القيادات النسائية في إب لا تعرف الفشل

 

إب7 press
بغداد المرادي

 

تمكنت المرأة في محافظة إب، من تقلد العديد من المناصب الهامة، والقيام بها على أكمل وجه، بالرغم من كل الصعوبات والمعوقات التي تواجهها وسط مجتمع ذكوري لا يؤمن بها إلا إيمانا يقيناً بأنها لا تنفع إلا أن تكون ربة بيت، وأن هذا ما خُلقت لأجله، وستموت عليه حسب عادات وتقاليد المجتمع.

وقد أُثبِت من خلال التجارب الموجودة في محافظة إب، والنماذج العاملة أن وجود المرأة في المناصب القيادية يجعل أداء الأعمال التجارية والإدارية أفضل، وأنها تحقق زيادة في الأرباح، لذا فالكثير من المكاتب والمؤسسات الرائدة تستغل تلك الطاقات النسائية بكل ما فيها من كفاءات ومؤهلات وخبرات عالية.

وفي تقرير للجنة الوطنية للمرأة في إب، صادر في نوفمبر الماضي، حصلت  “إب7 press” على نسخة منه، أشارت فيه بأن نسبة تقلد المرأة في محافظة إب في القطاع العام بلغ  65%.

ونوهت أن المكاتب التنفيذية في القطاع العام، والتي تتقلد فيها المرأة مناصب رفيعة، مكتب المحافظة، الخدمة المدنية، الواجبات، المؤسسة العامة للاتصالات، الصندوق الاجتماعي للتنمية، مكتب المياه، الهيئة العامة للبريد، الأحوال المدنية، مصلحة الهجرة والجوازات والجنسية، المعهد العالي الصحي، الشؤون الاجتماعية، الأوقاف والإرشاد، رعاية وتأهيل المعاقين، التخطيط والتعاون الدولي، التأمينات والمعاشات، الإعلام بالمحافظة، مكتب الضرائب، إذاعة إب، الإصلاحية المركزية، مكتب التربية والتعليم، مكتب الثقافة، المالية، صندوق النظافة، جامعة إب، التعليم الفني والمهني، ومكتب جهاز محو الأمية.

تؤكد تقارير أممية أن نسبة تمثيل النساء في المناصب القيادية حول العالم، ارتفعت في البرلمانات والحقائب الوزارية، في عدد من البلدان، ولكن هذه النسبة تظل أقل بكثير من مستوى التكافؤ بين الجنسين في أغلب بلدان العالم.

فوفقا لخريطة تمثيل المرأة في الحياة السياسية لعام 2019، بلغت نسبة الوزيرات حول العالم مستوى غير مسبوق وصلت إلى 20.7%، أي بزيادة قدرها 2.4% مقارنة بعام 2017، مع تنوع أكبر في أنواع الحقائب الوزارية التي تشغلها النساء.

تقول خولة الشرفي، رئيسة اللجنة الوطنية للمرأة في المحافظة، أن هناك العديد من المعوقات والصعوبات والعقبات التي تواجه المرأة في القطاع العام ومن ذلك ما جاء في تقرير المسح الميداني الذي قامت به لجنة مناصرة قضايا المرأة في محافظة إب.

وتضيف، ” من تلك العوائق غياب التنسيق والتعاون بين الإدارة العامة وإدارة اللجنة الوطنية للمرأة، وكذلك غياب التنسيق والتعاون بين السلطة المحلية وإدارة اللجنة الوطنية للمرأة، كما لا يوجد موازنة ولو بالشكل البسيط لتسهيل مهام وأعمال اللجنة الوطنية للمرأة وشراء القرطاسية اللازمة لتنفيذ ندوة ما أو فعالية”.

ودعت رئيسة الجمعية العامة للأمم المتحدة السيدة “ماريا فرناندا إسبينوزا ” إلى الاعتراف بالنساء اللائي يناضلن من أجل المساواة في العمل وزيادة فرص الحصول على التعليم الجيد ومن يبذلن الغالي والنفيس من حياتهن للحفاظ على حياة النساء والفتيات الأخريات”

وطالبت ” الشرفي ” الجهات ذات العلاقة بالاهتمام بتأثيث المكاتب التنفيذية الخاصة بالمرأة وتوفير الدعم اللازم وترقية النساء فيها حسب مؤهلاتهن في جميع المكاتب.

وأكدت مديرة العلاقات العامة للمتابعة، ومنسقة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، ونائبة المسؤول التنظيمي في نقابة موظفي وعمال الإدارة المحلية ” وفاء الحكيم” بأن التعاون والمساندة قائمين بين كلا الجنسين في العمل على الرغم من امتعاض البعض لعمل المرأة بشكل عام.

وأوضحت بأن من الصعوبات والمعوقات التي تعيق تقدمهن في العمل وتسهيله وتقديمه بالدقة المطلوبة، صعوبة الترقية في العمل، واعتلاء بعض المناصب والمراكز الإدارية التي تختص بالرجل، على الرغم من قدرة المرأة على اعتلاء تلك المناصب، المحاباة والمجاملات والعلاقات المقربة من ضمن المعوقات في اعتلاء المرأة الإدارات رغم الكفاءات العالية والمؤهلات والخبرات اللاتي يمتلكنها.

لكن رغم هذه النظرة إلا أنهن استطعن أن يكن رقماً هاما مميزا له ثقله في المجتمع الإبي، فنرى المرأة تتقلد العديد من المناصب الهامة في القطاع العام أو الخاص بكل كفاءة واقتدار على تحمل المسؤولية والقيام بها على أكمل وجه.

ولفتت ” الحكيم ” إلى أنها تتعرض وغيرها لكثير من محاولات إثبات فشلها وعدم قدرتها على تحقيق ما تطمح إليه، لكنها بالرغم من كل ذلك تدعوا إلى أن تكون المرأة سنداً لنفسها بعد الله وأن لا يؤثر فيها أي انتقاد سلبي، بل تجعله نقطة انطلاقة لها، وأن تكون صاحبة القرار والعمل لأنها مخلوق عظيم تستحق المكانة العالية والمرموقة في المجتمع.

أثبتت القيادة النسوية في محافظة إب أنها لا تعرف الفشل، ولا المستحيل، وأغلب مشاريعها في مجال الصحة والتعليم العام والمشاريع الخاصة ناجحة وتحقق أرباح مهولة، وساعدها في ذلك المصداقية والانضباط الزمني واحترام العملاء، وروح الابتكار والحيوية والنشاط الدائم.