اليوم العالمي للتبرع بالدم..
عظماء كرسوا حياتهم لخدمة الإنسانية

إب7 press
بغداد المرادي

تحتفل بلدان العالم أجمع سنويا باليوم العالمي للتبرع بالدم الموافق 14 يونيو، وتأتي هذه المناسبة لإذكاء الوعي العالمي بشأن الحاجة للدم المأمون غير الملوث بأمراض معدية من شأنها تناقل العديد من الأمراض في أوساط المجتمع الواحد.

تكمن أهمية التبرع بالدم كضرورة حتمية لإنقاذ حياة الاخرين، وكذلك التبرع بالدم يطيل أعمار المرضى المصابين بحالات مرضية تهدد حياتهم وتمتعهم بنوعية الحياة الأفضل، ويقدم الدعم الكافي لإجراء العمليات الطبية والجراحية المعقدة.

حول هذا الموضوع أجرت ” إب7 press ” لقاءات مع مختصين ومتبرعين في محافظة إب، حيث أشار عبدالله كرش، صحفي مختص بالشأن الطبي والصحي ورئيس تحرير مجلة المنار الطبية، إلى أن التبرع بالدم يعني إنقاذ حياة إنسان آخر، ويأتي التبرع بالدم لحاجة المرضى المصابين في المستشفيات والمرافق الصحية سوا المصابين بحالات النزيف الحاد أو مرضى تكسرات الدم الأنيميا.

ولفت ” كرش ” بأنه هناك فوائد للمتبرع بالدم نفسه حيث وهو اكتشاف إصابته بالمشاكل الصحية كون المتبرع يخضع لفحوصات شاملة قبل الفحص، كذلك يسهم في تقليل مستويات الحديد في الدم حيث وجوده بكميات مفرطة له آثار سلبية على صحة الجسم، حيث قد يتجمع الحديد في بعض أعضاء الجسم مثل: الكبد والقلب.

وفي دراسات ظهرت مؤخراً بأن التبرع بالدم يعزز المشاعر الإيجابية للمتبرع والسعادة لتقديم المساعدة للآخرين.

أحد المتبرعين الدائمين بالدم، قال أنه لا يذهب إلى مركز التبرع حتى يطمئن أن ما يتبرع به من الدم يكون للشخص المستحق، بعد ذلك يذهب وهو مطمئن البال خال من الهموم.

بهذه العبارة ابتدأنا الحديث مع “يزيد”، اسم مستعار، من مدينة إب، متبرع بشكل دوري بالدم، ويضيف، “انا لدي سيولة بالدم واتمتع بوفرة جيدة، وقد أوصاني العديد من الأطباء بأن اتبرع دوريا بكمية محددة بالدم للمرضى والمحتاجين من النساء، أو الرجال وكل ذلك يحتسب أجر عند الله “

وتحدث عن أول زيارة له لمركز التبرع بالدم حيث قال بأن المرة الأولى تشعر بالرعب لا سيما من إبرة الشفط للدم، لكن مع مرور الأيام تصبح لديك القدرة على كسر حاجز ذلك الخوف منها حين ترى المرضى في المستشفيات، وتشعر أنه بإمكانك تقديم العون لهم ولو بقطرة دم واحدة لتبقيهم على قيد الحياة وينعموا بحياة أفضل مما هم عليه من قيود أسرة المستشفيات”.

ويكمل ” يزيد ” بأنه وضع أرقام هواتفه في المراكز التي يذهب للتبرع بالدم فيها إذا ما كانوا بحاجة لقرب الدم المستعجلة للمرضى الذين تقع عليهم الحوادث المرورية أو إطلاق النار ويخسرون كمية كبيرة من الدماء إلى جانب عدد كبير من الأصدقاء الذين يحبذوا هذا العمل الإنساني الذي فيه إنقاذ لأرواح أناس لا تعرفهم ولا تربطنا بهم أية صلة، وهي سعادة لا توصف وأنت تساهم في إنقاذ حياة مريض كاد الموت أن يفتك به، والاعمار بالطبع بيد الله “.

يزيد، وأمثاله من النماذج الحية داخل المجتمع تسعى لإنقاذ حياة الآخرين، وتقدم بكل إيجابية ما منحها الله خدمة للمرضى والمحتاجين، مبتغية بهذا العمل رضى الله، لذا يحق اليوم أن نحتفي في هذه المناسبة بهؤلاء العظماء الذين كرسوا حياتهم لخدمة الإنسانية.