إعدادات مضروبة
سماح عملاق
إب7 press
تأخر أفلاطون -عننا- في يوم الصداقة العالمي الذي يصادف اليوم؛ كان يتسكع طوال النهار في شوارع المدينة.
أتاني بسحنته المألوفة مستغربًا ليسألني:
– ماذا تعني لكم الصداقة – كشعب يمني -يا سماح؟
– تعني الكثير ياأفلا.. الصداقة روحٌ تؤازر روحك، وقلبٌ يعاضد قلبك، لا ترى جمال الحياة إلا بعينيّ صديقٍ يعني لكَ الحياة ذاتها.
مط شفتيه ونظر إليّ شزرًا:
– ولماذا يسود السباب الفاحش والبذيء بين الأصدقاء؟
– هههه ربما لأنه يوحي بالقرب ولا يوحي بالبغض، شفرة خاصة بشعبنا لن تفهمها.
باندهاشٍ وعصبية يضيف أفلا..:
– لقد تأخرتُ عن القراء لأن الأصدقاء في إب قد أفقدوني ذاكرتي وصوابي.
– كيف ذلك يا صديقي؟
– لقد رأيتُ رجلًا عدينيًا ينادي عابرًا بقوله:” يا أهلًا بالقلب والروح، افتقدنا لك، وين الغيبة ياغالي؟”
– وماذا في ذلك، كلام جميل جدًا!
– لقد تفل لظهر الرجل بمجرد أن أعطاه ظهره، وسبه ببذاءة لا أتمكن من سردها لك، ثم ذكره بالسوء أمام أقرانه!.
– ربما جامله لأمرٍ في نفسه.
– أليس هذا بنفاق؟
– هو كذلك؛ الحياة في محافظتنا ليست بمثالية مدينتك الفاضلة، فلا تبتئس.
– بقي أمر ألعن، لماذا حدث العكس ومن نفس الشخص؟
– لم أفهم!
– لقد قال لصديقه:”تعال يا كلب.. يا وجه البومة.. يا قفشة جدي، يا حيوان..وو” وصديقه يقفز فرحًا، ويعانقه وكأن الفهم عنده بالمقلوب!.
ضحكتُ هذه المرة بعلو الصوت لأجيبه
– للكلمات دلالات خاصة بين الأصدقاء يا أفلا..، هذا معجمهما الخاص ولن يفهمه سواهما.
– ولماذا لا يمدحه أمام وجهه كما فعل بعد رحيله؟!
– أووه لا أعلم، أجدر بك أن تسأله.
تحرك أفلاطون بعيدًا يحدث نفسه كالمجنون، ويبحث عن شيء ما في رأسه بأطراف أنامله وكأنه مليءٌ بالبقّ أو القمل قائلًا:
حقًا شعب عجيب، وغريب، يلعن الحبيب، ويبتسم في وجه العدو الكئيب!
اللعنة.. أعيدوني إلى أثينا قبل أن أصاب بالجنون!