إب7 press
طاهر الزهيري
رويدا ابنة الـ 24 ربيعاً، تعاني من مرض نفسي كما أخبرتنا أختها وتم علاجها الذي لم يكتمل بعد لدى أحد الاطباء النفسيين في إب..
أخت رويدا هي أيضاً مطلقة تقول أم عصام البالغة من العمر 27 عاماً: ” أختي كانت تعاني الكثير ولم تفرح في حياتها ” فقد عاشتا الأختان وسط أسرة مشتتة كان الأب رجلاً قاسياً، أما الأم فـ انشغلت بأحاديث الجارات عن مشاغل أسرتها..
” نشأنا منذ طفولتنا على الضرب حتى تسيل دماؤنا “، تواصل أم عصام حديثها: تزوجنا جميعاً في سن مبكرة، وعرفنا الوجع، لكن رويدا كان لها من الوجع النصيب الأكبر.
تذكر أم عصام جيداً عندما رفض والدها السماح للبنات بالتعلم، وعندما قام بتزوجيها ويليها أختها رويدا، ولكن زواج رويدا كان مختلف تماماً قام بتزوجيها لرجل متزوج بالفعل ولديه 4 أطفال..
” لقد زوجها أبي بدون مال أو مهر أو حتى زفاف أو أي شيء …” تتحسر أم عصام مستدركة ” لقد أراد أبي أن يتزوج أخت الرجل بمقابل تزويجه بـ رويدا “
تم زواج رويدا وأمست عروس ثانية ” وخادمة لزوجته السابقة التي قد تكون بعمر والدتي “، بقت رويدا لدى زوجها 5 سنوات عنفت وعانت فيها الكثير ضرب، وشتم، وحرق …وغيره من أنواع التعنيف، حُرمت من زيارة أحد ومنعوا أهلها من زيارتها وإن اجتمعن نساء القرية لمناسبة ما لا تتواجد فيها رويدا، وأكملت أم عصام حديثها والدمع في عينيها متألمة على حال أختها :” اختفت رويدا عنا لمدة حتى أتى ذاك اليوم المشؤوم خرجت من منزلها تجري بجنون وتسحب شعرها بهستيريا، وظهرها عاري محروق ومشوهه ” جسدها مليء بالحروق والعلامات التي مر عليها سنين ولكنها مرسومة عليها دون أن تمحى ..
استدركت حديثها:” كانت تجري وتبكي كطير جريح وتصرخ من ألم ظهرها المليء بالفقاقيع حينها سحبها والدي وغطاها بشاله وأعادها لبيتنا وضربها ضرب مبرح لخروجها بهذا الشكل ” استمرت أيام باكية لا تتحدث مع أحد فقط تتأوه وتبكي، مرت الأيام وعُرفت في القرية بـ رويدا المجنونة وما زاد تأكيد خبرهم بأنها ترميهم بالحجارة وتلاحقهم وتعد أصابعها بشكل غريب وتتحدث وتصرخ وتجري بطرق غريبة..
ذهبوا بها لطبيب نفسي، وقامت بأخذ عدة جلسات وكان مفاد تقريره الطبي أنها مصابة بحالة نفسية واكتئاب حاد يجب أن يوفروا لها جو هادئ ومريح، وعليها مداومة العلاج والجلسات وبقوا على هذا الحال عامين وخلال هذه العامين تطلقت ” ضربها والدي حينها ضرب أشد وأقسى من المرة السابقة كيف لا وها هي ابنته الثانية مطلقة في المنزل، ومجتمعنا أنتم أعرف ماذا حكم على المطلقات وكأنها شيء منبوذ، وانتكست حالتها من جديد وزاد مرضها وعادة معانتها من جديد “
مرت الأيام وهي رفيقة غرفتها حتى أتاها عريس أخر ويقال عنه مريض نفسي كذلك، وافق والدها تزويجها ولم يخبرهم بحقيقة مرضها قال لهم ” إنها تمثل المريض ربيها كون رجال وشتكون مرة سع الناس “، وللمرة الثانية تزوجت وضُربت وضَربت وطُلقت للمرة الثانية وعادت هذه المرة حامل لمنزل عائلتها، وضعت جنينها وحيدة وأنقذوها في اللحظات الأخيرة.
تواصل أم عصام سرد حكاية أختها وهي سارحة في يدي أختها التي تعد أصابعها بطريقة تشتت كل من ينظر لها: ” وضعت جنينها دون ألم ولا صراخ ولا وجع رغم أن لديها طفلين من زوجها الأول وفي ولادتها كانت شديدة الصراخ، فقط بعد ولادتها تصرخ وتدفع بأي أخد يقترب من طفلها، لا نعلم أهي خائفة أن يأخذه أبوه كما أخذوا أطفالها السابقين أم ماذا …؟!
مر أسبوع أو قد يكون أسبوعين بالأحرى لم تكن تهتم بطفلها ولا تدع أحد يهتم به وتجن إن اقترب منه أحد وفي النهاية خنقته ومات “
حالتها حسب تشخيص الطبيب في أخر زيارة له تسوء أكثر وأكثر، وأصبحت حتى لا تهتم بالعلاج ولا تريد شيء فقط سارحة تعد الأيام أو الأوجاع أو الدموع لا يعلم أحد ما بها أو ما سر ما تعانيه..
“في 24 من عمرها فاقدة لعقلها وحياتها ” هكذا وصفتها أختها في نهاية حديثنا معها.