حبر ناعم

حكايا الليل في رمضان

إب7برس Ibb7press
أميمة راجح | رأي

إنها ليالي مقمرة، ضوء القمر ينسكب على المدينة بنعومة وفتنة آسرة تنير الأزقة المعتمة، ويزيد المضيئة لمعانا لكنه غير قادر على بث الأمان بقلوب غالبية النساء هنا، وغير كافي لاستدلالهن الطرقات للوصول إلى الأسواق والاستعداد لطقوس العيد.

في محاورات نسائية مستمرة تجري في وجودي، يتبادلن حكايا الليل في رمضان، إحداهن تحكي الخوف من الكلاب المسعورة والمنتشرة بكثرة، وأخرى تتحدث بسخط عن لصوص على دراجات نارية هدفهم حقائب المتسوقات، وثالثة تقول بفزع:
(المتحرشين كثروا وتعددت أساليبهم ولم يكتفوا بالتحرش اللفظي ويمارسون التحرش الجسدي دون تراجع فلا رقيب ولا حسيب في شوارع المدينة).

وتنوعت الأراء فالبعض تصر أن رمضان للعبادة ولا وقت فائض للتسوق وأخريات يعتبرن التسوق ضرورة ملحة في ليالي الشهر الكريم، بينما يتفق الجميع أن غياب المال وغلاء الأسعار هو السبب الرئيس في عزوف النساء عن الأسواق هذه الأيام.

تلتفت إحداهن نحوي وتسألني بحذر:
ما رأيك؟
“نحتاج لوعي كبير ينبه المواطنين لضرورة القضاء على ظواهر التحرش والسرقات التي تستهدف النساء خاصة بشهر رمضان وأمن متيقض يقف بالمرصاد لمثل هذه الظواهر المهددة لأمننا” أجيب.
تضيف إحدى كبار السن:
(اجلسن بالبيت ومايقع شي )
أعقب:
جلوس النساء بالمنزل لن يحل المشكلة إنما يؤجلها لحين معاودة خروجهن، الهروب من المواجهة سيفضي بخسارات فادحة هكذا أرى.

تهز رأسها باقتناع وترفع رأسها للسماء، لازال القمر يمدنا بالضوء، ولازلنا نحن النساء بحاجة لمساحات آمنة واسعة تشمل شوارعنا وأزقتنا دون استثناء.