“تخلى عني زوجي وتبعه ولدي ومن ثم أصبتُ بالسرطان ”

إب7 press
أحلام المخلافي

 

أم إبراهيم امرأة في نهاية عقدها الرابع.. وصفت في الحي الذي تسكنه بـ امرأة تعادل 100 رجل

وهذا ما جعلنا نبحث عنها لنصل إليها وفور وصولنا لها استقبلتنا ابنتها الشيماء ودعتنا للدخول إلى المنزل

بعد الترحيب تعرفنا على بعضنا فقالت: أنا ” ب. ن ” معروفة بـ أم إبراهيم عمري 48 عام، لستُ متزوجة ولا مطلقة ولا أرملة، أكملت مقهقه بالضحك بعد رأت علامات الاستغراب على ملامحي فقالت زوجي تركني منذ 23 عام كنتُ لازلتُ في بداية عمري تزوجته وعمري 13 عام أنجبتُ منه 5 أولاد وبنت أصغرهم الشيماء وأكبرهم إبراهيم

أكملت مجيبة عن سؤالي الذي كان ما سبب ترك زوجكِ لكِ: تركني دون سبب فقط قال يريد أن يعود لحياة العزوبية وكما أسمع أنه مقيم في إحدى الفنادق ولا يهمني أمره، فـ أنا كرستُ حياتي لـ أولادي وذقتُ المر في تعليمهم بل وعانيت عانيت الكثير لأجلهم

أكملت والدمع متحجر في عينيها: درستهم وزوجتُ إبراهيم وخطبتُ لـ أخويه، بنيت منزلي هذا كنتُ أحمل الحجار والبُلك والنيس والأسمنت على ظهري وعملتُ في المنازل لكي أوفر أجرة العاملين وأما الأرض فشريتها بعد أن بعتُ ذهبي، بعدها زوجتُ ولدي، ولدي العاصي الذي منذ زواجه تغير وطلب مني أن أقسم منزلي لي وله ولزوجته ووافقتُ ومطبخنا مشترك ولكن يطبخون لهما منفردين ويأخذوا الأكل ويذهبون لغرفتهم وأنا وأخته وأخويه الصغيرين نتضور جوع.. لا علينا من هذا فكل واحد سيسقى بما سقى يا بنتي..

مرت الأيام وتليها السنين وأصيبت الحجة أم إبراهيم بسرطان الثدي، لم أذهب للفحص ولم تعلم ما الذي كان يحصل لها، حتى تعبت وزاد تعبها، فقاما ولديها بمساعدة فاعلي الخير بأخذها للمشفى

فقالت عن معاناة مرضها: تخلى عني زوجي وتبعه ولدي ومن ثم أصبتُ بالسرطان فمرضت ما يقارب سنة كنت أعاني من خروج شيء لزج بعض الشيء لونه أحمر يخرج من ثديي، كبر حجم أحد ثديي وكان الجزء العلوي منه شديد الاحمرار وفيه بعض من التجاعيد، كنتُ في البداية لا أشعر بالألم ولكن مع مرور الوقت كان يأتيني ألم غريب ونغزات شديدة على ثديي، حتى قمنا بالفحص وقيل بأني مصابة بسرطان الثدي وفي مرحلة متقدمة ويجب استئصاله

أكملت حديثها وهي تتحسس صدرها مشيرة لي بأنه تم استئصاله: بعدها قاموا فاعلي الخير بمساعدتي وخصوصًا من عملتُ على خدمتهم جزاهم الله خيرًا قاموا بتجهيز أوراقي وسافرتُ مصر وتم استئصاله الحمدالله على كل حال، وها أنا ذا نصف امرأة ولكني بقوة 100 رجل المهم بقيتُ في مصر شهر كامل وعدتُ حينها إلى هنا وعدتُ لحياتي كما كنتُ في السابق، نعم لو ما حدث لي كان حدث لرجل ربما لما نجح في رعاية أطفاله ولن يستطيع الحفاظ عليهم ولا تحمل أوجاع الحياة بدون شريك. عانيتُ وعانيتُ وعانيتُ الكثير ولابد بأني سأعاني كثيرًا ولكني راضية بما يحكمه الله..

تابعت حديثها والدموع تختنق في عينيها: صدقيني يا ابنتي أن كل ما مررت به لا يؤلمني بقدر ألمي من ولدي الذي حملته في بطني 9 أشهر وعانيت لأجله ما عانيت وتخلى عني في عز حاجتي له

بقينا معها وقت لا بأس به تعرفنا عليها وكانت رغم ما عانته إلا أنها فرفوشه وضحوكة وتبث الأمل فيمن حولها

أما عن نصيحتها التي قدمتها بسبب مرضها فتقول: أنصح أي فتاة أو امرأة تشعر بأن هنالك تغير او وجع بثديها بزيارة الطبيبة ومحاولة معرفة السبب لكي لاتصل لمرحلة صعبة فتضطر لاستئصاله، فالكشف المبكر كما قالوا لي كان سيفرق كثيراً، ولكن لا أقول الآن إلا قدر الله وما شاء فعل.