النت الموقوف والجانب الإيجابي

إب7برس Ibb7press
عمران هلال |مقال رأي

أدى توقف موجات البث للأنترنت ليل يوم الجمعة قبل الماضية، وتحديدا في الـ 20 من شهر يناير، على كافة المحافظات اليمنية ومنها محافظة إب إلى إحداث فجوة مجتمعية كبرى أصابت معظم القطاعات المؤسسية والعملية بالشلل، خصوصا مؤسسات الصرافة والبنوك والقطاعات المعتمدة على شبكات الإنترنت بشكل كامل، وكذلك تضرر شبكات الإعلام والتواصل المستمر، ناهيك عن انقطاع حلقات التواصل المجتمعية بين الأهل بشكل عام خصوصا مع المغتربين وذويهم.

هذا الانقطاع الذي دام لقرابة 4 أيام على التوالي، وبكل ما احتملته جوانبه من ضغوطات وصعوبات ومشاكل اجتماعيه جمة إلا أنها برزت هنالك العديد من الجوانب المضيئة التي حدثت نتاج هذا التوقف في احداث الاستفاقة المجتمعية للمواطنين والتنبه بالجوانب الحياتية الأخرى والتي كانت في عداد الموقوفين بفعل هذا التوقف.

نزلت للشارع لأخذ عينة مجتمعية وعشوائية لأطلع القارئ الكريم لردة فعل الشعار حيال هذا الأمر، ودرجة تأقلم المجتمع عقب توقف أهم خدمية عصرية، حيث أكد محمد “عامل مصرفي” أن توقف الإنترنت الفجائي هذا أعاده لأسرته” توقف النت الفجائي أعادني إلى أسرتي فعلا، فلقد توقف العمل في المصرف وعدت للبيت 3 أيام، جلست بها مع العائلة والأولاد، استمتعت فيها وحللت الكثير من المشاكل، واستطعنا التحدث مع بعضنا كثير دون وجود اي مشاغل او ارتباطات اخرى تثقل كاهلي”.

” لقد مر أول أيام توقف الإنترنت كعام، فلقد كنت أعتمد على الإنترنت اعتمادا كاملا في الوصول للمعلومات والمكتبات والتراسل مع الاصدقاء ومشاركة كامل الحياة”، هذا ما قالته ” أروى ” وهي طالبة جامعية، وتضيف” في اليوم الثاني بدأنا بقراءة الكتب اليدوية في مكتبة الجامعة وكذلك الكتب المتروكة في منزلي والتي غطاها التراب واستفدت كثير من عمق المعلومات الموجودة فيها وكذلك تمكنت من الكتابة بكثرة بواسطة القلم لتدوين كل ما هو مهم”.

“توقف الإنترنت وكأنها توقفت حياتي”، بهذه العبارة لخص” غسان “، يدرس الماجستير في إحدى الجامعات الصينية عبر الاون لاين، مواجهته لتوقف الإنترنت، لكنه استثمر وقته في الخروج مع أطفاله في رحلات إلى أطراف المدينة عقب الدوام”.

يضيف غسان، استمتعت بالجلوس مع أطفالي والتحدث إليهم، فلقد كان الجميع في بيتي مشغول عبر الإنترنت، وتلفوناتهم لا تفارق أياديهم، ولكن لله الحمد، أدى هذا التوقف إلى اكتشاف أبنائي والتعمق معهم أكثر والجلوس إليهم والمزح والمرح معهم.

جلست لحظات بجوار ” الحجة صفية ” سيدة ستينية تتحلى بحواس سليمة، وتحدثنا عن آثار انقطاع الإنترنت، فقالت ” لم أجلس مع أولادي منذ زمن في مقيل أو مجلس والكل غير منتبه لي، إلا هذه المرة التي جلسنا فيها طويلا وتحدثنا دون أن يلمس أحد ا منا هاتفه أو ينشغل به وكأننا جالسين في أيام زمان وعاد بنا الزمان إلى الوراء، وكان شعور جميل”.

توقف النت أثر على أغلب سكان محافظة إب واليمن بأكملها، لكن الفرق نسبي بين شخص وآخر، وأهم ما يمكن أن نستفيد من ذلك الانقطاع هو أن نعمل في الفترة القادمة على تنظيم حياتنا بحيث لا تأخذنا مواقع التواصل وخدمات الإنترنت بعيدا عن الحياة الاجتماعية والاهتمامات الأسرية والوظيفية والإنسانية.