إب7 press

حوار: نشوان النظاري

 
سحر الصوت، وعذوبة الكلمة، وترانيم شجية تطلقها صباحات إب عبر اثير اذاعة إب المحلية، ليبدو صباحا مائزا بإطلالة سيدة الميكرفون الاولى الزميلة العزيزة سمية سحلول، انثى من زمن مختلف، وشابة طموحة ومكافحة، تخطت كل الصعاب، وقاومت نظرة المجتمع القاصرة، وحققت حلمها لتصبح بلا منافس سندريلا الاذاعة ونجمة الاثير.
” إب7 press “، انفردت بحوار خاص مع الزميلة سمية، اليكم نص الحوار:
 
 
• الطفولة والاحلام والتطلعات
 
سمية، هذا الاسم الرابض في اعماق ووجدان جميع ابناء مدينة إب، لها حضور طاغي، وثقافة عالية، حين شرعت بإلقاء اسئلتي انفرطت كعقد لؤلؤ تجوب خارطة انثى كائنتها، وما تزال تتحمل ضجيج وهدير اعلامية تتصدر الساحات الاذاعية والثقافية والمنابر الاجتماعية والمنصات التقديمية لتشكل عنصر نسوي نشط وفعال على كافة المستويات.
 
تتحدث عن الطفولة والاحلام والتطلعات فتقول:” الطفولة ربيع العمر الذي لن يعود، والزمن الجميل الذي لن يتكرر، لقد كانت اجمل ايام حياتي التي عشتها على نحو خيالي ولا ينسى، كانت مرحلة طفولتي مليئة بالذكريات الجميلة والبراءة النقية، خالطها اللعب والمرح والشقاوة المفرطة، وها انا ذا أجد ذاتي المطمورة في جدران الذاكرة باللعب ومشاكسة الاطفال الصغار، وأسترجع معهم أروع الذكريات وأصفاها وأنقاها”.
 
وتواصل سردها، أحلامي كثيرة ومتعددة منها ما وصلت إليه الآن، وبحمدالله، ومنها ما سيأتي بالإصرار والارادة ومحبة الناس، أما تطلعاتي فلا شيء لإعلامية مثلي ان تتطلع سوى لإيقاف الحرب، وعودة الوطن الجريح لأحضان ابنائه الطيبين، أتطلع لغد أجمل ويوم مشرق وأماني محققة، والقادم لا محالة بإرادة الله عز وجل.
 
أحلم أن انطلق للعمل الخارجي بقنوات فضائية خارجية، وأن يكون لي وجود على الساحة الدولية سواءً في المجال الاعلامي أو المجالات المختلفة الانسانية او الاجتماعية أو الثقافية والمدنية.
 
• عرفان
 
والدتي.. حفظها الله، وأمدها بالصحة والعافية كانت لي السند والعضد وما تزال القوة التي تدفعني للأمام.. انها بالنسبة لي أعظم انسانة في الوجود فهي عشق طفولتي وعنوان مستقبلي وأيامي الجميلة التي عشتها في صغري وكبري.
 
• إرادة واصرار وعزيمة
 
تتطرق الزميلة سمية للصعوبات والمعوقات التي تواجه عملها الاعلامي بالمحافظة حيث تقول:” لا يخلو أي عمل من صعوبات ومعوقات خاصة مجال الإعلام الذي يحتاج للإرادة والتصميم والعزيمة، والخوض في محراب الإعلام الذي لا يقتصر على الإلقاء بالمناسبات العامة، او داخل أستوديوهات الاذاعة، بل يتعدى ذلك لقوالب الكترونية عصرية ومجالات لا حصر لها، وهذا بالطبع يسبب ضغطا نفسيا واجتماعيا كبير على الاعلامية، فهي تصارع مختلف انواع الصعوبات ولعل أشدها إيلاما نظرة المجتمع لها وكيفية التعامل معها، ناهيك عن مضايقات الوسط وعدم إفراد مساحة ملائمة لعملها”.
 
وتكمل، أضف إلى ذلك قلة التشجيع والاهتمام بها سواءً من قبل السلطة المحلية أو الدولة والتي تغض الطرف عن دعمها ومساندتها في مسيرة عملها ، لتبقى الإعلامية النزيهة تصارع كل الصعوبات والمعوقات من أجل أن توصل رسالتها الإعلامية السامية متجاوزة كل التحديات لتثبت وجودها وتفرضها بقوة، وذلك بما تقدمه للمجتمع وتأثيرها المطلق على صناع القرار، وكذلك ايصال رسالة الناس البسطاء للجهات ذات العلاقة، ونقل الأحداث بكل حيادية وإنصاف.
 
• سيدة اعمال
 
وتغرد الزميلة سمية سحلول خارجا، للتحدث حول تجربة اخرى خاضتها بكل نجاح حيث تقول:” لقد كان لي طموح اخر ومختلف، فكون دارستي الجامعية كانت في مجال المال والأعمال تخصص محاسبة فقد كنت أتطلع لأن أكون محاسبة أو إدارية في إحدى الشركات أو البنوك، وبالفعل خضت مجال العمل الإداري والمحاسبي في إذاعة إب في بداية عملي بالإذاعة لمدة 4 سنوات حتى وصلت لمنصب مدير الشئون المالية والادارية، وبقيت مدة عام بذلك المنصب، وكذلك عملت استشارية محاسبية في الصندوق الاجتماعي، وأطمح الان لأكون سيدة أعمال وأخوض مجال العمل الخاص بي.
 
• واقع نسوي مهضوم
 
وتعود مرة اخرى لسرد واقع المرأة في إب حيث تؤكد ان واقها مهضوم للغاية، رغم ما تقدمه من أعمال وما تميزت به من نجاحات في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
 
• تجربة رائدة
 
وتتحدث عن تجربتها في اذاعة إب قائلة:” قدمت لي ا الاذاعة الكثير والكثير، والذي لا أستطيع نكرانه، حيث أصبح لي اسم معروف في الوسط الإعلامي داخل المحافظة وخارجها، وأظهرتني للوجود في الساحة اليمنية، وصقلت مواهبي وزادت معرفتي في إدارة الحوار ومناقشة مختلف القضايا على الساحة المحلية واليمنية. منها أصبحت معدة ومقدمة للبرامج المتنوعة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأسرية والزراعية والرياضية والمسابقاتية والنشرات الإخبارية”.
 
وتضيف، كما أنني أصبحت مراسلة تلفزيونيه لقناة اليمن اليوم، وأصبحت مقدمة لمختلف الفعاليات والمهرجانات والمسابقات الجماهيرية، وأصبح لي العديد من الأفلام الوثائقية التي قمت بتسجيلها والإعلانات الإذاعية والتلفزيونية في الداخل والخارج.
 
 
 
 
 
 
• رسالة هامة
 
وتقدم ” سمية ” رسالة الى الفتيات اللاتي يطمحن لتحقيق الذات في واقع كالذي نعيشه، بان عليهن التعليم ثم التعليم، وكذلك الصبر وعدم الاستسلام، والتطلع للمستقبل الواعد بحُسن الظن بالله والتوكل عليه في كل أمور حياتها ومسيرتها العلمية والعملية وعدم الرضوخ لأي مغريات أو الأوهام التي قد تسلبها براءتها أو توقعها في فخ العواقب التي لا تُحمد عقباها.
 
• اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة
 
وتتحدث الاستاذة سمية عن اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة حيث تقول:” بهذا اليوم التاريخي العظيم الذي اختطه احرار العالم، أحيي كل امرأة تناضل وتجاهد لتعيش بكرامة، وتتحمل المتاعب من أجل بناء مجتمعها، وأسرتها البناء السليم، والتي يقع على عاتقها الجهد الكبير في تربية الأجيال، فالمرأة ليست نصف المجتمع كما يقال بل هي المجتمع بأكمله، وبالنسبة للعنف الذي تتعرض له المرأة للأسف فهي تتعرض بالمقام الأول للعنف الأسري بالإضافة للعنف المجتمعي والعنف السياسي العنف الاقتصادي القائم على اساس التمييز وعدم المساواة.
 
 
• نشاط مجتمعي
 
وعلى الصعيد الانشطة النسائية المجتمعية، تشير الزميلة سمية انها تخطط لمشاريع مجتمعية قادمة خاصة في ظل الظروف الراهنة والصعبة التي يمر بها الوطن عموماً وفي ظل انعدام الرواتب، وهذا ما جعلها تبحث عن مصادر دخل اخرى تُعين الإنسان على العيش بكرامة، كما تؤكد ان المشاريع والخطط موجودة لكن ما ينقصها الإمكانيات المادية والتي تعدها العائق الوحيد.
 
• شعاع امل
 
وتختتم الزميلة سمية سحلول الحوار:” برغم كل ما يحدث، ما تزال المرأة تسعى لإبراز نفسها وتعمل لإعلاء شأنها خاصة في السنوات الأخيرة التي أثبتت وجودها وأهميتها في الحياة فمنها ربة الأسرة الناجحة، ومنها الأستاذة، والمديرة، وسيدة الأعمال، وهذا واقع يفتخر به في ظل الظروف الراهنة التي تعيشها البلاد من حرب وحصار، ناهيك عن العقلية الماضوية الرجعية والتي الهمتنا المضي، وصنعنا من المعاناة ابداع لا حدود له.
 
• انطباع
 
بالنسبة لي تعلمت درسا ان لا اجري حوارا مع زميل متمكن كسمية، ذلك يتطلب جهد كبير ومساحة واسعة وفضاء أكثر اتساعا ورحابة، لكنه كان حوار ترجم الرؤى الحقيقية للمرأة والشابة المتفاعلة مع متغيرات العصر، واظهر مدى تطور المفاهيم لدى جيل المتعلمات، اللائي يعول عليهن في تغيير انماط التفكير لدى المجتمعات النسائية، ليبدأ التغيير الحقيقي نحو بيئة اجتماعية يسودها المساواة والعدالة والحقوق والحريات.
 
#إب #ibb