البرقوق في السوق
إب7 press
عمران هلال
البرقوق، أو ما يسمى بالمشمس، فاكهة يمنيه ممتازة وذات جودة عالية للغاية، وذلك لاحتوائها على كميات كبيرة من السكر وكميات مميزة ومعتدلة من الحمض لتصبح نقطة اتزان بين الحامض والسكر مع نكهة لاذعة أخرى.
كما تحتوي العديد من الفيتامينات والمعادن المميزة، ولها شكل شهي ومميز، وفي الآونة الأخيرة شهدت مدينة إب، وباقي أسواق الجمهورية ظهورا وانتشارا كبيرة لهذه الفاكهة التي لم يكن يشاهدها المواطن إلا على التلفاز، فيما كان يعتاد على البرقوق الصغير الحامض جدا الذي يدخل الأسواق اليمنية ومنها محافظة اب كفاكهة موسمية وبكميات قليلة للغاية.
هذا التواجد الغير معتاد في الآونة الأخيرة، والذي أثار الغرابة، دعانا إلى إجراء بعض الاستطلاعات والنزول الميداني لاستيضاح حول هذه الفاكهة وسبب تواجدها الحالي وانعدامها السابق من الاسواق العامة.
يقول ” محمد سعيد “، بائع فواكه، : ” كانت هذه الفاكهة ضمن الفواكه اليمنية المميزة التي تُصدّر إلى الخارج نظرا لجودتها وكبر حجمها ولسعرها الثمين، وكانت أكثر ما تذهب إلى الأسواق الخليجية، ومنها الأسواق السعودية على الدوام، وكانت في الغالب تأتي من مزارع صنعاء والمحويت وصعدة وتتواجد على أطباق المقتدرين ذوي السعة الشرائية العالية بكمية بسيطة ولكن أغلبها يذهب للخارج”.
ونظرا لنشوب الحرب مذ ست سنوات وإغلاق منفذ علب والذي يعتبر بوابة اليمن الزراعية المتصلة بدول الخليج، مما أدى إلى توقف عملية التصدير والاستيراد من وإلى دول الخليج عبره، فعاد إلى السوق اليمنية ورخص ثمنه نتيجة لوفرة تواجده.
ويرى جميل الحيمي صاحب عربية أخرى لبيع البرقوق أو المشمش، بأن هذه الفاكهة كانت في الماضي تُنتج بكميات قليلة من مزارع صنعاء وصعدة ومناطق الشمال، لذلك كانت تستهلك لدى أهلها، أي في مناطق ومحافظات زراعتها لجودتها ولقلة توافرها كفاكهة موسمية غير محسنة ولا تأتي إلى المحافظات الوسطى والمحافظات الجنوبية” .
ويضيف ” الحيمي”، ولكن في الفترة الأخيرة تم زراعة الكثير من أشجار البرقوق وانتجت بشكل مبير، مما أدى إلى توسع وصولها للأسواق المحلية.
فيما يؤكد أمجد الحبيشي، تاجر خضروات جملة، أن هذه الفاكهة كانت حكرا على طبقات المجتمع الفخمة وعلى أصحاب رؤوس الأموال والقوة الشرائية الكبيرة وغالبا ما تصدر للخارج مثل السعودية لجودتها مثلها مثل فاكهة المانجو التيمور، والمسماة محليا بقلب الثور لكبر حجمها وجودتها، ولكن مؤخرا ونظرا للحرب وإغلاق المنافذ عادت للسوق المحلية لتباع بأسعار رخيصة للغاية مقارنة بسعر تصديرها.
ويستطرد ” الحبيشي “، لكن هذا أثر على المزارع اليمنية، والمزارعين، وذلك لزيادة الإنفاق عليها، وضعف سعر بيعها بالعملة المحلية، فقد قال لي أحد المزارعين للمانجو التيمور أن سعر الكيلو كان يباع تصديرا للخارج بما يقارب من 600 إلى 700ريال يمني، والآن يباع للسوق المحلية نتيجة لانعدام التصدير بما يقارب 300 إلى 400 ريال يمني وهي تساوي بذلك تكلفة الإنفاق عليه سنويا، فقد أنفقت على 121 شجرة مانجو خلال هذا العام ما يقارب المليون ريال يمني، موزعة على ماء واسمدة وفلاحة وبعت المحصول الموسمي بمليون ومائتي ألف ريال وهذه تعتبر خسارة.
ويشير تاجر الفواكه إلى أن تجارة فاكهة البرقوق حيث يقول:” كنت اشتري كميات منها واصدرها عبر المنفذ إلى المملكة وابيع السلة بما يقارب من 30 إلى 40 ألف ريال يمني بسعر 2000إلى 1500 ريال يمني للكيلو الواحد
ولكن الآن غلقت المنافذ وزادت كميات الإنفاق على الزراعة وأجبر المزارعون والتجار على أدخلها السوق المحلية ونتيجة لضعف القوة الشرائية للمواطن فقد اضطررنا للبيع بسعر السوق وهو متباين من يوم إلى آخر عدم جدوى تلك التجارة، حيث بعت السلة ب 30 الف ريال بالبداية، والسلة تساوي تقريبا 20 كيلو برقوق، ثم وصلت إلى 15 ألف ريال للسلة، في الآونة الاخيرة، وهذه خسارة ولكن ما باليد حيلة”.
تبدو المسألة متناقضة، فحين توفرت ثمرة من أفضل الثمار، واستطاع المواطن البسيط شراءها، مزارع وتجارة ” البرقوق” تواجه اخطار أقلها انعدام الثمرة من السوق لأن المردود المادي للمزارعين لا تغطي التكاليف، ولا تشجع على الاستمرار، وهنا ينبغي أن تتدخل الجهات ذات العلاقة لمحاولة إيجاد حلول تبقي نسبة من الثمرة في السوق وتحاول تصدير النصف الآخر حتى يستطيع التاجر والمزارع الحصول على نسبة ربح مرضية، مع إيجاد تسهيلات وحلول لتشجيع الاستثمار الزراعي على أوسع نطاق جغرافي.