قلم أفلاطوني (تفذيحة قات)

إب7 press
سماح عملاق

زارني أفلاطون في المنام دون موعد، كثّ اللحية، أشعث الشعر، مقوسًا حاجبيه ورافعًا لهما ما استطاع، فاغرًا فاهُ بشكلٍ أدهش مخدتي.

بادرني بأسئلةٍ عجيبة، وأخبرني بأنه سينغّص صفو أحلامي إن لم أوفر لها إجابةً تقنعه.

سألني كيف ينجح طلاب الثانوية، وهم لم يدرسوا أسبوعًا واحدًا طوال العام؟..

ثم استدرك سؤالهُ بسرعة خاطفة: كيف يتفوقون بتلك المعدلات الخيالية؟..

بينما فتحتُ فمي لأرد قاطعني بسؤالٍ ثالث: المعلمون.. من أين يأكلون، وهم بلا رواتب منذ سبع سنوات تقريبا،ماهي تركيبة شعبكم ليعيش دون عيش؟!..

ابتسمتُ ولم أجب فإذا به لم يأخذ نفسًا واحدًا ليلحق بسؤال آخر: أين الوسطية التعليمية يا عملاق؟!.

هذه المرة قاطعتهُ أنا بسؤالي :” ماذا تعني بذلك يا أفلاطون؟ “.

أعني أن الطالب في اللجنة الاختبارية -سابقًا- يفتح هاتفه دون مانع من اللجنة، فإذا لم يتمكن من تنزيل الصور التي تصله كنماذج للإجابة يستعين بالمراقب ليخرج بهاتفه إلى الساحة كي يلتقط الشبكة فيتخذ لأجل الطالب وضعية تمثال الحرية، ماذا يراقب المراقب بالضبط، يراقب الشبكة؟؟!..

تحدثتَ عن وسطية تعليمية، أتذكر؟

نعم نعم.. لم لا تتقنين ثقافة الحوار؛ اسمعيني حتى النهاية ياثرثارة.

(صمتُّ بخجل ثم أشرتُ إليه أن يكمل حديثه) فقال:

واليوم تتوزع عشرات النماذج للأسئلة في اللجنة الواحدة، يقلق الطالب، تنهار نفسيته بأسئلة مغلوطة أو معقدة؛ عجز عن حلها أساتذة جامعيين، وأشاروا بأنها لا تتناسب مع عقلية الطالب الذي لم يدرس أصلًا ولم يأخذ حقه في التعليم كمجايليه في الدول الأخرى!.

تنحنحتُ بإحراجٍ فإذا به يستفسر:

هل نعذر المعلم الذي يحصد ثمن الغش في اللجنة الاختبارية بدلًا عن ثمن المعلومة في الحصة، أم نعاقب الطالب الذي أهمل في وضعٍ مُهمَل فحالت الظروف بينه وبين المدرسة ثم تعرقلت سبله نحو مدرسةٍ أو معهدٍ خاص يملأ فراغ عقله؟.

أجبتُ عليه بأن الوضع أكثر تعقيدًا مما يظن..

فإذا به يلعن شيئًا ما في سره، ويتمتم بكلماتٍ لم أسمعها.

فجأةً ودون مقدمات طلب مني “تفذيحة من القات” كي ينسى بعض مايجري أمامه في اليمن ..

ضحكتُ بعلو صوتي فإذا بسكان منزلي يتوافدون إلى غرفتي بعد منتصف الليل، وبأعينٍ ناعسة فتحوا باب الغرفة، لأنكمش قبل ذلك وأدّعي النوم..

وبسم الله أُرقينا، من عين أفلاطون.