#بوح_اليَاسّمين
لسيدة كانت هنا..
إب 7 برس Ibb7press
بغداد المرادي | رأي
فتشت في قلبي الضعيف عن ندبة اوجعتني ذات مساء ولم تبارح الوجع، بحث فيه الليلة عن تلك السيدة التي دونت على تقاسيم الرصيف حضورا يليق بأنثى نادرة من إب.
تقف بالقرب من مطعم يقدم الوجبات الشعبية من قبيل الظهيرة وحتى تفرغ من بيع ما بحوزتها من أرغفة تقوم هي بإعدادها في المنزل، ويقبل المواطنين على شرائها بنهم غريب.
تلك السيدة تعول أسرة كبيرة، وتكافح من أجل استمرار أبناءها في التعليم بالمدارس والجامعات، وها هي تغيب في ظروف مبهمة وأخشى أن يكون قد أصابها مكروه.
يعجبني بتلك السيدة ثقتها بنفسها، رفضت التسول وواجهت المجتمع، وفي عمق سوق يشكل الغالبية فيه رجال، بل لعلها الأنثى الوحيدة وبعض المتسولات، تقف بشموخ لعرض الارغفة اللذيذة وتمارس مهنة هي تاج على رؤوسنا.
بالنسبة لي هذه السيدة مدرسة، ونهج حياة، وقدوة مجتمع، وكل يوم اعبر من أمامها أشعر بالقوة، تمنحني على الدوام الكبرياء والثقة والعيش النظيف والمحترم.
منذ شهر تقريبا والمكان مهجور، يضج السوق ويصمت ذلك المكان، وأشعر بالخسارة الحقيقية، الخسارة التي سلبت مني نموذجا كنت اتحدي بسيرته الكون، ولقد سلبتها ذات لقاءات متقطعة الكثير من تفاصيل حياتها التي وإن كان الشقاء يغلب عليها لكن كفاحها كان ضوء يمنحنا نحن الفتيات جسارة المضي صوب المستقبل بعزيمة وهمة وخطى ثابتة.
اتمنى أن تكون بخير.. أتمنى ذلك بحق.