مزارات سياحية ساحرة تفتقر للخدمات في إب وذمار

لا محافظة تفصل بين محافظتي إب وذمار بيد أن لكل منهما جمالها ورونقها ونكهتها الخاصة، لكنهما يشتركان في عدم اهتمام القائمين على السياحة
  • طاهر الزهيري – إب7 press 
  •  صقر أبو الحسن – ذمار أونلاين 

 

وسط هيبة المكان وجماله، تملكته الخيبة، وهو يطوف بنظرة لعله يجد “بقالة” يشتري منها شيئا يأكله وعائلته، فلم يأخذ بنصيحة صديقه في أن المكان يُمكن قضاء وقت ممتع فيه، لكنه خالي من أي خدمات.

” باستثناء الأجواء الرائعة، لا شيئا هناك غير الماء والخضرة”، يتحدث محمد الروضي عن “سربة” ، متذمرا من افتقار المنطقة إلى أي خدمات عامة مثل البقالات والاستراحات، واحتياجاتها إلى مشاريع استثمارية جيدة لجذب مزيد من المواطنين.

منطقة سربة في ذمار

تُعد منطقة “سربة” الواقعة في الجهة الغربية لمدينة ذمار (14 كم)، والتابعة إداريا لمديرية جهران، المكان المفضل لأهالي مدينة ذمار، لطبيعتها الخلابة ومائها المتدفقة طوال العام، والتي كسبت المكان خضرةً دائماً، وأيضا “قربها نسبياً من مدينة ذمار”، حسب الروضي.

 

شلال المشنة في إب

” شلال المشنة “، أيضا، واحدا من المزارات السياحية الطبيعية الخيالية، حيث يطل على مدينة إب منحدرا من أعلى جبل بعدان إلى أن يصب في أحياء المدينة ويغادرها صوب المحافظات الجنوبية، يفتقر هو كذلك لأدنى المقومات السياحية، بل إن السلطات المحلية لم تفعل شيئا واحدا حيال هذا المزار الطبيعي الساحر، في الماضي طال العبث والاهمال مواقع سياحية في قلب المدينة، والآن باتت شماعة الحرب هي الأقرب للأجوبة الغير مسؤولة.

 

يجيب محمد حسين ” مغترب في أمريكا “، والذي كان يقف أسفل الشلال الهادر وبجانبه أطفاله يعبثون بالماء بالجوار، حول جملة من الأسئلة التي وضعناها، وما الذي يحتاجه المكان ليكون رافدا اقتصاديا وطنيا.

 

يرحب محمد بالفريق ويقول ” المكان خالٍ تماما من أية خدمات أساسية، ناهيك عن عدم ضبط من يقوم بإطلاق النار في الهواء، وكذلك يفتقر المكان لبقالة ودورة مياه، وإضاءة في المساء”.

شارك الحديث أحد القادمين من محافظة صنعاء، قائلا:” الطبيعة هنا ساحرة والاروع الشلال المتدفق والهادر من أعلى الجبل، وايضا المكان مطل على المدينة، لكن للأسف لا توجد فيه حتى استراحات بسيطة للعوائل، ناهيك عن مضايقات يتعرضن لها الفتيات والنساء جراء اللعب بالماء حيث لا توجد أماكن عائلية أو ما شابه، كما طالب ” صالح الهمداني ” بتوفير سلالم أو طريقا حجريا لأعلى الشلال حتى يتمكن من لديه أسرة قضاء أوقاتا بلا تطفل.

 

منطقة سربة في ذمار

فيما يؤكد الروضي أنها المرة الأولى التي يزور فيها ” سربة” بالرغم من قربها من مدينة ذمار، ويرى أن تأخره لزيارة المكان كان عدم امتلاكه لسيارة، حيث أن الوادي والشلال الموجودين هنا يحتاج لسيارة تقله واسرته، ويشير أن هذا المكان هو الثاني عقب زيارته الأولى إلى منطقة حمام علي – عاصمة مديرية المنار 30 كم عن مدينة ذمار من جهة الغرب.

الطريق الاسفلتي – طريق ذمار الحسنية- يمر من أطراف منطقة سربة، لكن نزول الزائر إلى الوادي يكون مجبرا على السير في طريق ترابي – صعب أن تمر منه السيارات المنخفضة-، يربط الوادي بالطريق الاسفلتي عند مفترق الطريق الترابي ترتص عدة محال تجارية وأخرى مواد لبيع المواد الغذائية والاستهلاكية، وهي الوحيدة يمكن للزائر ان يجدها في طريقها إلى وادي وشلال سربة.

 

في محافظة إب، محافظة الشلالات والأنهار والقلاع والحصون والطبيعة الخضراء الساحرة، لم يكن شلال المشنة هو الوحيد الذي يحظى بزيارة المواطنين، فهناك شلال وادي المحفد وشلالات بعدان وشلالات وادي بنا، ووادي الدور بالعدين، وهناك ينابيع الحمامات المعدنية الحارة في حزم العدين وجبل زبران في الشعر.

تتميز محافظة إب بالمعالم السياحية الفريدة والمتنوعة، ففيها يختلط المعالم الأثرية بجمال الطبيعة، حيث تجد قراها معلقة على قمم الجبال، وتدخل أحياء إلى القديمة فتشعر انك تتعايش مع التاريخ من خلال مرورك بممراتها و مطاعمها وأحيائها العتيقة ومساجدها الاثرية، وفي مديرية بعدان يوجد حصن حل التاريخي،  وكذلك وادي الجنات في بعدان أيضا، ومنطقة مشورة وتقع ضمن ضواحي مدينة إب و هي تطل على العدين بمنظر جميل و يوجد بها حديقة لألعاب الأطفال)،  ووادي عنه والدور في مديرية العدين، والمسطحات المائية بالسحول، ومدينة جبلة التاريخية التي تبعد 8 كم عن المدينة، وكذلك جبل ربي، الذى يعد موقعاً طبيعياً ومنتجعا سياحيا، وهو عبارة عن جبل مرتفع نسبياً يتوسط المدينة ويشرف عليها من كافة الجهات، وقد أقيم عليه متنزه يتبع المجلس المحلي للمدينة.

 

“لاشي تغير” عبارة أطلقها علي بن علي العسر وهو يتحدث عن “سربة” أثناء نزولنا للمنطقة حيث يقول: زرت المنطقة أكثر من 13 مرة أقربها قبل ثلاثة أشهر، وفي كل زيارة لم يتغير شيء بل بعض الزائرين يتركون مخلفات الأكل والمعلبات خلفهم.

 

 

العسر هو سائق سيارة أجرة، يجد منطقة سربة المفضلة لعائلته واطفاله للمساحة المفتوحة التي يوفرها المكان بدون مضايقات أو ازعاج من الشباب وبعض المراهقين.

لذا يعمد بين الفينة وللأخرى الترويح عن عائلته بأخذهم في رحلة تمتد من الصباح الباكر حتى المساء، في منقطة الى منطقة سربة، “نأخذ أكلنا وشربنا وكل احتياجاتنا معانا”، قال، وزاد: إذا نسينا شيء من الصعب ان نجده هنا، خاصة ان الذهاب الى مفترق الطريق حيث توجد المحال التجارية يحتاج الى وقت.

يجلب الزائرين للمكان معاهم كل المتطلبات، ابتداءً بالغذاء والماء وانتهاءً بالفراش للجلوس، ويحتاج الزائرون إلى سيارة لتنقله الى منتصف الوادي، قبل ان يترجل الجميع ويسروا على الاقدام حتى أسفل الوادي، حيث الشلال والمزارع الخضراء، وتستغرق المنحدر الجبلي نحو 10دقائق نزولاً لكنه يحتاج الى ” جهد مضاعف أثناء الصعود”.

 

إب

يقول الناشط الإعلامي والمهتم بالشأن المحلي بمحافظة إب، خالد كرش، أن محافظة إب تعد سابع أجمل مدينة عربية وقد اختيرت في العديد من التصنيفات كونها جمعت بين روعة الطبيعة وجمالها الأخاذ وجمال العمران.

 

ويؤكد أن جميع المزارات والمواقع السياحية بالمحافظة بلا خدمات تذكر، لكنه يرى بالمقابل أن المواقع بشكلها الحالي والتي لم يطالها عبث التحديثات لها وقعا خاص وتأثيرا على السياح من داخل البلد أو من خارجه، ويرى أن السلطات تتحجج بذريعة الحرب والحصار في اهمالها لتلك المواقع.

 

وينصح كرش كل من يزور المحافظة إن كان يريد المزارات التاريخية فعليه زيارة مدينة إب القديمة أو مدينة جبلة، وجبل سمارة الشديد الارتفاع والذي يعتبر مكانا متميزا لمحبي التصوير. كما يتميز بقلعه تاريخيه في مقدمته واماكن خصصت للزوار في الكثير من المواقع على جانبي الطريق الاسفلتي والذي يربط بين صنعاء وإب.

 

 

كما يوجد في إب مناطق اثرية متعددة نذكر منها ضريح الملكة أروي بنت احمد وجامع الملكة أروي ومتحف مدينة جبله وابواب مدينة يريم القديمة.

كما ان هنالك معالم أثرية في عدد من قرى مدينة إب كقرية حوال والملحكي والذاري ورعين وغيرها الكثير. وعن حصون وقلاع مدينة إب نذكر منها قلاع عمامه البينيان وسمارة وخدد وباب المناخ، وأما عن الحصون فهناك حصن عرافه وكهال وظفار والتعكر وحَب والمنار وغيرها.

 

وادي عنه

وعن الوديان يؤكد محمد القادري، باحث زراعي، أن في محافظة إب العديد من الوديان منها ” وادي عّنه “والذي تكسوه أشجار المانجو والموز بالإضافة لأشجار قصب السكر كما يوجد فيه حمام يسمى ” حمام الشعراني” والذي يحتوي على مياه معدنية ساخنة للاستحمام. يجدر بالذكر ان محافظه إب تحتوي على 12 حماماً من هذا النوع من الحمامات الطبيعية، وكذلك وادي الدُور” ذو الشهرة الكبيرة والذي يتميز بالماء المتدفق في مجاريه وسواقيه معظم أيام السنة.

 

وبحسب الباحث “علي حسين القعطبي” ان وادي سربة يتبع قرية “السنام” بمديرية جهران، ويتميز بكثرة المياه والعيون الفرعية، وايضا مزارع لمحاصيل متنوعة بحسب مناخ الفصول الأربعة وأبرز هذه المحاصيل الذرة البيضاء والذرة الشامية والقمح والشعير والبقوليات وكذلك فاكهة الفرسك.

وفي جزئية زراعة “فاكهة الفرسك” قال: كان يتم قطف ثمار الفرسك بنحو أربعة طن يوميا أيام فصل الخريف.

 

يوجد في أعلى الجبل ينابيع مياه، وكلما استمر المياه نحو أسفل الوادي تلتحم بينابيع أخرى، لتشكل شلال يبلغ ارتفاعه 70 متراً، وفق “القعطبي”، مؤكداً ان سبب تسمية المنطقة بـ “سربة” يعود الى كثرة تدفق المياه من أعلى الجبل من اتجاهات عديدة وتصب في الوادي.

 

الصحفي المهتم بالشأن البيئي “على الورقي” يرى ان “سربة منطقة سياحية بامتياز لكنها لم تجد الاهتمام بالشكل الكافي”. وفي تقديره ان “انشاء مشاريع استثمارية وخدمية للزائرين يمكن ان ينتمي المنطقة اقتصاديا ويحول المكان الى مردود اقتصادي مهم للسكان”، معتبراً التسلط الإعلامي على المكان وما يمتاز به والترويج لفرص الاستثمار فيه” ربما يخلق حماس بعض رؤوس الأموال الدفع للاستثمار أو حتى الجهات الحكومية، هناك خاصة ان المكان بكر تماماً ويحتاج الى أي خدمة أو منشاة استثمارية.

 

وأشار الى صعوبات تواجه الزائرين منها ” عدم وجود طريق الى أسفل الوادي، بداية استيلاء نبتة القات على الأرض الزراعية في المنقطة، وحجام أبناء المنقطة عن انشاء مشاريع صغيرة لخدمة الزائرين”.

 

ويأمل الورقي “تهيئة البنية التحتية والبدا في عمل مشاريع خدمية”. ناصحاً الزائرين الى الترويج للمكان والحديث عنه عبر منصات التواصل الاجتماعي و”عدم الاكتفاء بالتقاط الصور فقط”. وقال ضاحكا “وكذلك أخذ ما يخلفونه من قمامة معهم”.

 

تقع مدينه إب جنوب العاصمة صنعاء وتبلغ مساحتها 5500كم² على ارتفاع يصل الى 3000متر تقريبا عن مستوى سطح البحر، كما يبلغ عدد سكانها ثلاثة ملايين نسمه تقريبا ويعمل معظم سكانها في الزراعة، وتسمى باللواء الاخضر، وذلك لكونها أكثر محافظات اليمن اخضراراً طوال العام.

 

وتشمل مدينة إب على نحو 300 موقع سياحي يتوجه لها الزوار والسائحين ” المغتربين ” من دول الخليج وخاصة الملكة العربية السعودية في الأعياد والمناسبات المختلفة، والذين يصفونها بانها المكان الانسب والاجمل في الجزيرة العربية للسياحة العائلية وذلك لجمالها وكونها متنزها طبيعيا متعدد المعالم السياحية، وتتميز بمناخ معتدل طوال العام وبغزارة الأمطار خاصة في مدينة إب مركز المحافظة، ويتصف أهلها بالكرم والطيبة وجميل الترحاب وحسن الضيافة للزوار.

 

من منطقة هران في ذمار

وفي محافظة ذمار تعد أهم المزارات حمام علي، وكذلك ” هران ” جبل هران المطل على مدينة ذمار والحاس للمدينة من جهة الشمال، ويعد حصن حميري يوجد به عدد كبير من المدافن للحبوب والمقابر الصخرية. لموقعها العالي والمطل على المدينة يفضلها الأهالي خاصة من قاطني المدينة، يوجد فيها حديقة عامة تضم المئات من الألعاب الخاصة بالأطفال لكنها تعاني من وجود المرافق السياحية.

 

كما يوجد في محافظة ذمار الحمامات الخاصة بالمياه الساخنة والتي بدأت تنتشر منذ سنوات قليلة، تشهد اقبال متزايد منها “حمام الميثالي، حمام المشواف، حمام ذي ماجد، حمام عيشان. ويقبل عليها السكان وقاطني مدن أخرى للخصاص العلاجية والاستجمام في تلك الحمامات.

 

توجد مزرعة الخيول بمنطقة رصابة بمديرية جهران، وتبعد عن مدينة ذمار بنحو 30 كم من جهة الشمال الشرقي. تعد الخيول الموجودة في مزرعة رصابة بمحافظة ذمار التابعة للمؤسسة الاقتصادية اليمنية، من أقدم السلالات العربية للخيول.

 

تعتبر مزرعة رصابة للخيول المكان المفضل للعرسان، الذين يفضلون التقاط الصور التذكارية وهم على ظهورها، ويرتدون الملابس التقليدية، وهذا موازٍ لما يحدث في منطقة مشورة في محافظة إب.

إذا فالأمر لا يتطلب الكثير، فقط استغلال المورد السياحي وجذب السياح من الداخل والخارج لا سيما وكافة المناطق اليمنية تعد متحفا ومزارا مليأ بالعجائب والسحر والجمال

 

 

إذا فالأمر لا يتطلب الكثير، فقط استغلال المورد السياحي وجذب السياح من الداخل والخارج لا سيما وكافة المناطق اليمنية تعد متحفا ومزارا مليأ بالعجائب والسحر والجمال، وتوظيف لرأس المال والأيدي العاملة، واستغلال كل المقومات الاقتصادية والثقافية والسياحية لخلق حالة من الانتعاش الاقتصادي.

 

لا محافظة تفصل بين محافظتي إب وذمار بيد أن لكل منهما جمالها ورونقها ونكهتها الخاصة، لكنهما يشتركان في عدم اهتمام القائمين على السياحة وأمور المحافظات بالمواقع الأثرية والسياحية ما جعل ضعفاء النفوس يعتدون على بعض المواقع الأثرية والسياحية مستغلين حالة الحرب التي تدور رحاها في البلد وهذا الأمر سيؤدي إلى تراجع كبير في حجم السياحة الداخلية أو من الخارج.

 

ختاما، الزملاء في منصة ” إب7 press “، و”ذمار أونلاين” حاولوا من خلال هذا التقرير المشترك تسليط الضوء على السياحة في محافظتي إب وذمار، وما الأهمية التي يمثلها المورد السياحي، والمعوقات التي تواجه هذا الاستثمار، ولماذا تعاني المواقع السياحية من الركود والاهمال طوال السنوات الماضية.