجتمع في وضع استثنائي وحرج، حيث يقدم المركز للحفاظ علي الصحة النفسية للفرد والمجتمع حاليا عدة امور منها، الجلسات العلاجية، التوعية الفردية كممارسة الرياضة والنوم المبكر وأهمية تناول وجبة الإفطار ، والتحكم ب الانفعالات قدر الامكان، والتوعية الجماعية والمجتمعية، وكذلك النزول الميداني وعمل حملات التوعية والتثقيف بالصحة النفسية للأفراد، الجلسات الفردية الارشادية، وايجاد سبل عيش كريمة بالتنسيق مع جهات اخرى ذات اختصاص بهذا المجال” .
واختتم حديثه:” الموضوع متكامل فتدهور او تحسن الصحة النفسية يتأثر سلباً وإيجاباً بالعوامل الاقتصادية والاجتماعية والبيولوجية اضافة الي الثقافية”.
فيما ترى د. فضيلة الشعيبي، اخصائية الصحة النفسية بمركز الأمراض النفسية والعصبية بالمحافظة، ان ما يحدث نتيجة ان اخلاقنا كمجتمع محافظ بدأت تضمحل وتتغير، وبدأنا نبتعد عن اخلاقنا الاصيلة نتيجة لعدة عوامل منها – على حسب المثال وليس الحصر ، اوضاع البلاد المتردية وظروفها الاقتصادية الصعبة، اصبح الناس لا يهتمون بأولادهم واسرهم والجري وراء توفير الحاجات الأساسية للعيش، وكذلك العولمة وانفتاح العالم على بعضه واختلاط الاخلاق، والعريقات المختلفة والديانات، وضعف تأهيل الطفل والشاب اليمني ولنا في قول الشاعر مثل انما الامم الاخلاق فان ذهبت اخلاقهم ذهبوا “.
وارجعت د. سوسن قائد، اخصائية اجتماعية في مركز الصحة النفسية والعصبية محافظه إب أسباب ضياع ونسيان الافراد لممتلكاتهم في الشوارع والمحلات ووسائل المواصلات لاسيما في اوساط المجتمع العالمي ككل سببا لضغط السكاني وعدم الالتزام بالتعاليم الإسلامية.
واكملت د. سوسن، ” ما لدينا في مدينة اب هو الحصار المفروض على اليمن، والذي بدوره ساهم في التسبب بالضغوطات النفسية والمرضية وخاصة رواتب الموظفين والاعتماد عليها وعدم عمل حلول اخري للدخل الاسري فهذا يسبب قلق لدي الكثير من ضياع اشيائهم وممتلكاتهم وخاصة النازحين من محافظات عده الي مدينه اب.
في المحصلة لا يخلو يوما من تسجيل العشرات من حالات الفقدان والنسيان والضياع كان آخرها في مدينة إب، الاسبوع المنصرم، حيث فقدت امرأة جميع مجوهراتها وتقدر بالملايين على متن باص أجرة، وآخر نسى هاتفه المحمول في محل ملابس، فيما الأسوأ والأكثر غرابة أن يبحث أحدنا على الشيء وهو في يده، ومع كل ما ذكر من الاسباب لهذه الظاهرة، ما تزال هناك أسباب أخرى وعلى المختصين توصيف الحالة وتوعية المجتمع وتقديم ما يساعدهم على تقوية الذاكرة.