اليمنيات ضحايا العصر

إب7 press

مقال رأي | نشوان النظاري

 

الأنثى في اليمن تعاني الكثير من التهميش والقمع الفكري ومصادرة حقوقها المادية والمعنوية، إذ تتجلى الحالة الذكورية في أوسع نطاقها في المناطق الريفية أو البعيدة عن مراكز المدن الرئيسة، وتتحول الأنثى هناك إلى ما يشبه عمال السخرة وبلا مقابل سوى تورطها بالزواج وتكوين أسرة، فيما المفترض أن يكون ذلك مصدرا قوة وتفوق وإلهام للمجتمع.

 

محافظة إب مثل باقي ربوع مناطق اليمن تعاني نفس الثقافة الاجتماعية المستوحاة من مجموعة من الأعراف والعادات والتقاليد التي لا تخضع لدين أو قانون سوى لمعتقدات بائدة وأفكار متوارثة تضع من شأن نوع اجتماعي على حساب نوع الآخر.

 

تؤكد تقارير ودراسات دولية أن تهميش دور المرأة، والتي تُعد نصف المجتمع، يبطئ من عملية التنمية ويحد من تطورها، ويشكل عائقا أمام المحاولات الحثيثة لخلق بيئة مستدامة.

 

اتحدث هنا عن نسبة كبيرة في المجتمع محكومة بالنزعة الذكورية، تمارس حياتها بهذا النهج المشلول والرؤية القاصرة، والنظرة المحدودة لشقيقة الرجال، وشريكة الحياة، وأبنة المستقبل، ونصف المجتمع، وعمود الأسرة، والرافد الحيوي لمشاريع البناء والتقدم، والجزء الأنيق والأثير في حياة الرجال.

 

عند منتصف الليل ثمة أيادي باردة واشداق مثقوبة تعبث بالأغطية الدافئة وتثير سكون الليل وتمارس الحياة بخشونة وجلافة وصلف ذكوري محشو بعقلية متكدسة ومتكلسة بأنماط بدائية مبنية على تعبئة سنوات من السلوكيات الاجتماعية الخاطئة والمصابة بداء التوارث الضيق في أسوأ حالاته، والأخذ به جملة وتفصيلا.