إب7 press
عمران هلال

على السفوح الشرقية الشمالية لمدينة إب تقع المقاطن، إحدى عزل مديرية ريف إب، هذه المديرية التي تحيط بعاصمة المحافظة وتطوقها كشبه جزيرة لتحاد ما يقارب التسع مديريات، شرقا الى بعدان والسبرة وشمالا الى المخادر وحبيش وغربا الى العدين وجبلة كتقسيم اداري قديم لم يفهم بعد المغزى منه والتدبير مما يجعلها الوجه الاول الذي يبين شكل المحافظة للداخل اليها او الزائر.

تبلغ تعداد سكان هذه المديرية قرابة 200 ألف نسمة تقريبا، ولعل ” المقاطن ” من أحد أجمل عزل هذه المديرية مترامية الاطراف والتوسع وتعد ايضا اكبرها.

روعة هذه العزلة تكمن في مدرجاتها الزراعية الخصيبة وفي غديق غيث الله المسكوب اليها سنويا والذي من خلاله تكتسي الارض حللا خضراء باهية تأسر الناظرين، وتصطف المدرجات الزراعية كبساط أخضر يُعد لعروس في ليلة عرسها، تخيطه فيها الشلالات الغامرة البيضاء التي تطرزه عبر انجرافها اليه من علو الجبال لتشكل واحة سماوية بديعة، جل من سواها ربي، وتتشكل بعض القرى المتناثرة هنا وهناك كحبات خرز ولؤلؤ لوحة الربانية الأنيقة شكلا ومضمونا.

ولهذا لا غريب على هذه البقعة الغناء التي تلامس عنان السماء، وتطل على شهق المدينة من علو يسر الناظرين أن تخرج الى الواقع الاجتماعي عديد الأدباء وكثير الفنانين والمبدعين والقادة والحكماء كنتاج طبيعي وحقيقي لأتحاد الماء بالتربة والسماء بالإنسان الفطري الاول.

في العزلة أمن وسكينة وريفية فارضة جذورها في اعماق الوقت والتاريخ تسرقك من كل همومك لتغرسك عنوة في تفاصيل حياة أهلها الاجتماعية اليومية، زراعة، فلاحة، جني محصول، سيول، انجرافات مطر، جدارة حقول، جداول، سقايات، صلاة، تسابيح، وطرق اسفلتيه معبده واعراف واطر تقليدية اخرى تنسيك صخب المدينة وتخرجك مغصوبا عن كل تفكير حياتي جانبي.