(قلم أفلاطوني ) حفر و مطبات

إب7 press
سماح عملاق l رأي

-الووو.. أفلاطون؟

– هدئ، هدئ ياسوااااق.

– أفلاطون، كيف حالك؟

– بالرااااحة، أوووه انتبه معانا عوائل حوامل،أي.

– تسمعني؟

– دلا دلا، الماء دخل لنا للباص، شكلك مستعجل على التخزينة.

– أوووف، أفلاطون تكلم معي لو سمحت للضرورة.

– ياربااااه، تششش، هههههه غسل وجهك ياخبير.

– أفلاطوووووون؟!

– ها سماح، معك معك.. ياسواق، انزل واطلع بشويييش.

– خليك من السواق وركز معي، معي لك موضوع مهم تناقشه مع جمهورك هذه الجمعة.

– أوووه حفرة جديدة، انتبه ياسواق.. أي جمهور ياسماح؟

– جمهورك ياأفلا، لاتثر غضبي أكثر فاليوم جمعة.

– تمسكوا بالكراسي، لاتخف ياصغيري، وأنت ستصل للمشفى قريبًا نحن قريب الجولة.

– أفلاطووون، لست على بعضك، أنسيت موعدنا ياأبله؟!.

– لم أنسَ عزيزتي، لكن المطبات والحفر ستنسينيكِ شخصيًا رغم غلاوتك عندي.

– مالها المطبات والحفر ، حلوة وزي الفل.

– حلوة وزي الفل، وانتِ ست الكل..

– تلحنها ،الصبر يارب!.

– سماح، حينما أصل وأستريح بعد عناء الطريق سأتذكرك مع جمهورك، الآن فضلًا اغربي عن وجهي، ودعيني أركز مع السائق؛ فالمطب الواحد رحلة إجبارية نحو السماء وعودة عنيفة نحو الأرض.

– طيب، مع السلامة.

(تنننن).

لم تكن المحادثة الهاتفية الوحيدة بيني وبين أفلا التي تصيبني بالهستيريا.

التقيته بعد ساعتين فقط، وكان يمسك على عظام عموده الفقري ويبدو على سيماه التعب.

قال لي بنبرة اندهاشه المعروفة:”أريد أن أعرف، لماذا لايتم العمل لديكم في تعبيد الشوارع بإتقان؟!

-نخاف على شوارعنا من العين ياأفلا.

– هذه عقدة العين اللعينة أضاعت بلادكم، اذهبي لأقدم مدينة أوروبية، أو حتى عربية، تسيرين مسافة اليوم الواحد ولاتكاد سيارتك تنط كضفدعة ولو لمرة واحدة، ولاأتذكر أن عينًا خبيثة قد أصابت شارعًا في “روما” أو “باريس” أو “مانهاتن” لينقلب إلى جبل، ناقشيني بعقلانية ياسماح.

– أنا أمزح معك ياأفلا، اهدأ قليلًا.

– الغريب هو احتفاظكم بالهدوء يابنية، ماهذه الشوارع، وماهذا العمل، أستغرب قناعتكم ما هو من أقل حقوقكم.

– اصمت ياأبله، هل تريد إثارة الغبار على ظهورنا، نحن في وضع كله طوارئ، وكل شيء سيأتي بالتدريج، الفترة التي تمر بها بلادنا صعبة جدًا.

– لاتغالطيني، فالشوارع مزفلتة منذ عقود، وليست وليدة هذه الأيام، فعلى الأقل يتم الترميم وملء الحفر، وتخفيف المطبات.

– آه. نتمنى ذلك ياصديقي.

– أخيرًا أبدي إعجابي بنسائكم، كيف يحتفظن بالأجنة في أرحامهن في ظل هذه الطرقات.. نساء أقوياء بالفعل.

– اصمت ياأبله، سيبرحوك ضربًا، تعلم حميّتنا بما يخص النساء، هيا اغرب قبل أن يسمعك أحد رجالنا