إب7 press

زوجة أبي تعاملنا بقسوة، وأبي مغترب ولا يصدق أحد فينا سواها “، قصة لم تجد طريقاً للخروج إلا على “فيسبوك “، الذي أتاح مساحة آمنة لكل النساء المعدومات حقوقهن فيلجأن في الغالب إلى المجموعات الفايسبوكية أو مجموعات الواتس والقليل فقط في منصات التواصل الاجتماعي الاخرى.

“مستـورة “، هو اسم احدى المجموعة الوتسابية التي تمثل بوح حقيقي وصادق لنساء مدينة إب اللائي يرفضن القمع الاجتماعي والتهميش والمصادرة.

تقول سهى محمد ” مستعار” 19 سنة، نشطة في أحد الجروبات اليمنية التي أنشأنها نساء المدينة، لطلب المساعدة أو للفضفضة والبوح ومشاركات أوجاعهن حد قولهن وقد يستفدن من بعض النصائح أو التجارب التي يمر بها غيرهن من النساء في رسالة بدأتها ” ساعدوني يا بنات زوجة أبي تعاملنا بقسوة أنا وأختي وأخي الصغير حتى وصل بها الأمر أن تحرقنا بالنار وحينما شكوت لوالدي ما نمر به غضب وشتمني وقال لي بأني أختلق المشاكل كي يطلق زوجته، من حينها ونحن في دوامة لانهاية لها ولكن ما زاد الأمر سوءً هو أن أخو زوجة والدي يتحرش بي كل ما جاء إليها وهذه الفترة زاد من زيارته التي لا تنقطع وأمسى يبات في الليل وينام في الغرفة المقابلة لغرفتي أنا وإخوتي، وبالأمس استيقظت على محاولة لفتح باب الغرفة ولكن كان مغلق من الداخل بإحكام وإن شكوت لأبي لن يصدقني، ولا أهل لي فالوصي علينا أبي، وأمي متزوجة في إحدى دول الخليج.. خائفة جداً على نفسي وعلى أختي البالغة من العمر 17عام، فكرت كثيراً بالهرب ولكني لست وحدي، كيف سنعيش وأين ..؟!

وأخرى تشكي حال مشاكلها مع زوجها الذي يضربها بشكل دائم، وتلك تتحدث عن مدى قسوة إخوتها عليها، وإحداهن تتحدث عن زوجة أخيها ومدى المشاكل بينها وبين والدتها، وغيرهن من تتحدث عن خيانة زوجها واكتشافها له وماذا يجب عليها أن تفعل.

وهنا تبدأ المشاركات في تقديم الحلول، البعض من ينصح باستهتار وضحك، والبعض من يتأثر ويتألم والبعض من يحاول أن يقدم ولو جزء بسيط من النصيحة حسب وجهة نظره والنوع الأخير تلك النساء اللاتي يدعين بالهلكة على من أوجع ” المستورة ” وتسبب لها في الحزن.

تقول ” أحلام إسماعيل”، إحدى المشرفات على إحدى الجروبات في ” فايسبوك ” وبالتزامن مع ” الواتس” : ” في الحقيقة حينما فكرت في إنشاء مجموعة فيسبوكية لغرض الفضفضات وبث الشكوى لم أكن أعلم أنها ستلاقي هذا الإقبال الكبير فالنساء يعانين من كبت كبير لمشاكلهن وهمومهن، فأصبحن يلجأن للفضفضة عبر منصات التواصل الاجتماعي اما بأسماء مستعارة أو التواصل مع إحدى مشرفات المجموعة وتقوم بإنزالها تحت اسم مستورة حتى لا يعرف أحد عن من نتحدث ونحاول فعلاً أن لا نخرج أسماء أصحاب القصص والاستشارات نهائياً، عدا إذا هي سمحت بذلك كالتي تبحث عن عمل أو محتاجة لمساعدة مالية ونحو ذلك، وتكون هذه المجموعات كشيء بسيط يحاول التخفيف من همومهن دون الكشف عن هوياتهن.

أما رفيدة النمي شاركتنا رأيها فقالت : في الحقيقة هذه المجموعات رائعة وفيها قصص تدمي القلوب وأخرى تضحك للغاية، ولكني أرى أنها ليست الحل فنعيش فيها كالهامش خائفات مذعورات ولا نواجه المجتمع ونعبر عما نحن فيه وكأنما خلقنا بلا حقوق وما علينا سوى واجبات يجب تنفيذها بحذافيرها.

هناك عدة أراء جمعناها بين مؤيد ومعارض لمثل هذه المجموعات ولكن المعظم يؤيد وجودها فهن يرين بأنها في مجتمع كمجتمعنا لا شيء بيدهن سوى الفضفضات تحت اسم ” مستورة “او غيره، فلا حامي لهن ولا مدافع في مجتمع يعتبرهن عار وعالة، فيبدين كسيرات يبحثن عن شيء ليسندهن بعيداً عن ظلم المجتمع وقوانينه وعاداته وتقاليده التي ولدت فيهن الخوف والشخصية المهتزة.