في مجلس أمي ❶

إب7 press

أحلام المخلافي l مقال رأي ” أدب شعبي ”

ككل عام وككل ليلة من ليالي رمضان تجتمع نساء الحي في منزلنا كأمر اعتيادي وكل يوم واحدة فيهن تحكي مأساتها ومعاناتها أو يضعن موضوع لنقاش وكل واحدة فيهن تبدي رأيها.

وكل عام لا أحضر مجالسهن ولكن عامي هذا قررت الحضور لبعض جلساتهن التي شدتني منذ بدايتها فكان حديثهن اليوم عن المرأة والتعليم ومحو الأمية..

إذ بدأت بالحوار الخالة فاطمة تقول : يوه لو احنا متعلمات انه احنا شنقرأ القرآن مثل كل الناس لكن الله يسامح آبائنا بس، فترد عليها والدتي : الوسائل تطورت، حمليه صوتياً في التلفون واقرأي بعد القارئ ورغم هذا فعلاً حرمونا التعليم لا ندري مو نقرأ ولا لنا علم مو يحصل في العالم قد كنت دخلت ادرس في محو الأمية، لكني توقفت بسبب زوجي الذي منعني بقوله معك 5 أطفال بحاجتك، كنتي ادرسي في بيت أهلك قالها بساعة غضب ورجع قال ادرس بس خلاص انكسرت النية ..

ردت عليها الجدة : مو حصلين اللي اتعلمين ونظرت لي شزراً وتقول ذيه المبروكة، بيدها التلفون 24 ساعة ما من تعليم المرأة إلا وجع الرأس والتمرد، قدهن هكذا بدون تعليم أفضل لا عارفات لا اللي لهن ولا اللي عليهن.

ردت نوال بلهجة غاضبة : لا يا جدة للمرأة الحق في التعليم ومعرفة حقوقها وواجباتها والمتمردة بتتمرد بتعليم أو بدونه وبعدا مش كل من مسك التلفون لازم يكون يلعب الآن، احنا يا جدة بعصر التكنولوجيا والعمل والشغل والدراسة والثقافة والبيع والشراء كله من التلفون.

وافقتها أم محمد وقالت : صح يحق للمرأة ما يحق للرجل، حرام،  يكفي ظلم للمرأة والتعليم حق لنا كلنا أو نسيتي قصة أم اليمامة ..؟!

الجميع أجبن لا لا مانسينا حينها شاركتهن الحديث من أم اليمامة وما قصتها ..؟

أجابت والدتي إمرأة درست إلى صف ثالث وبعدها كانت ترعي الأغنام، وبعدها تزوجت على واحد يعشيها قتلة ويغديها قتلة ” يضربها ضرباً مبرحاً ” .

فتكمل أم محمد ويموتها جوع ومعيشها في غرفة أسفل بيت ابوه و والله إنها مثل القمر هدمها وهدم شبابها والنهاية قال يشتي يتزوج واحدة متعلمة مثقفة تعرف الحياة الزوجية.

و أكملت والدتي : أيوه وتزوج واحدة متعلمة و معيشها أميرة وعلى قولته عرف يختار مش زي الأولى رغم أن الأولى ما كان في منها، لكنه رماها وطلقها وقال لها ترجع بيت أهلها ولا يشتيها لا هي ولا بنتها.

رغم انصدامي من أب كهذا ..؟!

إلا أني رأيت الصمت عم المكان ويقولن رحمة الله تغشاها ..!

 

أنا : ماتت ..!

كيف ماتت ..؟

قالت الخالة فاطمة : راحت بيت أهلها ومافيش معاها معيل غير اخوتها اللي رجعوها خدامة لهم ولزوجاتهم مقابل أنها تعيش معاهم هي وبنتها، كانت تعمل لهم كل شي، حتى جاء اليوم الذي صنف طليقها يشتي بنته حد قولها وفعلا جاء وهي رفضت، لكن اخوتها أصروا عليها ترد له بنته وأخذوها غصبا عنها، اذكر بكاها وصراخها وهي تقول : ” احرقتم قلبي ببنتي الله يحرق قلوبكم ” ..

وكانت زوجة اخوها تقول من أين نصرف عليها يا الله نحصل قيمة اللقمة عاد أحنا ناقصين نربي عيال الناس بقيت يومين وماتت وقالوا أنها ماتت بذبحة صدرية .

تكمل نوال والحزن باين في عينيها :

ها مو يا جدة لو كانت متعلمة وبيدها شهادتها أنها لا بحاجة اخوتها ولا شفقتهم وأنها اشتغلت وعرفت حقها ودافعت عنه وعاشت مع بنتها وكم يا نسوان صار معاهن هكذا ..

قالت الجدة مصرة على رأيها : اخوتها مش رجال في اخوه مابش منهم وبعدا هي المرأة خلقت لخدمة الرجل ها مو مهرتها ..

حينها علمت أن الفكر يحتاج وقت ليتغير ومهما حدث تبقى المرأة ضحية وقد تكون الداعم للمجرم امرأة أخرى كما في قصة أم اليمامة.

طال الحديث معهن و المأسي الكثيرة شدتني وقررت التواصل مع من عانين هذه المعانات، وطالت حوارتهن وبدأن في مناقشات لا نهاية لها سأنقل بعض حوارتهن تبعاً معكم … …