قلم أفلاطوني ( أطفال يبيعون أحلامهم )
إب7 press
أحلام المخلافي
خرجنا من المشفى بعد مرور وقت لا بأس به ..
– أفلاطون هيا ما بك إلى ماذا تنظر ..؟
● انظري يا عزيزتي فتاة صغيرة تعمل ..؟!!!!!
– اه نعم تعمل هيا لنذهب ..
● نذهب ..؟
ألم يشدك الأمر طفلة صغيرة تبتاع بضع من الحلوى بدلًا من أن تذهب لتشتريها وتأكل ..؟!
– أوه أفلا أرجوك لا تقول بأنك تفاجأت هناك صغيرات أصغر منها يعملن ويبحثن عن جمع الريالات لشراء جزء من احتياجاتهن اليومية ..
● مااااااذا ..؟!!
أصغر منها إنك أشد جنونًا من صديقتك تبًا ..!
طفلة لا تتجاوز الـ 12 عام وتقولي هناك أصغر منها يعملن ماهذا الجنون ..؟!!
– أشرت له بيدي لفتاة أصغر منها سنًِا وشكلًا وقلت :
هذه احدى الصغيرات أرجوك هيا قبل أن تزداد الأمطار ..
● كلا ما وضع الصغيرات هنا، والأمطار سيصبن بالحمه ومن ثم أين أبائهن وأمهاتهن ليعملوا بدلًا عنهن ..؟
– بالنسبة لـ ما وضعهن فصدقني ياسيدي لا أعلم، ولا أستطيع مساعدتهن إلا بالشراء منهن، أما لـ أن يصبن بالحمه فـ أظنهن مصابات بها دائمًا صيفًا وشتاًء وخصوصًا في هذه الاجواء هذا إن لم تسحبهن السائلة ، وأما بالنسبة لـ اين عائلتهن فربما يكن يتيمات ويعشن في بيت أحد لايستطيع توفير لقمة العيش لهن فـ اضطررن للعمل، أو أن عددهن في المنزل كبير ولا تغطي حاجاته عمل والدهن وربما يكون والدهن نائم لا عمل يعمله فيوجه بنينه وبناته لسوق العمل ..؟!
● ما الذي تقولينه أنتِ ..؟
عددهم كبير فليقومون بتدبير حل لتنظيم الأسرة ، أما أن يكون الوالد نائم هذا أمر محال هل ينجب الأطفال ليرميهم إلى الشقاء منذ نعومة أظفارهم ..؟
أظنكِ تمزحين ..!!
– لا أمزح ..
وقفت الباص وصعدنا ووجدنا طفل بيده بالونات يبيعها نظر اليّ أفلا بنظرة أمل ..
● هذا يلعب بها اليس كذلك ..؟
– كلا يبيعها يبيعون أحلامهم مقابل توفير لقمة العيش التي بها يسدون رمق جوعهم ..
● أشعر وكأني تائه في هذه البلدة ، بلدة العجائب ..
– ابتسمت وقلت : دعك من هذا ستجد الأعظم من هذا بكثير ..
● وضع رأسه على الكرسي ليسترخي قليلًا ، مررنا بـ حفرة عاد رأسه ليصطدم بالكرسي الذي أمامه..
قهقهت بضحكة طويلة وقلت : لابأس لابأس أعتذر لك نيابة عن بلدة العجائب كما تقول ..!
● ابتسم وقال : ضحكتك هدأت من روعي وكانت اعتذار بالفعل ، أعانكم الله على ما أنتم فيه ….