من طريق الموت إلى مارثون الحياة..
” إب7 press ” تواصل تتبع مسار المهاجر الغير نظامي فهد من مدينة إب باليمن إلى الإتحاد الأوربي مرورا بثماني دول
إب7 press
بعث المهاجر ” فهد ” رسالة عبر منصة “إب7 press” لجميع أصدقاؤه وأقاربه في محافظة إب، تختزل تفاصيل هجرته الغير نظامية من مدينة إب وحتى استقراره بإحدى دول الإتحاد الأوربي بعد معاناه قضاها تهريبا لأشهر عبر 8 دول.
وعبر فهد في رسالته عن بالغ شكره لكل من ساعده أو وقف إلى جواره ” لا أعرف كيف اشكر الناس الذي وقفت معي وكيف أضع عيني بعيونهم يوما من الأيام أو كيف أرد لكم الجميل حملتموني حمل ثقيل، ولا أدري كيف أرد لكم الجميل، مدين لكم بحياتي اقسم على ذلك“.
واضاف ” أول مرة في حياتي انا عاجز عن التعبير، عاجز عن الكتابة، لا كلام يصف الشعور لحظة التقاط هذه الصورة ونحن ندخل أول قرية حدودية في النمسا، وهي بكامل زينتها فهذا موسم الأعياد تشعر كأنك بطل خارق وصل لخط النهاية بعد المشاركة في مارثون عالمي (مارثون الحياة )“.
وتحدث فهد عن معاناته وزملائه أثناء هجرتهم الغير نظامية ” لقد خضنا تجربة صعبة من أجل الحياة وتحقيق أحلامنا، فبعد الصراع الطويل مع حرس الحدود المجري، وبعد أن ظلينا أربعة أيام لا نذوق النوم سوى لدقائق من شدة البرد ويومين بدون أكل وحتى الماء تجمد في القناني الذي معنا ولم نكن قادرين على إشعال النار حتى لا يكشفونا من الدخان“.
ويكمل تفاصيل عبوره الذي وثقه بنفسه وسينشر كل ذلك عندما تسنح له الفرصة، ” أوصلنا المهرب الذي كان يقود بسرعة جنونية، وصلت إلى 230 كيلو متر حتى بلغنا الحدود النمساوية الهنجارية، وصعدنا جبل شاهق، ونفر للنجاة با أرواحنا باتجاه حدود النمسا ولا يمكن وصف لحظة فتح خرائط جوجل وترى أنك بداخل الإتحاد الأوروبي بعد أنا مررت بما يقارب ثمان دول “.
ويصف فهد مغامرته وهجرته ” كانت رحلة طويلة ومضنية، رحلة وتجربة غيرت فيني كل شيء، رحلة جعلتني أدرك نعمة كل شيء، رحلة بحث فيها عن الحياة في قلب الموت، رحلة ومسئولية كبيرة كانت على عاتقي لأني كنت قائد ال GPS لكل الأشخاص الذي كانوا معي في هجرة اليونان والبانيا وغيرها وكنت سبب في إيصالهم”.
وبفضل الله لم نته بين الغابات والجبال الشاسعة المساحة، لدرجة أني تلقيت عروضا للعمل مع مهربين في صربيا حتى أقوم بإيصال ركابهم إلى سيارات التحميل، وهذا ما لم أقبله على نفسي حتى لو مت في صربيا الكئيبة، ولكن هذا ما ساعدني لأدفع نصف مبلغ التهريب لأني لم أتمكن من جمعه كاملا منذ أن كنت في اليمن“.
ويوضح الأسباب التي أدت به الهجرة الغير نظامية ” الهجرة كان قرار مصيري ولدي أسباب خاصة ومصيرية، فلا أحد يعلم ماذا حصل معي، وكم صدمة وموقف حصل معي، حتى أقدمت على تجربة مثل هذه، والآن الحمدالله.. الحمدالله بهذا وصلت لنهاية الرحلة وبداية رحلة أخرى لإثبات الوجود”.
واختتم رسالته ” اعتذار لكل شخص ما عرفت أرد عليه، بسبب أن النت دولي ويا دوب يكفي لفتح ال GPS، شكرا لمشاعركم الطيبة وسامحوني، وفي الأخير نصيحة للشباب أين كان حلمك لا تيأس أبدا وقاتل بكل ما أوتيت من قوة ولا تتردد بطلب المساعدة”.
يذكر أن منصة “إب7 press” كانت قد نشرت قصة فهد ومعاناته في صربيا وأوصلت رسالته إلى كافة أبناء المحافظة، ما حدى بالكثير منهم بالتواصل معه، ومحاولة مساعدته ومساندته للنجاة بحياته، لكنه أستمر في إصراره حتى عبر واستقر به المقام في إحدى الدول الأوربية