في مجلس أمي ❺ 

إب7 press

أحلام المخلافي l مقال رأي شعبي

إنها الساعة الخامسة عصرا، منزلنا مليء بالنساء، كانت أمي اليوم غاضبة جدًا، فسألتها إحدى الجالسات :

ما لش اليوم هكذا ضابحة ..؟

أجابت ممتعضة :

إبني للآن ماروح ولا جاب المصروف، وقده داري أنه مافيش صرفة تسلفتها اليوم سلف ..

ردت عليها أم الوليد :

اوه هذا اللي مزعلش شلوش لو هو صدق، ما لش زعم أنه بيده، لو تشوفي عيالي اللي يشتغل ومابش دخل واللي يدور شغل وما لاقاش واللي لقي براتب والله مايغطي حق المواصلات خليها على ربك ..

أجابتها أمي :

ااااه بس حال البلاد هذه أتعبتنا، البطالة في ازدياد والحال كل ما جت من فترة زادت سوء، صارت أهم أسباب المعاناة البحث عن كسرة خبز نسد فيها جوعنا.

شاركتها الرأي أم مروة :

والله إنه صدق ماعاد بندروش شي غير الأساسيات وما نوفرهن إلا بعد طلاع الروح.

وشاركتهن الحوار أم ابراهيم :

ايوووه عاد زوجي قال اللي بيجوه للعيادة هذه الفترة بيجوا وقد حالتهم سيئة زيادة، ولمن يسألهم ليش تأخروا في زيارة الطبيب يقولوا : والله ياولدي مامعنا حق كسرة الخبز، والمعظم يكمل بالقول ولا لقينا عمل وكأنه البلاد بما فيها لم يعد فيها وظيفة شاغرة أو حتى عمل حر ..

قالت أمي حينها :

يعني اللوم مش على ولدي فقط الحال صار حال البلاد كلها ..

الله يسخر لشبابنا، حالهم يكسر القلب.

قالت لها أم الوليد :

والله يا أختي أنه معظم حالات القتل والانتحار بين صفوف الشباب سببها البطالة، لما يكونوا يدوروا على لقمة المعيشة وعلى مستقبلهم الضايع اللي يشوفوه بين الظلام فما عاد يفكروا إلا ينتحروا وإلا من أطرف مشكلة رفعوا السلاح واتقاتلوا كأنهم يفرغوا غضبهم بشي مش داريين أنهم يزيدوا الطين بلة ..

قالت الخالة فاطمة :

حتى الغربة ماعاد تفيد، سنين مغتربين ووالله ماهم ماقد سددوا ديونهم حق قيمة الفيزة، ومش هم داريين من أين يدوا مصاريف لعائلاتهم وإلا يسددوا حق الفيزة وإلا يدفعوا حق الكفيل وإلا يرفعوا لمستقبلهم، حالهم يكسر القلب.

قالت الجدة آمان :

هيا ناهي اصه تكبروا المواضيع ذا احنا عشنا من أيام الإمامة للان ولا بيننا شي إلا أنتم يعجبكم البعسسة وكثرة الهرم، يقولك أسعى ياعبدي وأنا الرزاق، وكلوا أمركم لله وعيشوا يومكم وباكر على قادر ..

استمر النقاش بين متحسرة ومؤيدة ومنافية، ولكن جميعهن أتفقن أن نسبة البطالة أرتفعت وحال البلاد كل يوم يسوء عن ذي قبله ..