#بوح_اليَاسّمين

الزوجة الثانية…!

إب 7 برس Ibb7press
بغداد المرادي | رأي

تعددت شكوى النساء من ازواجهن وتعددت بذلك صنوف الشكاوى ما بين ظلم، وهجر، واعتداء، وقهر، وعنف بمختلف اشكاله: جسدي، جنسي، لفظي ونحوه، وفي الآونة الاخيرة نرى قتلا للمرأة بدم بارد من قبل زوجها أو أحد اقاربها، وللأسف بمختلف الطرق إما ذبحا، أو ضربا حتى الموت.

أيما امرأة طالبت بحقوقها الشرعية الطبيعية -بحسن المعاشرة وطيب العيش مع من اختاره الله لها ليكملا الحياة معا بحلوها ومرها- وصفت تلك المرأة بالنشاز والانحلال وذات نزعة استقلالية لا ترقى الى العيش بمجتمع محافظ ومتدين وقبلي.

وهذا التدين والحفاظ ليس سوى نظرة قاصرة وقاهرة للمرأة على اعتبار أنها امرأة وحسب، لا تملك من أمرها شيئاً، وإن كانت مطالبها على الأغلب للصالح العام وما يخدم مصلحة الاسرة الصغيرة التي تبنيها جاهدة ومحاولة بذلك إرضاء الزوج والولد والأهل، الذين في المحصلة لا يزدادون سوى تهميشا وكبحا لأبسط حقوقها.

أتحدث هنا وانا ما أزال في نطاق المرأة والزوجة الواحدة فما بلك بالزوجة الثانية…؟!  مهضومة الحقوق والواجبات مسلوبة الإرادة فقط لأنها قبلت بمتزوج لا تزال على ذمته الأولى حسب قولهم “أم أولاده”، لا ضير في ذلك ما دام الشرع حقق له تلك الغاية وما دام قد أقدم عليها مراعيا بذلك مواضع العدل والانصاف بين الزوجتين فهو حق شرعي لا يختلف عليه اثنان.

من جهة أخرى عندما تسيطر المرأة الثانية على الزوج لا سيما إن كانت ما تزال في أوج شبابها فإن ظلما فادحا سينزل في حق المرأة الأولى، بل أنها تُحال على المعاش باكرا، وينسى الرجل عمر قضاه بين ذراعيها ليذهب خلف الأخرى مخلفا وراءه جوقة اطفال وزواجه اقل توصيف ناعم بحقها ” شغاله”.

في مجتمع يسوده الغريزة الجنسية أكثر من العدالة-إلا من رحم ربك- فلن ترى أكثر النساء ولو حرصت بآمنات مطمئنات لمستقبلهن المجهول ما دامت تلك النظرة للزوجة الثانية تأتي لعدم استقرار نفسي مع الزوجة الأولى فبذاك يعوض ما فقده فيها بأخرى مع عدم الأخذ بالعدل والمساواة متناسياً الشِق المائل يوم تسود فيه وجوه وتبيض وجوه.

{ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم فلا تميلوا كل الميل فتذروها كالمعلقة وإن تصلحوا وتتقوا فإن الله كان غفوراً رحيماً}. النساء (129)