يتوافد أولياء الأمور في إب هذه الأيام على المرافق التعليمية الحكومية والخاصة لتسجيل أبنائهم وبناتهم الطلبة والطالبات في مختلف الصفوف الدراسية ومختلف الأعمار للالتحاق بالعلم والمعرفة، وإكمال المسيرة التعليمية العامة على كافة الأصعدة.
ويذهب مجموعة كبيرة من أولئك الآباء إلى المدارس الخاصة وذلك لاعتقادهم أن المدارس الحكومية تدنى مستوى التحصيل العلمي فيها نتيجة لانقطاع المرتبات، والظروف الصعبة التي يمر بها المعلمون نتيجة لذلك، وحتى وإن كانت هناك مبالغ تدفع لهم من قبل أهالي الطلبة إلا أنها زهيدة ولا تفي بمتطلباتهم واحتياجاتهم الأسرية.
ومهما كانت تلك المعوقات والصعوبات التي يواجهها الآباء والأمهات في سبيل تحقيق غاية العلم وإلحاق أبنائهم به خوفاً من أن يضيع عاماً دراسياً كاملاً من عمر أحد فلذات أكبادهم، فإنهم يسعون جاهدين للذهاب إلى المدارس وتسجيل أبنائهم الطلبة بأغلى وأبهظ الأثمان، ولو كان ذلك فوق طاقتهم وعلى حساب قوت عيشهم.
وشهدت مدارس إب الأهلية، هذا العام ارتفاعا خياليا في رسوم الدراسة، وقد وصلت رسوم طالب الصف الابتدائي في إحدى مدارس مدينة إب إلى ثلاثمائة ألف ريال يمني.
وفي هذا السياق، شكا الكثير من أبناء محافظة إب ارتفاع وزيادة الرسوم في تسجيل أولادهم في المدارس الأهلية، ناهيك عن غلاء الأسعار في بقية المستلزمات الدراسية عند بداية موسم الدراسة.
وناشد الأهالي في الشكوى الموجهة إلى محافظ المحافظة، والتي تداولها ناشطون على منصات التواصل الاجتماعي، السلطة المحلية وجهات الاختصاص مراعاة ظروفهم، مطالبين ببعض الرحمة والتعاون معهم من قبل القائمين على المدارس الأهلية، وكذلك الحكومية.
وشدد الأهالي على ضرورة وجود جودة تعليمية، والاهتمام بالكادر، ومتابعة حثيثة من قبل مكاتب التربية، وكذلك مراعاة أبناء الطبقات الفقيرة في عملية الفروق من الطلاب في المدارس الحكومية.
تواصلت ” إب7 press ” مع بعض مدراء المدارس الخاصة لكن أغلبهم أحجم عن التصريح، والبعض الآخر فضل عدم ذكر اسمه، معتبرا ما يجري ليس سوى حرب على التعليم النوعي الذي تنتجه تلك المدارس الخاصة.
وأفاد مدير مدرسة أن الالتزامات التي تقع على عاتق الإدارات تثقل كاهلها وأن العام الدراسي لا يتجاوز ثمانية أشهر فيما الإدارات تتحمل نفقات عام كامل، ناهيك عن الالتزامات تجاه المكاتب الحكومية.
يدخل العام الدراسي الجديد وسط وضع اقتصادي كارثي يعيشه أولياء الأمور، جراء الحرب الذي تجاوزت عامها السابع، والرسوم الدراسية أضحت كابوسا يقظ مضجع الأسر، ناهيك عن الأسر النازحة والموظفين ومحدودي الدخل.
من أين لك أن تأتي بمبالغ خيالية لتوفير مقعد دراسي لطفلك في مرفق تعليمي أهلي، ومن يتحمل مسؤولية ارتفاع أسعار الرسوم المدرسية السنوي واتخاذ العلم باب من أبواب التجارة والجشع المادي البشع لدى البعض بمبررات ودعاوى لا تمت بالرحمة والتعاون مع الأهالي بشي في ظل الظروف الراهنة.