100 ساعة من انقطاع خدمة الإنترنت،،

العودة إلى حضن الأسرة والحياة البسيطة

إب7برس Ibb7press
طاهر الزهيري – نشوان النظاري

عادت خدمة الإنترنت قبل ساعات في محافظة إب وبقية محافظات الجمهورية بشكل تدريجي بعد توقف تام دام لأكثر من 100 ساعة، وخلال فترة التوقف شهد المجتمع بالمحافظة تغير جذري في نمط الحياة الاعتيادية، واختلاف كبير في مسار الحركة اليومية، وتبدل كامل في إطار الاهتمامات والشغف والمتعة وكذلك العمل والمسؤوليات والالتزامات العامة.

عزف المواطنون عن الأجهزة الإلكترونية المرتبطة بالشبكة العنكبوتية، وعادوا إلى الحياة البسيطة، حيث الدفء الأسري، والجلوس بحضرة الزوجة والابناء، لكن بالمقابل هناك مؤسسات ومحلات وأغلقت وتعرضت مكاتب خدمية لخسائر فادحة، ناهيك عن توقف الأعمال والاجتماعات اليومية.

  • خسارة فادحة

يقول “صلاح – 32 عام “، يعمل في مجال التصميم الالكتروني ،: ” أنا عملي كله بالنت وتأثرت كثيرا بانقطاعه، كوني مصمم واشتغل لأشخاص وجهات خارجية، ولدي أعمال معلقة بوقت، لذلك أعتقد خسرتها بسبب الموعد لانقطاع الانترنت في موعد أيام تسليمها”

ويؤيده في ذلك ” خالد علي – 34″، صاحب شبكة نت، حيث يقول إنه تكبد خسائر فادحة جراء انقطاع الإنترنت، فقد كان دخله يغطي احتياجاته واسرته، لكن الانقطاع سبب له زيادة في حجم الديون.

  • جلسات زمان

فيما تختلف وجهة نظر “أم سارة – 36عام ” كثيرا عن رأي “صلاح” حيث تقول: “أجمل ما حصل.. أني أخيرا شفت أولادي، وشافوني وجلسنا سويا جلسات زمان، بدون جوالات ولا ايبادات، وبدونا كأننا نتعارف لأول مرة “.

 

  • العودة للقراءة

يرى ” صفوت محمد 29 عام “أن انقطاع النت جعله يقرأ الكثير من الكتب، حيث عاد، حسب قوله، اقرا بحب وشغف للقراءة، كما أكد أنه ولأول مرة شعر بالوقت وعرف حجمه وأهميته ومدى ضياع الوقت في وجود الإنترنت”.

  • الجامعات

واجه طلاب الجامعة إشكالية معقدة جراء توقف الانترنت حيث انعدمت المعلومة كليا، وازدحمت مكتبات الجامعة المركزية التي كانت تشهد قفرة غير معهودة لسنوات خلت، وشكل الأمر هاجسا مخيفا لدى أولئك الطلبة لا سيما بعد تفشي إشاعة استمرار الانقطاع لفترة 40 يوم.

  • ربة بيت من الطراز الرفيع

تتحدث ناشطة على منصات التواصل الاجتماعي ” سامية – 33عام ” عن اهتماماتها الجديدة بعد توقف خدمة الإنترنت، حيث قامت بتنظيف البيت واعادت ترتيب المطبخ وغيرت تصميم الغرف والصالة وعملت ما لم تعمله خلال سنة، لتكتشف أنها ربت بيت من الطراز الرفيع.

  • اكتشاف الإدمان

فيما يرى ” هيثم سامي – 28عام” أنه تعرض لما يشبه الحالة النفسية،  واكتشف كم أنه مدمن للإنترنت، حسب قوله، لكنه أضاف ”  لكن في نفس الوقت عملي كله مربوط فيه كوني أعمل في التسويق والبيع الإلكتروني “.

  • ساعات قلقة

صباح الأمس أعلنت وزارة الاتصالات عن عودة خدمة الإنترنت خلال ساعات، الأمر الذي أثار استنفار كافة المواطنين، وجعلهم رهن العودة التي طالت كثيرا لتتجاوز منتصف الليل، وما إن عادت الخدمة تدريجيا حتى غصت مواقع التواصل الاجتماعي بالمئات من المنشورات في آن واحد، لتثبت إلى أي مدى كان المواطن في أشد الاحتياج إلى تلك الخدمة.

 

  • شغف العودة

منذ فجر اليوم والحياة العامة عادت إلى طبيعتها، ونشر رواد منصات مواقع التواصل الاجتماعي الكثير من المنشورات الساخرة والمعبرة عن أهمية خدمة الإنترنت، والاحتياج المُلِح لها، فيما البعض الآخر وثق عزلته في الفترة الماضية، وتحدث عن الوضع الطارئ وكأنه استثناء لوضع ثابت وخدمة لا يمكن الاستغناء عنها.

 

انقطاع شبكة الإنترنت في الأيام القليلة الماضية أكد فيما لا يدع مجالا للشك، أن لا استغناء عن منصات التواصل الاجتماعي وخدمات الإنترنت، مهما شكلت عزلة مجتمعية وابعدت الكثير عن الحياة البسيطة، إذ أن عدم وجودها يشكل فارق كبير، وهوة سحيقة، فالمجتمع بات يعتمد اعتمادا كليا في أداء عمل وتواصله الشخصي على شبكات الإنترنت.