قلم أفلاطوني ( خزّن بلا خزا )

إب7 press
سماح عملاق l رأي

لقد عاد أفلاطون من “المقوات” ممتعضًا، مريضًا، ساخطا، فاستقبلتهُ ببشاشة قائلةً:

– ياحيا بالمولعي حقنا.

– أهلًا بك، هل بإمكانكِ إعارتي متفل لآخذه معي في مقيل القات العام.

– نعم وبكل سرور.

شكرني ثم حكّ ذقنته قليلًا ليهمّ بكلمةٍ ردّها من جوف حلقه؛ فسألته:

– ماذا تودّ أن تقول ياأفلا؟

– آاا لاشيء، أعيريني مناديلًا جافة من فضلك.

 

أعطيتهُ من بقالة مجاورة كرتونة كاملة من المناديل.

ليعود ويطلب مرةً أخرى:

– هلّا تدليني على مناطق يباع فيها غسول للفم، وأدوات لتنظيفه.

– نعم بالطبع، ستجد في الصيدليات الفرشاة والمعجون وغسولات مختلفة للفم، وفرشاة خاصة باللسان، وستجد عند الباعة المتجولين السواك الأخضر.

 

– ماذا عن ذلك الدبوس الخشبي الذي يضعونه بين أسنانكم بعد وجبة من اللحم؟

– ههههه نعم، اسمه الملخُخ ياأفلا، ستجده أيضا هنا أو هناك، لكن دعني أسألك، مامناسبة هذا الاهتمام المفاجئ بكل ماسبق؟.

– آااه لقد اضطربت أمعائي، وتشقلبت معدتي عشرات المرات في مدينتك الجميلة القبيحة.

– الجميلة القبيحة؟!.. مالسبب ياصديقي؟.

– لم أستطع التأقلم مع المخزنين في المقايل وعلى الطرقات وفي المنتجعات والأماكن الخلابة، إنهم قذرون جدًا، ويشوهون جمال المدينة بسلوكياتهم.

 

( غمزتُ بمشاكسة)

 

– أخبرني بصراحة هل حدثَت بعد المغازلات هنا أو هناك؟

– أتمنى ذلك، لكان يوحي بتذوقهم لمكامن الجمال مع قليل من الشقاوة أو حتى الوقاحة لايهم.

 

– إذن وضح لي، مالذي ضرب معدتك، وشقلب أمعاءك..

– ماحدث هو العكس ياحولاء، لقد تشقلبت معدتي، واضطربت أمعائي، ألا تسمعين جيدًا؟!.

 

-أوهوو لاتغضبني، مالذي أحدثه الموالعة فيك؟!.

 

– لاشيء أنيق، يحشرون تلك النبتة في جوفهم لتنتفخ أوداجهم 3D، ولايدركون قبحهم حينما يتحدثون ويتسرب اللون الأخضر من مقدمة فمهم بشكل مثير للتقزز، يتحدثون ويضحكون، ويتقهقهون بل وبعض الفنانين يغنّون وهم منتفخون كامرأة حامل في شهرها العشرين بتوأم في وجنتيها .

 

– اصمت، لقد تشقلبت معدتي، وتراقصت أمعائي، وأشعر بالاستفراغ ياقذر.

 

تشنج ورد عليّ بسرعة جنونية :

 

– أنا القذر أيتها الـقزمة، الفطساء، التي لاتُرى إلا تحت الـ”ميكرسكوب”؟!.

 

-هههه تبًا لك، هوّن قليلًا ياوغد، أنا أمزح معك وأنت جعلتني نملة.

 

– حسنًا، لابأس ببعض الدعابات، وهناك أمر آخر، لماذا لايكيّف المولعي إلا حينما يبعثر أغصان القات حواليه وتحت أقدامه كثورٍ يجلس بين الحشائش، رجال غريبون جدًا!!.

 

– إنه سر الكيف ياأفلا، وتظل عادات سيئة نتمنى أن يتخلص منها رجالنا ليصبحوا أكثر ألفةً للقلب والعين.

 

– أخبريهم أن يحافظوا على نظافة بلدهم، وألايتركوا الأماكن الطبيعية الساحرة مقلب للنفايات تحت جحورهم ولاحتى منازلهم.

 

– سمعًا وطاعة، سأخبرهم ياأفلا.

-أخبريهم سريعًا.

-حالًا، حالًا، سأخبرهم.

-اليوم تخبرينهم.

– اليوم أخبرهم.

– حسنًا.. سأذهب للمقيل الآن.

– إلى اللقاء ياعزيزي.

– إياكِ أن تنسي أن..

– (تخبريهم)..

قلناها بنفس اللحظة.