السحول.. أشهر أودية محافظة إب مهدد بالانقراض

 

إب7 press
عمران الحجاجي

 

كذراع أمٍ حنون تبسط يديها لأبنائها، وبحضنها الدافئ تستقبل الغادي والعائد برحابة صدر كل من مر بأرضها.

 

إنها السحول، واحدةٌ من أشهر الأودية في محافظة إب كونها ذُكرت في قصص حكماء الزراعة في قديم الزمان

ولعل “علي ولد زايد” كان أكثرهم شهرة في الحديث عن هذه الأرض الخصبة وما مقولته الشعبية الشهيرة ” إن كنت هارب من الموت، ما أحد من الموت ناجي، وإن كنت هارب من الجوع، اهرب سحول بن ناجي ” إلا دليلا على خير هذه الأرض الطيبة وخصوبة أرضها.

 

وقد سُميت السحول بهذا الاسم نسبة إلى سحول بن سواده بن عمرو بن سعد بن عوف بن عدي ابن الهميسع ابن حمير الأكبر، وتقع إلى الناحية الشمالية لمدينة إب وتبعد عنها بمسافةٍ تُقدر بـ 4 كيلومترات، وتُعد ممراً رئيسياً للطريق الرابط بين العاصمة صنعاء ومحافظتي عدن وتعز.

 

وتعد السحول عزلة في مديرية المخادر، وتتميز بأنها أكبر عزلها إذ يتجاوز عدد سكان هذه العزلة 40 ألف نسمة، يعيشون في مساحةٍ تُقدر بـ 50 كيلو متر مربع.

 

يعيش معظم سكان السحول في المناطق الريفية إلى جانب الأسواق والمناطق الحضرية كمفرق حبيش والدليل اللتان تعدان مركزاً رئيسياً ومقصداً لأبنائها لشراء احتياجاتهم الأساسية منها.

 

وتُعد الزراعة هي المصدر الرئيس لسكان العزلة وقد بدأت السحول بالتوسعُ في العمران شيئاً فشيئاً، فأينما وجهت ناظريك ستجد عشرات القرى المتناثرة على جنبات هذا الوادي الخصيب الذي يمتاز بوفرة المياه وزراعة العديد من المحاصيل الزراعية.

 

ومن تلك المحاصيل التي كانت تشتهر بها السحول قديماً، الذرة الشامية، والذرة الحمراء، البن، المانجو، التين الشوكي، والجوافة، بالإضافة إلى الطماطم والفجل وغيرها من المحصولات الزراعية، ولكن نتيجة لزحف شجرة القات على هذا الوادي أصبح يعاني من نضوب المياه الجوفية والسطحية وبات مهددا بالانقراض، مما يستدعي تدارك الأمر من قبل الجهات المعنية بمحافظة إب لاستثمار هذه الأرض بما يعود بالنفع والفائدة لأبنائها ويجعلها تستعيد شهرتها ورونقها المعروف منذ قديم الزمان.