قلم أفلاطوني ( صفوف الغاز )

إب7 press
أحلام المخلافي

بقينا في صمت حتى توقف الباص في الجولة ..
خاطبتُ أفلاطون بـ ابتسامة
– ما رأيك نكمل الطريق مشيًا ومنه نتحدث قليلًا وكذلك سيكون عشاؤك عندي الليلة..

● ما دام وبها عزومة أكل بالطبع سأوافق ، ومنها كذلك نتخلص من تلك الحُفر اللعينة..

مررنا من وادي المعاين الذي تكسيه الخُضرة بحلته الجميلة ، والشمس المشرقة من بعد المطر ..

مررنا من إحدى الحارات لنجد صفوف طويلة من الرجال وأخرى من النساء والأطفال ..

ابتسم حينها أفلاطون وقال :
● يبدو أننا سنأخذ عشاء بالمجان الليلة هيا لنصف في صفوفهم ونأخذ وجبتين ..

لم استطع تجاهل ما قاله فضحكتُ من أعماقي وقلت :
– هههههه مابك هنا يقومون بتسجيل أسماء من يريدون تعبئة اسطوانة الغاز الشهرية وتسليمها، وليس توزيع أكل بالمجان

نظر لي شزرًا مخاطبًا إياي ..
● صفوف تصف ونساء وأطفال فيها تصف لـ للبحث عن اسطوانة غاز ..؟!!!!

– نعم يا عزيزي

● الستم دولة مليئة بالمعادن والثروات المعدنية ..؟!!!!!

– اممممممم نعم نعم ولكن الحرب دمرت ما دمرت وكل واحد منهم يبحث عن نفسه لابأس إن مات الشعب من الجوع والبرد والمرض ..

● اممممم وكم سعر الاسطوانة ..؟!!

– سعرها إن كان بالتسجيل 3000 الف وتأتينا كل شهرين مرة، وإن كانت في السوق السوداء تصل من 9 إلى 11 ألف و يرتفع سعرها في رمضان أو إن حدثت أي جائحة أو شيء في دولة مجاورة نحن المتضررين تخيل ..!!!

● تبًا ولازلتِ تطلبين مني أن أأتي معكِ لأتناول وجبة العشاء في ظل ما تعانونه ..؟!!!

– هههههه عزيزي نحن نسعد كثيرًا إن شاركنا طعامنا الأخرين، ومن ثم نحن أهل الكرم ما بك ..!

● حقًا حالكم مؤسف للغاية، ورغم هذا نجد كل واحد فيكم يبحث عن الخير وفعله، وتضيفون الضيوف ولا تقطعون الولائم ..

– ابتسمت ولم أجب –

أكمل :
● كم أتمنى لو كنتُ يمني ولكن في وضع غير وضعكم لكنتُ أنا واليمن في جنة لامثيل لها ..

– نأمل فقط أن تعود اليمن كما كانت وتعود إب لسلام الذي كانت به هيا هيا سيأذن المغرب ولم نصل بعد لمنزلي ستقلق والدتي كثيرًا ..

واصلنا طريقنا وهو ملتفت حول الصفوف المرتصة في عدة شوارع ونظره كله حزن على ما نحن به ربما …