أراء نخبة حول اليوم العالمي لتنوع الثقافي
إب7 press
بغداد المرادي
يمثل الـ 21 من شهر آيار /مايو من كل عام اليوم العالمي للتنوع الثقافي، ويعد هذا اليوم فرصة للاحتفال بأشكال الثقافة المتعددة، ومحاكاة التراث الثقافي المادي وغير المادي والصناعات الإبداعية ومختلف أشكال التعير الثقافي، إضافة إلى التنوع الثري في تعزيز أواصر الحوار والتفاهم المتبادلين وسبل نقل التنمية الاجتماعية والبيئية والاقتصادية المستدامة.
” إب7 press “، أجرت استعراضا لأراء نخبة من المثقفين والباحثين، سلطت الضوء من خلاله على أهمية المعرفة والثقافة، وأسباب النجاح والفشل في التنوع الثقافي وتحقيق الثقافة الخاصة بكل منطقة من مناطق محافظة إب.
يؤكد الأستاذ فهد فارس، أن من أهم أسباب النجاح في التنوع الثقافي هو الفصل بين الجانب الثقافي والجانب السياسي، ويعزو ذلك لعدم ارتباط الحقلين السياسي والثقافي مع بعضهما.
فيما ترى الأخصائية الإجتماعية “نورا أحمد محمد “بأن لدى محافظة إب ثراء بشري واسع يمكن استثماره اقتصادياً خاصة في مجال السياحة، فكما نعلم، أن مدينة إب حباها الله بمناظر خلابة تجذب إليها أنظار السائحين ” محليون أو دوليون ” و يكون ذلك من خلال وضع آليات تربوية وسياسية محددة.
وتضيف الباحثة في الدراسات التاريخية القديمة والحديثة ” سمية علي ” بأن التبادل والتنوع الثقافي موجود منذ عصور تاريخية قديمة جداً، فكان هناك شغف من قبل التجار والعلماء الذين كانوا يجوبون العالم بحثا عن العلم وتنويع ثقافتهم ما بين الشرق والغرب و منها إسهامات العلماء العرب قديما في مختلف العلوم، وقد استفادت الدول الأوروبية منها وكانت النواة الأولى للنهضة العلمية الحاصلة في أوروبا حديثا”.
وقد أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا اليوم العالمي في 2002م، بعد أن اعتمدت اليونسكو في العام السابق 2001م الإعلان العالمي لتنوع الثقافي، وذلك للإعتراف “بضرورة تعزيز الإمكانية التي تمثل الثقافة بوصفها وسيلة لتحقيق الازدهار والتمنية المستدامة والتعايش السلمي على الصعيد العالمي”
ويعد اليوم العالمي للتنوع الثقافي من أجل الحوار والتمنية مناسبة لتعزيز الثقافة وإبراز أهمية تنوعها كعامل فاعل لتحقيق ودمج التغيير الإيجابي في المجتمع العالمي.
لذا فإن التنوع الثقافي والتبادل المعرفي في كافة المجالات هام جداً لزيادة الوعي والخبرات خاصة لدى النساء العاملات في مختلف المهن ومنها من تعمل في مجال التجميل “الكوافير”، إذ توضح “أم أيمن” بأنه وخلال الفترة الأخيرة ازدادت وبشكل لافت ثقافتها من حيث اللغة والمأكل والمشرب وترتيب الديكور للمحل الخاص بها.
وتواصل حديثها، ” وفقاً لما تتعلمه من تلك الزائرات اللاتي يأتين اليها والمكوث وقتاً طويلاً أثناء عمل النقش أو ” الميك أب” لهن، فمن تلك الجلسات تتعلمن الكثير من بعضهن فيما نسميه تبادل معرفي وثقافي وحتى ما يخص حياتهن الزوجية وتربية ابنائهن وتدابير شؤون المنزل بطرق احترافية بعيدة عن المشكلات او مسبباتها، وبإبتسامة خفيفة أكدت بأن لهجتها قد تغيرت وأصحبت تتحدث جميع اللهجات اللاتي يتحدثن بها زبائها منها الصنعانية والتهامية واللحجية والتعزية وغيرها.
وتضيف “أم أيمن” بأنها استفادت وبشكل كبير من تلك العلاقات بينهما وبين زبوناتها من مختلف المحافظات اليمنية اللاتي نزحن إلى محافظة إب ”
تحتفل كثير من دول العالم العربي والغربي في اليوم العالمي للتنوع الثقافي في مختلف المجالات وعلى كافة الأصعدة وقد حدد هذا اليوم بتاريخ الـ21من شهر آيار /مايو من كل عام ويعتبر هذا اليوم عاملاً أساسيا من عوامل التنمية والحوار والدور الأساسي الذي يلعبه الحوار العابر للثقافات في تحقيق السلام والتنمية المستدامة..
واعتبر المهندس “رياض محمد ناجي” بأن التنوع الثقافي ميزة ضرورية للحد من الفقر وتحقيقا للتنمية المستدامة ويساهم في القبول بالتنوع الثقافي، والإقرار به في خلق الحوار بين الحضارات والمجتمعات والثقافات ويؤدي إلى تبادل في الخبرات والاحترام والتفاهم المبتادل.
إذاً فالتنوع الثقافي يمكن أن يزيد في خلق فرص التعاون والتسامح بين أفراد المجتمع الواحد لبناء مستقبل واعد صالح للبناء والتنمية المستدامة والتعايش مع الآخر بما يوفر الأمن والاستقرار وضمان الحقوق لكلا الطرفين والنهوض بذلك المجتمع إلى آفاق التحضر والتمدن، وقابلية إنتشار أفكاره وتطور أساليب العمل به.