عيد الأضحى في إب ..العيد عيد العافية مش اللحمة الغالية

 

إب7 press
طاهر الزهيري

 

” هذا العيد نبصر لنا دجاج وضحينا بها، هذاك زمان كنا نعيد بثور “، هكذا يرد علينا عمرو محمد (24) سنة، بعدما سألناه عن الأضاحي، ويضيف ” لا عمل ولا شغل ولا مال وأسعار خيال وفي ارتفاع متسارع، فكيف يمكننا أن نعيد أو نشتري أضحية “.

 

فيما يخالفه الرأي من حيث السعر، حسان (36) بقوله : ” هذا العام الأسعار أفضل بكثير من العام الماضِ، وتراجعت أسعار المواشي بشكل ملحوظ، وربما قد يعود الأمر لوضع الناس المادي، وعدم شراهم للأضاحي كما كانوا سابقاً خاصة مع الارتفاع الجنوني في العام السابق”

 

ويتحدث ” مجاهد ” بائع في أحد أسواق المواشي في إب، ” السوق يبان انه راقد هذي السنة والناس بحالة، وقدهم يصبروا لما يجي العيد ويشلوا لهم لحم بالكيلو أو يشتركوا في الأضحية أكثر من أسرة، والي ما يقدر يشتري لحم يشل له دجاج وسبر عيد بلحمه أم الأضحية لمن استطاع إليها سبيلا “.

 

وفي السياق ذاته يقول ” فريد ” تاجر مواشي من إحدى مديريات إب ” المواشي يتم جلبها من مختلف قرى وأرياف مدينة إب، وبعضها من مدينة الحديدة، ويمتلئ سوق المواشي منذ بداية العشر من ذي الحجة كل عام، ويكون نسبة البيع والشراء بشكل كبير، ولكن هذا العام غير مبشر بذلك”

 

  • العيد عيد العافية مش اللحمة الغالية

 

ومع الوضع الاقتصادي للبلاد في ظل الحرب والأزمات غدت أضاحي العيد هم يثقل كاهل الناس، وفي نزولنا لبعض أسواق المواشي في محافظة إب، وجدنا سعر الخروف والماعز يتراوح ما بين 50ألف إلى 100 ألف، في حين بلغت أسعار الأثوار من 500 ألف إلى 800 ألف ريال.

 

لهذا تغيرت طقوس العيد بين الناس، ففي السابق كانت معظم الأسر يشترون الأضاحي ويتسابقون لشرائها من بداية أول العشر من ذي الحجة، بل أن بعض الناس يقوم بشراء خروفين واحد لوقوف عرفة والثاني ليوم العيد.

 

يقول فؤاد علي: ” سقى الله أيام زمان، ذلحين يا الله نفكر بتوفير الوجبات الأساسية والضرورية ونفكر بالماء بالكهرباء بالبحث عن عمل، والعيد عيد العافية مش اللحمة الغالية ”

 

فيما ماريا (22) عام تقول : ” بالنسبة للأضاحي قد الناس استبدلوها بالدجاج ولأنه عيد يشتروا دجاجة بـ 3000 ألف ريال أما اللحم الكيلو بـ 8000 ألف وما تكفي ثلاثة شباب شهيتهم مفتوحة والأثوار هذي السنة حسب ما سمعت كلام بابا وصلوا للمليون وزيادة والأسعار خيالية ولو أخذنا ربع ايش بتكفي ..؟ وخصوصًا انه في الأعياد في ضيفات وعزائم وغيره..”.

 

وتضيف: ” كنا قبل فترة ندخل صباحية العيد المطبخ مليان لحم تنظيف وتقطيع وأذكر والدتي تعصب وتنظف أما الآن يجي العيد يا الله نلاقي المصاريف الأساسية للبيت ”

 

فيما يتداول بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي، الصور والنكات الساخرة حول أضاحي العيد وارتفاع أسعارها.

 

  • مشاريع خيرية لتوزيع لحوم الأضاحي

 

توزيع لحوم الأضاحي تعد فرصة تغتنمها المنظمات والجمعيات والمبادرات الإنسانية لتساعد المحتاجين في مشاريع خيرية تبث البهجة والفرح في النفوس بالعطاء.

 

وفي لقائنا بأحد المسؤولين على مثل هذه المشاريع الخيرية لتوزيع لحوم الأضاحي، يقول ” حمزة شحرة ” :” نحن لدينا مشروع النزهة الخيري، مشروع خيري أقامه شباب منطقة النزهة في محافظة إب، الهدف منه أن يعمل هذا المشروع كحلقة وصل بين الفقراء والمساكين والأيتام والأرامل وبين فاعلي خير والميسورين من أهل المنطقة نفسها”.

 

ويضيف ” أنطلق هذا المشروع عام 2014 م وحتى عامنا هذا ومازال شباب المشروع مستمرين بفضل الله ثم بفضل فاعلي الخير، وقد تم تطوير المشروع وتوسعت حلقة الاستهداف لتشمل أجزاء كبيرة من محافظة إب، ومن ضمن هذا المشروع هو توزيع لحوم الأضاحي حيث نستهدف فيه أكثر من 600 أسرة من الاسر الفقيرة والمحتاجة والايتام والارامل، وهذا العام ضمن خطة المشروع توزيع 8 من الأثوار “.

 

 

  • تحديد أسعار بيع اللحوم ومنع ذبح إناث المواشي

 

مع اقتراب عيد الأضحى المبارك أقر لقاء موسع في إب بين مكتب الصناعة والتجارة ومكتب الزراعة والري وجمعية الجزارين بالمحافظة، لتحديد أسعار بيع اللحوم، ضمن لوائح سعرية محددة، ومناقشة الإجراءات الكفيلة بمنع ذبح إناث المواشي للحفاظ على الثروة الحيوانية وتنميتها وتشجيع تربيتها.

 

 

يبدو أن الحرب تزداد ضراوتها اقتصاديا يوما بعد آخر، إذ تجرف في طريقها افراح العيد، وابتسامات الاطفال، والسعادة التي كانت مرسومة على الوجوه الناس لتزرع عوضا عن ذلك ملامح الشقاء وعلامات البؤس، وكل يوم يمر في عداد تلك الحرب تزداد رقعة الأسى ويستشري الجوع، وكل المناسبات والافراح الدينية والاجتماعية تتحول إلى مساحات للوجع والحزن والفقدان.