شجرة دم الأخوين همزة وصل بين محافظتي إب وسقطرة

 

أحلام المخلافي إب7 press
سعد عبدالسلام قشن برس

تعد شجرة دم الأخوين أحد الأشجار النادر من فصيلة الدرسينات والتي تتوطن في محافظة أرخبيل سقطرى كما تعد من الأشجار المعمرة والتي يتجاوز عمرها السبع مائة عام. 

وتحمل هذه الشجرة الكثير من الأساطير والعجائب، ولها حضور في كافة الجغرافيا اليمنية، كما أن صورتها منحوتة على العملات النقدية المعدنية والورقية، ولها في كل محافظة العديد من القصص والأساطير، وهذا ما شجع منصة ” قشن برس”،  و” إب7 press ” أن تنفذا تعاونا مشتركا بينهما لإنتاج هذه المادة التي بين أيديكم، والتي تسلط الضوء على هذه الشجرة النادرة ومعرفة الكثير عنها ضمن حدود المنصتين الجغرافية.

تتواجد شجرة دم الأخوين في المرتفعات الجبلية من الجغرافية السقطرية وتعد المرتفعات الجبلية ذات التضاريس الباردة موطن لنمو وتكاثر تلك الشجرة.

تشكل شجرة دم الأخوين رمزية ومكانة كبيرة لدى المجتمع السقطري خصوصاً واليمن عموماً حيث تعد رمزا من رموز السياحية اليمنية، بل أن شهرتها العالمية جعلها تدخل في كثير من الشعارات البيئية والسياحية.

 

وفي محافظة إب على وجه الخصوص تعتبر شجرة دم الأخوين رمزا دوائيا، ولها ارتباطات وجدانية في مخيلة الناس بالمحافظة، فبالإضافة إلى فوائدها الطبية هناك من يتبرك بها ويستعملها في أغراض علاجية أخرى.

 

 

  • مواصفاتها

يضيف شكلها الجمالي الذي يشبه المظلة الكبيرة التي تتجاوز قطرها الخمسة مترات أهمية سياحية لتلك الشجرة، ففي الوقت الذي يقصدها السياح للتعرف عليها لا يستغني أيضاً أحد من الاسترخاء بظل رأسها الدائري والهرمي المعكوس، والذي أضاف ميزة لتلك الشجرة حيث يعمل على إسقاط الهواء وتوجيهه إلى الأسفل، الأمر الذي يزيد الزوار والمستظلين بظلها حبا ومتعة.

ويستمتع العديد من الزوار وأبناء المنطقة في الجلوس بجوار تلك الشجرة العجيبة والاستمتاع لأوقات طويلة بتلك النسمات الطبيعية الباردة، وبتلك الإطلالة من على قمم الجبال التي تتخذ الشجرة منها موطناً تطل به على السهول والوديان ما جعل منها تبدو وكأنها ملكة الطبيعة.

  • نموها

تعد شجرة دم الأخوين من الأشجار البطيئة النمو وبحسب خبراء وباحثين بيئيين فإن بذرة شجرة دم الأخوين تستغرق 45 يوما حتى تبدأ بالظهور، وذات الأمر يؤكده لنا العم أديب، العامل في الاعتناء بالأشجار النادرة، منها دم الأخوين، حيث يقول إن شتلات شجرة دم الأخوين تتطلب عناية واهتمام شديد وتتطلب الصبر في زراعتها لبطيء نموها، مؤكدا أن معدل نمو الشجرة في العام لا يتجاوز 5سم.

ويعد العم ” أديب ” المهتم الوحيد في زراعة شتلات دم الأخوين بعد خلو الطبيعة من تلك الشتلات، بسبب الرعي السائب الذي جعل المواشي والحيوانات العلفية تلتهم الأشجار الصغيرة منها وجعل هذه الشجرة من الأشجار المهددة بالانقراض. 

  • فوائدها واستخداماتها

هناك فوائد كثيرة لشجرة دم الأخوين كما لها استخدامات شعبية عديدة سواءً في سقطرى أو غيرها من المحافظات اليمنية.

فالكثير من أبناء محافظة إب يعدون هذه الشجرة علاج للنزيف الذي يحدث لنساء غالباً أثناء الدورة الشهرية، وكذلك تعمل على إيقاف نزيف الأنف، وكانت تستخدم في السابق للجراح، فهي تساعد على التئام الجراح وتجلط الدم.

 

كما تستخدم في نفس المحافظة كمنظف جيد للأسنان، حيث يحافظ على صفائها، ويطهر اللثة ويمنع التسوس، ويساعد على تسكين آلام الأسنان الشديدة، فإنهم كذلك يتبركون بتلك الشجرة أو بجزء منها إلى الأولياء ( قبور لشخصيات دينية يعدها الناس بالأرياف مباركة”،  ويقومون بمزجها مع البخور والتبخر بها لفك الطلاسم السحرية).

من ناحية أخرى يقول العم طانوف، أحد الأطباء الشعبيين البارزين في سقطرى، والذي يقوم بالمعالجة بالأعشاب، إن شجرة دم الأخوين لها استخدامات عده، حيث تستخدم في تجميل الوجه، ويستخدم فصوصها المكونة من ماء الشجرة بعد أن تجمد على شكل فصوص وتم طحنها وإضافة إليه نسبة من الماء فإنه يعمل على تبييض البشرة ويزيل الكلف كما تستخدم في تزين وصياغة والنقش على الأواني الفخارية كما تدخل في وصفات علاجية لعدد من الأمراض منها إيقاف النزيف لدى النساء كما تساهم في تفتيت حصوات الكلى.

فيما الحاج  علي ” كان يمتلك محل للعطارة سابقًا في مدينة إب ” يقول بأن شجرة دم الأخوين كان عليها طلب كبير فهي مضاد ممتاز لأوجاع المعدة وحموضتها وكما يساعد على قتل الديدان الطفيلية كما تطلبها النساء من أجل فاعليتها بجمال البشرة ونظارتها، واستطرد قائلا :”يمنع استخدام المرأة الحامل لهذه النبتة وذلك لأنها تسبب الإجهاض”.

ويضيف محمد الحبيشي، صيدلاني قديم في مديرية ريف إب، أن هذه الشجرة كانت تلقى رواجا كبيرا فيما مضى، لكن صعوبة وصولها في السنوات الأخيرة وزيادة سعرها الباهظ أصبح الطلب عليها نادرا، فاضطر الناس للرجوع للعقاقير الكيميائية فيما البعض في الطب الشعبي ما يزال يعتمد عليها برغم كل الصعوبات.

  • المخاطر التي تواجهها شجرة دم الأخوين

تحيط بشجرة دم الأخوين مخاطر عديدة ما جعلتها من الأشجار المهددة بالانقراض، حيث يشكل الرعي السائب أحد أخطر المهددات، لأن الحيوانات العلفية تقوم بالقضاء عليها، وأكل الأشجار الصغيرة ما جعل مستوطنات دم الأخوين خالية تماماً من الشتلات الصغيرة وتعد سقطرى من مناطق التي يكون الرعي فيها سائبا، وذلك لخلوها من المفترسات، الأمر الذي يجعل المواطنون يتركون اغنامهم سائبة في الجبال، ثم يذهبون إليها أوقات الحاجة لأخذ البانها أو ما يحتاجونه ويتركونها تعبث بأندر محمية بالجزيرة العربية.

 

يضاف إلى ذلك الأعاصير التي شهدتها سقطرى مؤخراً، والتي قامت بتدمير أعداد كبيرة من أشجار دم الأخوين المعمرة، فهناك محميات تجاوزت فيه أشجار دم الأخوين المدمرة النصف بحسب ما أفاده أهالي تلك المناطق لنا، وتزداد نسبة الأشجار المدمرة من دم الأخوين في الاتجاه الشرقي من جزيرة سقطرى.

 

بالرغم من أهمية هذه الشجرة وفرادتها حتى أنه يقال إن هناك عدة دول فشلت في نقلها أو زراعتها في أرضها، وأن هناك فوائد عدة لهذه الشجرة، إلا أنها لم تحصل على وسائل المحافظة التي تستحقه، حيث تحظى بطلب شديد من أبناء سقطرى واليمن وكذلك دول الخليج كالسعودية وعمان والإمارات للعلاج من عدة أمراض.