محافظة إب من أكثر الأماكن خصوبة في الجمهورية اليمنية وسميت باللواء الأخضر لاخضرار أراضيها على مدار العام، وتعتبر وجهه سياحية رئيسية لجمال جوها وكثرة الأراضي الزراعية.
تشتهر محافظة إب بالزراعة وكثرة أنواع المحاصيل الزراعية، وإذ تعتبر المرأة الريفية هي العامل الرئيسي في الحفاظ والعمل في الأراضي الزراعية فأنها تواجه عدة صعوبات فقد أكدت ” ط. أ ” ان الصعوبات كثيرة ولكن ما حدث لها مؤخراً كان الأكثر صعوبة بالنسبة لها.
تقول ” ط. أ “: ” ذهبت لرعي الأغنام وجمع العلف ” طعام للمواشي”، وفجأة أختل توازني وسقطت من مكان مرتفع جداً للأرض وكسرت قدمي وحصل لي رضوض في بقية جسمي فأماكن الرعي بعيدة وفي مرتفعات جبلية خطيرة”.
فيما تعلق ” سلوى محمد ” على سابقتها قائلة: ” لم يعد الامر منحصر في الاخطار الطبيعية، بل هناك صعوبات اخرى ومتعددة منها مثل شحة المياه وندرة الشتلات الزراعية ونقص كبير في الأيدي العاملة كذلك الفقر فنحن لا نملك المال لنأتي بشاقي ” عامل ” ليساعدنا على الزراعة والحراثة والصراب وغيره وكذلك لا نملك المال الكافي لشراء بعض الشتلات الزراعية وخصوصاً مع ارتفاع الأسعار ولا شراء البذور الزراعية”.
وأكملت صديقتها ” ص .ع ” مؤيدة حديث زميلتها، ” فعلاً حتى المياه نحن نذهب لـ نسأب ” يأتين بالماء من مكان لأخر حمل على الرأس “، ومن قد تطوروا يحمل الحمار الماء نيابة عنها خصوصاً في ظل غياب الرجال بالغربة سواء في المدينة للعمل او في دول أخرى فبقت الزراعة والأرض و “المرعاية “حمل على عاتقنا.
أما الحاجة دولة (كبيرة السن) ” قالت كل الصعوبات تلك نعاني منها وأكثر وفوق هذا قبل فترة وجيزة ذهبت ابنة إبني لجمع العلف (طعام للمواشي) ولسعها ثعبان ونقلت على إثر ذلك للمستوصف القريب من القرية ونجت بأعجوبة، حيث تنتشر بين الاعشاب والاشجار الكثير من الزواحف والحشرات السامة والضارة “.
أما ” س. ع ” تقول من أهم الصعوبات التي تواجهها المرأة الريفية هو ندرة المياه وندرة الارشاد الزراعي، وعدم توفر الأسمدة الكيماوية اللازمة، وكذلك غربة الزوج وتحمل المرأة كامل المسئولية في الزراعة والأرض ورعاية المنزل ورعاية المواشي، وارتفاع الأسعار وانعدام المشتقات النفطية مما يؤدي مثلاً للبحث عن الحطب لانعدام الغاز، والبحث عن الحراثة بطرق تقليدية وبأسعار مرتفعة عوضاً عن الحراثة لانعدام البترول، وايضا، ارتفاع اسعار الحراثة كانت في السابق الساعة بـ 2000 ريال والآن 6000 الف وقد تزداد، كذلك قد تتعرض بعض النساء للتحرش ويكون أكثر عرضة لهذا في مواسم الغلة اذ تكون بين الاغلال الزراعية مكان يعتبر خالي لا يسمع صوتها ولا يراها أحد وتم اغتصاب فتاة هناك قبل مدة في غلة زراعية “.
أما أم محمد فتقول: ” لقد عملنا في الزراعة لسنوات عديدة كان الأمر أكثر صعوبة من الآن فنحن من كنا نزرع ونعلف ونحطب ونقطن ونطلع الاشجار المرتفعة والطلح والطنب والعفار ونزرع ونصرب وننظف الارض ونحرق الاشواك ونقرع ” رص الحجار “،ونبروق ” وضع طريق لمياه الأمطار لنزول للأراضي الزراعية ” ونزرب ” وضع شوك حول الاراضي الزراعية خوفا من المواشي “ونسلق ونفقح “وضع شبر بين الزرعة والأخرى ” وغيرها كثر أما الآن المهمة بسيطة الآلات توفرت وكل شيء موفر ..”.
تتحرك المنظمات الداعمة للنساء الريف وللزراعة ببطء شديد، وفي حالة حالفت احدى المناطق الزراعية برامج تمويل فأنها توجه للرجال الذين لا يكترثون للعمل ويتركون امر المنازل والاراضي الزراعية للنساء.
كل هذا وأكثر جزء من معاناة المرأة في ريف إب، والبعض أكتفين بالقول الحياة صعبة حد قولهن وهن قد خلقهن الله للشقاء، لذا فلا جدوى من الشكوى او البوح بلا فائدة.