المخزوج .. حقل إب الأخير

إب7برس Ibb7press
عمران هلال

تعود تسمية ” المخزوج” بهذا الاسم إلى ما قبل 180عام، ابان حكم العثمانيين لليمن بحسب الروايات، والمخزوج هو الأرض المنبسطة الواقعة وسط محافظة إب، امتدادا لما يسمى سابقة بـ ” صلبة السيدة أروى”، وحاليا بجامعة إب والاستاد الرياضي الواقع في منتصف المحافظة، بين مديريتي الظهار والمشنة، والممتد إلى مشارف منطقة ميتم التابعة إداريا لمديرية ريف إب شرقاً وإلى منطقة سائلة جبلة التابعة لمديرية جبلة.

وسمى بالمخزوج أيضا لاختزانه كمية كبيرة من الماء، والاحراج النباتية الكبرى، التي كانت تجعل الأرض رطبة ومبللة بالمياه طوال العام، ومليئة بالعيون المائية التي جعلت كل الأراضي المحيطة به حقول زراعية دائمة ومستمرة على مدار العام.

ويسمى المخزوج حالياً بعد تقلص مساحته الزراعية، بفعل البناء والتعمير العشوائي، بالحوض المائي لمحافظة إب، والذي أصدرت فيه العديد من التعاميم القاضية بمنع البناء فيه حفاظا على الثروة المائية للمحافظة وتقدر مساحته بحوالي 10 كيلو متر مربع تقريبا.

يعد المخزوج شريان مائي، حيث يغذي بمجموعة من الجداول المائية الكبيرة والصغيرة منها، سائلة نعمان القادمة من جبال محافظة إب الغربية الشمالية، وسائلة جبلة من الغرب، وسائلتي شلال المشنة وشلال مريم القادمين من جبال بعدان.

ويعتبر المخزوج الحقل المستمر لمحافظة إب قديما لزراعته كافة انواع المحاصيل الزراعية كالحبوب والبقوليات، إذ يشتهر بزراعة الفاصوليا بأنواعها، والبطاطس، والخضروات كالكوسة والخيار والفراولة والذرة الشامية، والفلفل والمنتجات الموسمية الأخرى والتي كانت تمثل المصدر الغذائي الأول لسكان عاصمة المحافظة.

وكان الأهالي يعتمدون على الأمطار الصيفية في زراعة منتجاتهم صيفا ويعتمدون كذلك على مصادر السوائل والعيون المستمرة شتاء لري مزارعهم.

ومع زيادة البناء والتعمير وتضائل المساحة الترابية في المحافظة وارتفاع المساحة الأسمنتية، تقللت نسبة العيون والمياه المتوافرة، وعدم وجود حواجز مائية تحفظ المياه للري الشتوي لجأ الأهالي إلى استخدام مياه الصرف الصحي لري منتجاتهم كبديل متوافر، مما ترتب على هذا الأمر زيادة معدل الإهلاك للتربة، وزيادة ظهور بعض المشاكل الصحية، وبعض حركات الرفض والممانعة من قبل الدولة دون اتخاذها للحلول المناسبة والمجدية.

ويرى أحد الأطباء القريبين من المنطقة يتحدث أن مصادر الخطر الحقيقي من الزراعة والري بواسطة مياه المجاري تكمن في تلوث المنتجات الزراعية بمصادر التلوث كالبكتيريا والفيروسات الضارة لتصبح مصدرا للطعام ومصدرا للعدوى كذلك مما يهدد الاستقرار الصحي لأبناء المحافظة.

وعلق أحد المزارعين أن مقر استاد اب الرياضي حاليا كان منبع لأكثر العيون، ولكن الدولة قالت لابد أن نلعب كرة، فتم بناء الملعب دون الإبقاء على مصادر العيون جاري، حيث عمدت إلى سد مصادر العيون المغذية للمخزوج ولم يتبقى لنا إلا مياه المجاري مصدر للسقي والاهلاك المتعمد للأرض والإنسان.

المخزوج كان شريان الحياة، وانتهاكه طول عقود مضت سبب أزمة شحة المياه لتصل لذروتها في بعض الأحيان، لكنه لم ينته، فهناك مساحة متبقي تشكل ما بات يسمى اليوم بالحوض المائي وللحظة ما تزال السلطات المحلية محافظة عليه ومسؤولية الحفاظ عليه مسؤولية قومية ووطنية على جميع أبناء المحافظة لما يشكله من مورد مائي رئيس وهام وثروة جبارة لجيل المستقبل.