إب7 press
أحلام المخلافي

أمل فتاة تبلغ من العمر “22 عام” تزوجت وعمرها 16 عام لها منذ زواجها 6سنوات تقريباً، لديها طفلة واحدة لاتعرف عنها شيء إلا أن عمرها 5سنوات ..

سمعتُ قصة أمل ” اسم مستعار ” قبل مدة حاولتُ الوصول إليها بشتى الطرق وفي حقيقة الأمر كان الأمر شاق للغاية، وبعد عدة محاولات استطعت الوصول إليها عبر أختها التي بقت تكرر وتعيد ” أرجوكِ لاتنشري الأسماء فقد نُقتل نحن من عائلة معروفة و أخاف أن يصل الأمر لـ إخوتي حينها سنُقتل حتماً ”

طمأنتها قليلاً ووعدتها بأنه لن يصيبها أي مكروه مني هي أو أختها، وأني فقط وددت لو أصل القصة لأكبر عدد ممكن ليرأفوا بحال فتياتهم لا أكثر ..

قالت حينها : “مهـلاً سأحاول أن أشغلهم عن أمل وحدثيها ولكن لاتطلن في الكلام ”

فـ أنتظرت ما يقارب النصف الساعة حتى تستطيع الأخت تهيئة جو مناسب للحديث لي مع أختها، كل هذا عبر الهاتف فـ أختها لاتستقبل الضيوف ولاتمتلك حتى هاتف وتحدثني من هاتف أختها، مر الوقت ببطء وإذ بهاتفي يرن أجبت بلهفة أهـلاً بكِ ..

أجابتني بخوف واضحٍ وصوتٍ مهزوزٍ مرتبك و بأنفاس سريعة، في الحقيقة حينها توترت أنا، ولكن حاولت تهدأتها ..

وبدأت في سرد معاناتها قائلة : “تزوجتُ ورغم أن فارق العمر بيني وبين زوجي كبير لكن كانت حياتنا الزوجية جيدة فيها مودة ورحمة ولاتخلوا من بعض النزاعات أحياناً، عشنا في منزل والده مع أبيه وأمه وأخين له أحدهما متزوج والأخر عازب ويبلغ الآن تقريباً 30 عام ..”

بعد أقل من عام سافر زوجها ليغترب في إحدى دول الخليج باحث عن لقمة عيش كريمة وما زاده إصرار حمل زوجته وبأنه فعلاً يجب عليه تأمين حياة كريمة لطفله الذي لازال في الطريق كما قالت أمل

التي واصلت حكايتها بصوت هادئ بالكاد يُسمع : ” بعد سفر زوجي بدأت أتعرض للمضايقات من أخو زوجي بطريقة أو أخرى، إما بالحديث والغزل، أو يتحدث بكلام خادش للحياء وغير لائق، كنت صغيرة وهو كبير وأخاف منه ومن المشاكل فحاولت تجنبه والعيش بمفردي في غرفتي وبعد ولادتي رأيته مع امرأة مزوجة وهي احدى بنات عائلته، فهددتهم إن لم يتوقفا عن هذا سأفضح أمرهما ”

صمتوا حينها وأعتذروا وكرر إعتذاره ووعدها أن لا يعود لفعل هذا وأنها غلطة لن تكرر ومر عام على هذا الأمر وعاد ليضايقها ” عاد لـ يتحرش بي ” حاول حينها الاعتداء عليها فرت من بين يديه بصعوبة وحررت نفسها وعادت لغرفتها مرعوبة خائفة ومن حينها بدأ صراع جديد وقصة جديدة ..

أجهشت بالبكاء وتكمل قصتها بحديث متقطع : ” ذهبت لغرفتي ممزقة لثوبي أخفي خوفي بحضني لطفلتي اتصلت لزوجي وأخبرته بأن أخوه يضايقني فما كان منه إلا أن غضب، وشتمني وقال لي كفي عن اختلاق المشاكل ..”

ومن حينها أمست أمل حبيسة غرفتها منذ غروب الشمس حتى طلوعها تكون في غرفتها ومغلقة لها بإحكام شديد، حتى أتاها يوم أخو زوجها يدق الباب بهدوء ويناديها بأن تفتح الباب خير لها ..

رفضت ذلك فما كان منه إلا جن جنونه وحاول كسر الباب، أستيقظ كل من في المنزل وأتوا وحينما سمعت أصواتهم فتحت باب غرفتها،لتخبرهم بما كان يريد فعله ولكنه قال لهم ” شفت واحد خرج من عندها وهذه صورتها منشورة بين شباب القرية ”

أكملت ببكاء :
” أعطاهم صورة لي وأنا في المنزل لا أعلم كيف ومتى تم تصويري بها، ويشد الله إني بريئة كبرائة الذئب من دم يوسف ”

حينها أشتد العراك وأتصل والد زوج أمل بإبنه ليخبره بما حدث بعد صفعه لها، فأخبرهم زوجها أن يحبسوها ..

” فعلاً تم حبسي أكثر من أسبوع في غرفتي وحيدة بدون حتى طفلتي فطفلتهم لايريدون أن تكون سيئة مثلي كما يقولون،لا يأتون لي إلا بقليل من الماء والخبز خوفاً عليّ من الموت ”

عاد زوجها من السفر وأشرقت شمس جديدة في عينيها دخل غرفتها فـ جرت له تحلف ببرائتها، كذبها وشتمها وضربها وكسر لها مقدمة أسنانها وضربها بدون أي رحمة، وأتصل بـ أخو أمل ليأتي ويأخذ أخته قبل أن يقتلها وأخبره بالقصة كما حكوها لهم وقال ” ماشوسخ يدي بك، يأخذك يقتلك أخوكِ يا عار فضحتينا الله يفضحك، عاد بنتي الله العالم هي بنتي أو بنت من ..؟ ”

حينها لم تستطع أمل إكمال الحديث فأجهشت ببكاء مرير :في الحقيقة رغم كل الذي مررت به إلا أني سعدتُ بـ إتصاله بمحمد أخي، نعم فهو من رباني ويعلم كيف تربيته الفرج آتٍ لامحالة، سيأخذ بحقي منهم أتاني جريت له بما تبقى مني من قوة أترنح لأحتضنه لأستمد منه قوتي، رماني للأرض بقسوة قائل : ” البسي شي يسترك بعد الفضيحة هذه دنستي رؤوسنا “، آه آه كسرني أخي كسرني من كنت أراه أمل لـ أمل ..”

أخذها من هناك جسد بروح منزوعة كُسرت بتكذيبهم لها للمرة الثالثة، طفلتها في أحضان غيرها، وطيلة الطريق الصمت هو المخيم بينهم من عدا بعض الزفرات النارية الغاضبة من الأخ وبعض الدموع والتأوهات من أمل، أوصلها للمنزل وبدأ عذاب جديد وضرب أشد قسوة وظلم من ضرب زوجها لها كُسرت يدها وقدمها ونزفت الكثير من الدماء فقدت على إثر ذلك وعيها ” ضربني بظلم وقسوة ففقدت وعي لم أصحو إلا وأنا في غرفة أسفل المنزل كانت خاصة بالمواشي، والآن هي مخزن للأشياء التي لاقيمة لها مثلي تماماً، لم يصدقوني جميعاً وطعنوني بشرفي ”
لم تعد تهتم صدقوها أو لا فحد قولها ” لم يبقى من العمر بقدر مارحل ” وأخر ماتتمناه أن تحتضن وتشتم لرائحة صغيرتها ومن ثم تموت ..

أكملت حوارها الباكي معي : ” أسأل الله أن يأخذ حقي منهم جميعاً في الدنيا قبل الآخرة .. كذبوني بصدقي لأني امرأة، وصدقوه بكذبه لأني رجل ”

#إب #ibb