رحلة في ربوع مديرية بعدان الساحرة

إب7 press
بغداد المرادي

حين يكون التفكير والتصميم على وجهة واحدة ومكان واحد لأشخاص جمعتهم محبة عمل واحد وانتماء واحد وهدف وغاية واحدة عندها تتولد مكامن الجمال والأناقة والبهاء في ذلك المكان بكل تفاصيله.

قرر فريق صحيفة ” إب7 “press بجميع طاقمها الفني والإداري، وبتنسيق مسبق واتفاق على تحديد وجهة معينة للالتقاء وعمل رحلة عيدية وإن كانت متأخرة نوعاً ما إلا أنها كانت من أجمل اللحظات منذ الانطلاقة الأولى وحتى العودة ومغادرة ذلك المكان.

  • الوجهة

لقد كانت الوجهة صوب مديرية “بعدان” التابعة إدارياً لمحافظة إب، والتي تشترك في عدة مناطق مع مديرية ريف إب، وقد كانت وجهتنا منطقة ريمان قرى “منزل موسى وحصن خشافة “، استغرقت رحلتنا بين ربوع المديريتين ما يقرب عن أثني عشرة ساعة، منذ بواكير الصباح وساعاته الأولى وحتى مغرب ذلك اليوم المليء بالمغامرات والمفاجئات والإندهاشات والمرح والضحك وبجهة النفس وسرورها بما يليق بيوم عظيم كهذا.

  • التجهيزات

كانت الإدارة على قدر المسؤولية حيث قامت بتجهيز المخيمات وأدوات الطبخ والبرنامج الثقافي، وكافة وسائل المتعة والتشويق، بالإضافة إلى أهم أهداف الرحلة والمتمثل بالتبادل الفكري والمعرفي والخبرات العملية التي سيكون لها مردود من حيث التألق والإبداع في قادم الأيام.

  • الخروج

تمام الساعة السادسة والنصف صباحاً كان الفريق قد لبى النداء وفقا للبرنامج المعد مسبقا، وفي انتظار باصات الرحلة للوقوف أمام منازلهم حتى تأتي لأخذهم.

  • نقطة الالتقاء

تحرك الجميع من أحياء وحارات المدينة على متن باصات الرحلة إلى نقطة الالتقاء، والتي كانت أحد مطاعم المدينة، حيث تناول الجميع وجبة الإفطار.

  • الانطلاق

عقب تناول الجميع وجبة الإفطار انطلقت باصات الرحلة تسابق خيوط الشمس، التي ربما غالبها النعاس، ليستهل الجميع الرحلة عبر جبل بعدان الشامخ والمطل على مدينة إب، مكسوا بالخضرة وبشلالات الماء وخيوطه المنبجسة من كل ركن وزاوية، دلف الجميع قرى منزل موسى، واستقر المقام في وادي صن خشافة، حيث استوقفنا بترحاب وحفاوة بعضا من أهالي أحد الزملاء القاطنين في تلك المنطقة، وعرضوا علينا النزول والمكوث في ضيافتهم إلا أننا آثارنا المضي قدماً نحو منطقة المخيم بالقرب من هدير المياه وانسدال الخضرة.

  • أماكن الرحلة

توقف بنا الحال بموقع ثري بجودة خيالية يكاد يكون قطعة من الجنة على أرضه لننعم بهدوء واستقرار نفسي نسبياً لسويعات تكون فيها من الذكرى ما لا يمحى ولن ينسى فبالجوار جدول مائي صغير أسفل قرى منزل موسى وحصن خشافة ما يعرف عندنا باسم ” السائلة”،  صوت هدير الماء المنزلق من اتجاهات مختلفة لهذه السائلة تمكنا من قضاء وقت ممتع ومفيد للغاية، لننصب خيامنا في تلك اللوحة الزخرفية الغناء، وما أن بدأنا بترتيب المكان، حتى داهمتنا حملقة واندهاش وجوه الأطفال والفتيات المتواجدات هناك، واللواتي أجبرتهم الحياة على تحمل مشاقها ومتاعبها في جلب الماء ورعي الأغنام والماعز والبقر والحمير .

  • وجبة الغداء

شرعنا وضمن فريق واحد في إعداد الطعام، وبصحبة ومساعدة أولئك الأطفال بكل رحابة صدر وبراءة وطفولة بسيطة، وقد أحضروا كل ما نحتاج اليه، وما كان ينقصنا إشعال ” الفحم “، وقد واجهنا صعوبة في جمع الحطب اليابس، والذي كان الوسيلة الوحيدة التي استطعنا من خلالها طهي الطعام وشوائه.

  • المطر والبحث عن مكان آخر

عند وصولنا إلى نهاية الطبخ كانت الغيمات تتسارع لحصارنا، فهناك المكان خطر، كونه يعد ممرا مائيا يجرف في طريقه كل شيء، حملنا أمتعتنا واغراضنا بغية البحث عن مكان آخر أكثر جمالاً وجاذبية وامان من الأمطار الغزيرة.

حطت رحالنا على واحة أخرى خضراء محفوفة بجبال من جوانبها مزروعة فيها بيوت ساكنيها، وهم أرق قلوبا وألين أفئدة، وقد تناولنا فيها وجبة الغداء بشهية ونكهة الريف اليمني والشعور بالراحة النفسية والاسترخاء، ويعرف هذا المكان باسم “الجرين” أو ” الصلبة ” على أطرافها ثمة نائمون منذ فترة طويلة ومنهم لا يزال حديث عهد ذلك المكان ألقينا عليهم التحايا ودعوات بالرحمة والغفران.

  • الاجتماع.. والمناقشة

عقب وجبة الغداء دشن طاهر الزهيري رئيس التحرير ، برنامج الرحلة بكلمة ترحيبية بالحاضرين، وقدم شرحا مطولا لطبيعة المرحلة والسلامة الجسدية، وذكر ملاحظات حول ما يتناسب مع العمل الصحافي والتعاوني المشترك واختممه نشوان النظاري مدير التحرير، بلمحة استعراضية للإدارة والتكاليف المناطة لكل عضو مع مداخلات ومناقشات لعدة مواضيع ذات صلة بما يخص ويهم الصحيفة، وقد تم الاتفاق عليها، وتنفيذها بقادم الأيام، وتخلل البرنامج أطروحات واقتراحات وكلمات من كافة الفريق.

أعقب ذلك توزيع الهدايا وتعبئة النموذج الخاص ببرنامج الرحلة وتدوين الانطباع الخاص بكل عضو.

  • انطباع

غادرنا ذلك المكان ولسان حالنا يقول ترى إلى متى العودة، وشعورنا أن الوقت السعيد يمضي بلمح البصر دونما شعور به، وعلى الرغم أنه الوقت نفسه إلا أنها اعتقادات في النفس لانتقاد الوقت الذي رأينا فيه سعادة ربما لا نراها كل يوم بهذه البهجة والسرور في محيا كلا منا.

فسلاماً على إب وعلى بعدان وأهلها وقراها وطرقاتها المتعبة وقطرات الله الماطرة عليها لتزينها وتكسوها خضرة تسحر بها أعيننا وتلهي أفئدتنا بسحرها وجمال طبيعتها الخلابة.